الوقت- وفقًا لمقال نشرته مجلة "ناشيونال إنترست" وتمت كتابته بقلم "كالب لارسيون"، فبالنظر إلى تقدم إيران في إنتاج طائرات بدون طيار تتمتع بقدرات عالية، فإنه يبدو أن تفوق أعداء طهران الرئيسيين "الولايات المتحدة والكيان الصهيوني" في هذا الصدد يتضاءل كثيراً. ووفقًا لهذه المجلة، تمتلك الطائرات بدون طيار الإيرانية تقنيات متطورة تشبه التقنيات التي تمتلكها الدول الغربية تقريبًا مع قيادة محدودة ومدى أكبر بكثير من نظيراتها الأمريكية وأشارت هذه المجلة إلى أن قوات الحرس خلال العامين الماضيين قامت بنشاطات عديدة في مجال انتاج وتوطين صناعة الطائرات بدون طيار وصواريخ ارض – ارض والانظمة الرادارية والدفاعات الجوية، مؤكده أن سبب انتاج وتطوير التكنولوجيا المرتبطة بطائرات بدون طيار يعود الى ان هذه الطائرات مقارنة بالطائرات التي يقودها الطيار لها مزيد من الامان ومؤهلات اخرى كما ان تكلفتها اقل.
وحول مكانة ايران في مجال قوة الردع خاصة في المنظومات الصاروخية مقارنة مع الدول الاخرى في المنطقة، أعربت هذه المجلة أنه لا توجد هناك مقارنة بين ايران والدول الاخرى في المنطقة من الناحية الفنية والصناعية وكذلك العملياتية لان الفرق شاسع جدا واضافت هذه المجلة، أن مجرد انتاج الصواريخ لا يجلب لايران قوة، بل أيضا لدى طهران مجموعة من الامكانيات والطاقات اهمها الشعب المنسجم والمتماسك، مؤكده ان هذه القدرات ادت الى ان تصبح ايران سفينة الاستقرار والامن في المنطقة بحيث ان الامن المستتب فيها اكثر من العديد من العواصم الاوروبية وأن مجموعة من هذه القدرات التي تضم القوات المسلحة وقوات الامن والعناصر الاستخباراتية وقوات التعبئة تسببت في احلال امن مستدام في ايران وأكدت تلك المجلة إلى أن برنامج الطائرات بدون طيار الإيراني حدث فيه خلال السنوات القليلة الماضية الكثير من التغييرات الكبيرة:
طائرة "شاهد 129" المسيّرة
تحتل صناعة الطائرات المسيرة مساحة هامة من قطاع تطوير الصناعات العسكرية في المنطقة والعالم في الوقت الراهن، فتعدد مهامها زاد من أهمية امتلاكها واستخدامها، ولا تتوانى إيران عن إنتاج طائرات بدون طيار لأهميتها الاستراتيجية لأمنها القومي بالذات وهنا سوف نسلط الضوء أكثر على طائرة "شاهد 129" المسيرة الإيرانية، فهذه الطائرة هي طائرة قتالية بدون طيار صنعت محلياً بيد خبراء ومتخصصي القوة الجو فضائية التابعة لقوات الحرس الثوري الإيراني بإمکانها تنفیذ مهامّها على مسافة 1700 إلى 2000 کیلومتر من القاعدة التی تنطلق منها وقادرة علی حمل الصواريخ الذکية والتحليق لمدة 24 ساعة متواصلة ولقد تم کشف النقاب عن هذه الطائرة في سبتمبر 2012. وهذه الطائرة بدون طيار قادرة على حمل صواریخ موجهة مضادة للدبابات. وهذه الطائرة قادرة على التحليق لمدة 24 ساعة متواصلة. کذلك بإمکانها أن تحمل ثمانية صواريخ ذكية وتنفيذ مهام المراقبة والرصد وتدمير الأهداف في آن واحد. إن هذه الطائرة تستطيع أن تقوم بعمليات قتالية ضد الأهداف الثابتة والمتنقلة من خلال استخدام القنابل والصواريخ. شعاع عمليات هذه الطائرة يصل إلى 1700 كيلومتر أي بإمكانها أن تقوم بالتحليق حتى شعاع 1700 كيلومتر لإنجاز مهمتها الإستطلاعية وتعود إلى حظيرتها.
وطائرة "شاهد 129" بدون طیار هي طائرة قاذفة وقادرة على تنفیذ مهامّها على مسافة تصل من 1700 إلى 2000 کیلومتر من القاعدة التي تنطلق منها، کما أنها تستطیع أن تلبي الکثیر من احتیاجات البلاد بتکلفة ضئیلة جداً والتي تستطیع التحلیق لمدة 24 ساعة متواصلة باعتبارها أحدث إنجازات حرس الثورة الإسلامية في مجال إنتاج طائرات بدون طيار ویتکون هیکل الطائرة من جسم اسطوانی مقاوم، وتم نصب دفة عل شکل حرف V فی نهایة هیکل الطائرة، ونصب جناح مستطیل الشکل کبیر نسبیا ومرتفع إلى الاعلى وبعیدا عن الحافة الامامیة للصاروخ، لتعزیز امکانیة تصویر المناطق الاستطلاعیة او المراد تدمیرها. وبإمكان طائرة "شاهد 129" التحليق إلى ارتفاع 24 ألف قدم ويمكن التحكم بها بأجهزة التحكم الأرضية المحمولة ولها القدرة على الرصد بدائرة نصف قطرها 200 كليومتر. وعلى صعيد متصل، اعلن المتحدث باسم القوة الجو فضائية التابعة لحرس الثورة الاسلامية بأنه تم تزويد الطائرة من دون طيار"شاهد 129" التابعة لحرس الثورة الاسلامية بمنظومة توجيه عبر الاقمار الصناعية وزيادة تسليحها بمقدار 100 كم. ولفت المتحدث باسم القوة الجو فضائية الإيرانية إلى أن السبب في تغيير مقدمة طائرة "شاهد 129" هو تزويدها بأمكانية الاتصال عبر الاقمار الصناعية وزيادة تسليحها 100كلغ. وأعلن المتحدث باسم القوات الجو فضائية في حرس الثورة الإسلامية حول خصائص هذه الطائرة واستخدامها وقال: إن "طائرة شاهد 129 تستخدم في أغلب الأحيان داخل الأراضي الإيرانية ولمراقبة المياه الدولية وفي الحدود البرية والمناطق الصحراوية في وسط البلاد".
زمن العولمة
أعلن قائد سلاح الجو في الحرس الثوري الإسلامي لجمهورية إيران الإسلامية في عام 2016 ضمنياً أن إيران بصدد تجهيز وتحديث أسطولها من الطائرات بدون طيار لإنهاء اعتمادها على وحدات التحكم الأرضية والتشغيل عبر الأقمار الصناعية وربما يكون هذا هو سبب ادخال تغييرات في جسم الطائرات بدون طيار من نوع "شاهد 129" حتى أصبحت أكثر تشابهًا مع طائرات العدو. وإذا كانت التصريحات التي أطلقها بعض قادة الحرس الثوري الإيراني حول القدرة على التحكم بطائرة "شاهد 129" عن طريق نظام تحديد المواقع العالمي صحيحة، فستكون إيران قادرة على استخدام نظام الملاحة العالمي جنبًا إلى جنب مع أنظمة الأسلحة الأخرى، مثل الأسلحة البالستية، وهذا الامر يقلل من ميزة التكنولوجيا العسكرية للعدوين الإقليميين لطهران "إسرائيل والولايات المتحدة" وقد يتم تصدير هذه التكنولوجيا إلى حلفاء إيران الإقليميين مثل "حزب الله" في لبنان أو اليمن أو سوريا.
وفي الختام يمكن القول أن الطائرات المسيرة أصبحت محط أنظار الجيوش الحديثة، بعدما كشفت السنوات الأخيرة، أنه يمكن استخدامها كـ"سلاح ردع" منخفض التكلفة وذي فاعلية عالية، واستخدام الطائرات المسيرة لرصد سفينة أمريكية، واستهداف منشآت نفط سعودية، يسلط الضوء على تحول هذه الطائرات المسيرة إلى تهديد كبير للجيش الأمريكي في أي حرب مستقبلية مع إيران.