الوقت- تُعرف اليوم الصواريخ المضادة للدبابات ذات القدرة العالية والتي تسمى بـ "إطلق النار وانسى" من الأسلحة المضادة للدبابات الأكثر تطوراً في العالم، وهناك أقل من عشر دول في العالم لديها القدرة على إنتاج مثل هذا النوع من الأسلحة ووفقًا لبعض المصادر الخاصة في هيئة الصناعات الدفاعية والعسكرية الإيرانية، فقد أصبحت جمهورية إيران الإسلامية الآن أحدث عضو ينضم إلى نادي الصواريخ التي تنفذ هجماتها من الأعلى. وحول هذا السياق، ذكرت العديد من المصادر الاخبارية أنه في الأيام الأخيرة، تم تسليم العديد من الطائرات بدون طيار الجديدة إلى القوات الجوية الإيرانية، مما يشير إلى قيام طهران باختبار ناجح لسلاح جديد يُطلق من الجو وهو صاروخ مضاد للدبابات قادر على الإطلاق من الجو ويمكنه أن يصيب الهدف بدقة استثنائية. ووفقًا للصور التي تم نشرها قبل عدة أيام لهذا المنتج الجديد، يبدو أن الصاروخ يستخدم محرك بحث حراري كنظام توجيه خاص به، واستنادًا إلى مظهره، يمكن الافتراض أن الصاروخ نفسه شوهد على الأرجح خلال زيارة قام بها أعضاء لجنة الأمن القومي في عام 2016 لمركز الإنجازات الدفاعية التابعة لقوات الجيش الإيرانية.
صاروخ إيران الجديد
وهذا الصاروخ مشابه لأحد الصواريخ الشهيرة والذي يدعى "سبايك" المضادة للدروع. وصاروخ "سبايك" هو صاروخ موجه مضاد للدبابات من الجيل الرابع محمول يعمل بأسلوب "اطلق وانسي"، يحمل رأس حربي ناسف، يستخدم التقنيات الكهروضوئية، والألياف البصرية، يتم استخدام هذه الأنظمة من قبل جنود المشاة، وقوات الرد السريع الخاصة، والقوات البرية، وطائرات الهليكوبتر والطائرات بدون طيار. ويتكون نظام "سبايك" من حامل ثلاثي القوائم مع وحدة التحكم في الحرائق، ومنظور التصوير الحراري، يتم استخدام باحث التصوير في الصاروخ. ويزن النوع الطويل من النظام حوالي 26 كجم، يمكن تشغيل سبايك من المشغل بواسطة المشاة، أو من الحوامل التي يمكن تركيبها على مركبات مثل مركبات الهجوم السريع، وناقلات الأفراد المدرعة، أو مركبات الخدمات، ومن ثم يمكن إعطاء المركبات التي لا يتم تركيبها عادةً بأسلحة مضادة للدبابات القدرة المضادة للدبابات.
الصواريخ في هذه العائلة مزودة بأجهزة استشعار كهروضوئية، أو أجهزة استشعار تعمل بالتيار الكهربي متطورة لتشغيلها ليلاً، ونهارًا، وفي ظروف جوية قاسية، ورأس حربي ترادفي، وتمكّن مساراتها العلوية الرؤوس الحربية من الوصول إلى الهدف بدقة بالغة. ويستخدم الصاروخ رأسًا حربيًا ترادفيًا وشحنتان متشعبتان، ورأسًا حربيًا سلفًا لتفجير أي درع متفجر، وقنبلة نووية أساسية لاختراق الدرع الأساسي. كما يحتوي الصاروخ على أربعة زعانف مستطيلة للتحكم بالديناميكا الهوائية في المؤخرة، وأربعة أجنحة في منتصف الطريق من الرأس إلى المؤخرة على طول جسم الصاروخ. ويشتمل نظام التوجيه في رأس الصاروخ سبايك على جهاز موصل بشحن (CCD)، وعدسة للتصوير الحراري، والأشعة تحت الحمراء (IIR) توفر هذه العدسة حساسية أعلى، وخصائص رفض خلفية حرارية محسنة لجميع عمليات التشغيل في النهار، والليل.
صاروخ هلفاير الامريكي
انضمام إيران لنادي دفاعي خاص آخر
مع هذه المقدمة حول هذا السلاح الإيراني الجديد، سنلقي نظرة على دول أخرى في العالم لديها الآن صواريخ من طراز "تاب اتك" ولكن يجب أن نذكر أولاً أنه عند مناقشة أسلوب "اطلق وانسى"، فإن هناك سلسلة من الصواريخ، مثل سلسلة صواريخ "طوفان 3"، التي لها القدرة على التحليق بشكل مستقيم ولها القدرة على اصابة الهدف بدقة عالية وذلك لأن هذا النوع من الصواريخ يستخدم أجهزة استشعار خاصة. وفي مقالنا هذا لن نسلط الضوء على هذا النوع من الصواريخ وإنما سوف نركز على تغيير زاوية الإطلاق من فوق التي تتمتع بها الصواريخ التي يعمل بأسلوب "اطلق وانسي" وفي ما يلي سوف نتعرف أكثر على أهم الدول التي تمتلك هذه التكنولوجيا العسكرية الحديثة.
الولايات المتحدة تستعين بصواريخ "هيلفاير" و"جافلين" لاحتلال الدول
السلاحان الرئيسيان اللذان يستعين بهما الجيش الأمريكي لتنفيذ الجمات من الجو هما صواريخ "هيلفاير" وصواريخ "جافلين". وصاروخ "هيلفاير" هو صاروخ موجه أمريكي من الممكن إطلاقه من عدة منصات لإصابة أنواع مختلفة من الأهداف. هناك طرازات من الصاروخ مختلفة، وتستخدم أول ثلاث أجيال من الصاروخ التوجيه بالليزر لإصابة الهدف حيث أن تابع الصاروخ يتبع ليزر يتم تنويره من طائرة أو من قبل موجه على الأرض على الهدف والذي ينعكس منه، أما الجيل الرابع من السلاح فهو يطلق وينسى حيث أنه يستخدم الرادار للتوجيه إلى الهدف. وهنا تجدر الاشارة إلى أنه من بين مستخدمي هذا الصاروخ هي السعودية والإمارات العربية المتحدة والعراق والكويت وتايوان وكوريا الجنوبية والمملكة المتحدة وتركيا ولبنان واليابان والأردن وأستراليا والهند والكيان الصهيوني.
صاروخ جافلين الامريكي
وأما بالنسبة لصواريخ "جافلين" فهي تعتبر واحدة من أحدث الصواريخ المضادة للدروع، فهو صاروخ متطور يوجه نفسه ذاتياً على عكس غيره من الصواريخ المضادة الأخرى وهذا الصاروخ يمتلك باحثا حراريا يوجهه تلقائيا ويقتصر دور الرامي على إطلاقه فقط، ولا يتطلب الصاروخ عملية توجيه أو متابعة خلال طيرانه، ويزن الصاروخ مع وحدة الإطلاق 22 كليو جراما، ومدى الإطلاق الفعال يتراوح بين 75 إلى 2500 متر، وأقصى مدى إطلاق هو 4750 مترًا، وأكثر ما يميز الصاروخ هو طريقة انطلاقه، يرتفع أولاً في الجو من ثمَّ يطير ليسقط من الأعلى على الهدف. وهنا تجدر الاشارة إلى أنه من بين مستخدمي الصاروخ المضاد للدبابات، هي قطر ونيوزيلندا وأيرلندا والمملكة المتحدة وفرنسا وإستونيا والنرويج والمملكة العربية السعودية.
احتدام المنافسة لصناعة الصواريخ في في شرق آسيا
هناك ثلاث دول، في شرق آسيا وهي اليابان وكوريا الجنوبية والصين، تعتبر من بين المالكين الآخرين لتكنولوجيا الصواريخ المضادة للدبابات وفي اليابان تم صناعة سلسلة من صواريخ "LMAT" وهو صاروخ يعتمد على جهاز استقبال محمول وكمبيوتر ورادار يمكنه من إرسال موجات رادارية وإعتراض الطاقة المنعكسة من الهدف كما هو موضح في الصورة أسفله ،حيث يستخدم الكمبيوتر هذه الطاقة المجمعة (الطاقة المنعكسة من الهدف) عبر جهاز الاستقبال الراداري لتحديد مسار الهدف النسبي وإرسال أوامر التصحيح لسطوح التحكم بحيث يقوم الصاروخ باعتراض الهدف و تدميره لمفرده مما يتيح ذلك للطائرة بمغادرة مكان الإشتباك أو تشتبك مع أهداف أخرى.
صاروخ LMAT الياباني
وبالنسبة لكوريا الجنوبية، فلقد تمكنت من صناعة صاروخ "رايبولت" المضاد للدبابات. وأما الصين فلقد تمكنت من صناعة صاروخ "HJ-12" المضاد للدروع، حيث اعلنت شركة NORINCO انها طورت جيلا جديدا من الصواريخ الموجهة المضاده للدبابات نوع HJ-12 وهذا الصاروخ قادر على اصابة اهدافه من مدى اكثر من 4 كم وقد تم تطوير هذا الصاروخ لكي يوفر للجيش الصيني صاروخ محلي مضاد للدبابات يوازي كفائه الصواريخ الروسية او الغربية حيث يتوفر الصاروخ "HJ-12" على تكنولوجيا متطوره وحسب احد المحللين العسكريين فانه سيعتبر الصاروخ المضاد للدبابات الاكثر تطورا لدى الجيش الصيني وبالاضافة للجيش الصيني فأن الصاروخ سيكون متوفرا ايضا للتصدير وخاصه للدول النامية التي من الممكن ان تواجه دبابات جيل ثالث من اعدائها الا ان المشكلة تكمن في السعر العالي للصاروخ مما يجعل عدد المشترين المستقبليين صغيرا ويعتبر الصاروخ Hj-12 من النوع المحمول على الكتف من الجيل الثالث وهو يملك ميزة Fire & forget أي اطلق وانسى
تركيا والكيان الصهيوني؛ خصوم إيران يعملون من وراء الكواليس
عند مناقشة المنافسات العسكرية، يمكن القول أن هناك منافسة خفية بين الأطراف الثلاثة القوية في المنطقة، وهي إيران وتركيا والكيان الصهيوني، والتي امتدت هذه المنافسة لتصل إلى أجزاء كثيرة وأحد هذه الاشياء هي الصواريخ المضادة للدبابات التي يتم اطلاقها من الجو. ففي الكيان الصهيوني، توجد سلسلة من صواريخ "سبايك" من صنع شركة "رافائيل"، وهي واحدة من المنتجات الإسرائيلية الشهيرة في الأسواق العالمية ويتم تقديم هذه السلسلة من الصواريخ المضادة للدروع في عدة نماذج وتغطي مسافات قصيرة مثل حوالي كيلومتر واحد إلى ما يقرب من 25 كيلومترًا.
صاروخ رايبولت الكوري الجنوبي في يد القوات السعودية
وأما في تركيا، فلقد تم نشر جيل جديد من الصواريخ المضادة للدبابات لتحل محل سلسلة "Tau" و "Corinth"، والتي استخدمها الجيش التركي خلال السنوات الماضية وفي هذا السياق، ذكرت بعض المصادر الاخبارية أن هيئة الصناعات العسكرية التركية سلمت الجيش التركي في عام 2018 صاروخ مضاد للدبابات له القدرة على الإطلاق والهجوم من الجو ويبلغ مدى هذا الصاروخ حوالي 4 كم، لديه القدرة على الهجوم مباشرة، وبالطبع يزن نظام الصواريخ بالكامل ونظام الاستهداف وقواعده حوالي 36 كجم.
صاروخ "ام ام بي" الفرنسي
عملاقان أوروبيان يواصلان صناعة الصواريخ
يمكن القول إن فرنسا وألمانيا هما أقوى دول في أوروبا من حيث تصميم وإنتاج الأسلحة العسكرية والدفاعية وهاتان الدولتان اللتان لهما تاريخ طويل في تصميم وتطوير العديد من الأنظمة العسكرية، مضيا قدما في مسير صناعة صواريخ "تاب اتك" التي يتم اطلاقها من الجو. حيث يستخدم الألمان صاروخ "PARS 3 LR" لتسليح طائرات الهليكوبتر من سلسلة "Tiger"، التي يبلغ مداه 7 كيلومترات وكان في الأصل مشروعًا مشتركًا بين هذه الدولة وفرنسا والمملكة المتحدة، ولكن بريطانيا وفرنسا انسحبتا من الخطة على التوالي، ونفذ الألمان الخطة إلى النهاية وتستخدم هذه الصواريخ نظام استهداف كهرو بصري غير نشط وأشعة تحت الحمراء ولها رأس حربي يزن 9 كجم. وعلى صعيد متصل، كشفت فرنسا مؤخرا عن صاروخ "ام ام بي" وهو صاروخ فرنسي موجه مضاد للدبابات من الجيل الثالث (أطلق وانسى) يبلغ مداه 4 كم ويمكنه التعامل مع احدث الدبابات والمدرعات، سيكون البديل عن صواريخ ميلان في الجيش الفرنسي.