الوقت- مع بداية السنة السادسة للحرب المدمرة التي شنها التحالف السعودي ضد اليمن، وبينما تؤكد العديد من الدول على ضرورة إنهاء هذه الحرب في أقرب وقت ممكن، تبذل حركة أنصار الله واللجان الشعبية أيضاً جهوداً مكثفةً لإنهاء الحرب وإجبار السعودية على القيام بذلك.
هذا في حين أن قضية مرض کورونا وانتشاره في السعودية، قد دفع حتى بعض مسؤولي المنظمات الدولية للتأكيد على ضرورة إنهاء هذه الحرب في أقرب وقت ممكن.
علی أي حال، في ظل هذه الظروف أعدَّت حركة أنصار الله مرةً أخرى عمليةً صاروخيةً واسعة النطاق ضد السعودية، وباستهداف الرياض وكذلك بعض النقاط الإستراتيجية داخل هذا البلد، أثبتت قدرتها على ضرب المعتدين، لتدعو بهذه الطريقة إلى إنهاء العدوان العسكري السعودي.
في الحقيقة، حركة أنصار الله ومن خلال هذه العملية الصاروخية واسعة النطاق والهامة للغاية، حذرت مسؤولي الرياض والمؤيدين الغربيين للنظام السعودي مرةً أخرى، من أن الشعب اليمني قادر على ضرب الغزاة والمعتدين، وعن طريق إلحاق الخسائر الاقتصادية والعسكرية الفادحة بهم، يجعلهم يندمون على استمرار الحرب عشية عامها السادس.
هذا في حين أن الوضع السياسي في السعودية مازال في تدهور، بسبب انطلاق سلسلة من الاعتقالات السياسية وتوسيع نطاق الخلافات بين الأمراء السعوديين، الأمر الذي قلل من قدرة النظام السعودي علی تلقي ضربات عسكرية وصاروخية جديدة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن انخفاض أسعار النفط بشکل غير مسبوق، قد وسَّع نطاق الأزمة الاقتصادية في السعودية، ووضع حكومة الرياض على مسار رجعي ومقلق للغاية في هذا الصدد.
مع ذلك، وكما في السنوات الخمس الماضية، لم يُظهر المسؤولون السعوديون أي علامات على تغيير نهجهم العدواني في اليمن، وقد أثبتوا بذلك أن صانعي القرار في بدء الحرب علی اليمن وإنهائها، موجودون في مراكز خارج السعودية.
في الحقيقة، إن الجيش والنظام السعودي ينفذون السياسات العدائية والمدمرة للدول الغربية في اليمن، لأنه كان من المتوقع أنه مع انسحاب الإمارات العلني والواضح من التحالف السعودي، واستدعاء الجنود السودانيين من قبل حكومة هذا البلد، أن يضع المسؤولون السعوديون حداً لهذه الحرب المكلفة، ويحاولون حل المشكلات داخل السعودية، والتي تزداد يوماً بعد يوم.
في هذه الأثناء، فإن قادة النظام السعودي ليس فقط يتجاهلون تحذيرات مختلف البلدان والمنظمات الدولية، بل ينتهكون علانيةً الاتفاق الذي وقعوا عليه بأنفسهم في ستوكهولم لإحلال السلام في الحديدة، عن طريق قصف الميناء كل يوم. وعلى الرغم من الوضع الإنساني الكارثي في اليمن، إلا أنهم لا يزالون يحاصرون هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه حوالي 30 مليون نسمة.
وفي مثل هذه الحالة، من الطبيعي أنه يتعين على الشعب اليمني وحركة أنصار الله اتخاذ خطوات لتنفيذ سياساتهم الدفاعية، وتفکيك آلة حرب النظام السعودي المعتدي، عبر استخدام القدرات الصاروخية وكذلك الخبرات التي اکتسبوها في البر والجو والبحر.
وبعبارة أخرى، في ظل هذه الظروف، لا توجد خيارات كثيرة أمام الشعب اليمني لإجبار النظام السعودي على وقف الحرب، لأن التجربة أظهرت أن أي محاولة لإرساء السلام ووقف إطلاق النار أو الحوار البناء والمثمر، لن تؤدي إلى نتائج فعالة، ولن تجبر مسؤولي الرياض على إنهاء عدوانهم العسكري الوحشي على المناطق السكنية.
بناءً على ما تقدم، وخلافاً للانطباعات السائدة، فإن أنصار الله تواجه قيوداً في اختيار السيناريو لإنهاء الأزمة اليمنية، تقتصر على إظهار القوة العسكرية وزيادتها. بالطبع، أظهر الشعب اليمني أيضًا قدرته على تنفيذ مثل هذا السيناريو في مشاهد مختلفة، وهو متعاون تماماً مع أنصار الله، وهذه واحدة من أهم المعايير في تحديد نهاية هذه الحرب المدمرة.