الوقت- سافر ممثل المرشد الأعلى وأمين عام المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، "علي شمخاني" يوم السبت الماضي على رأس وفد سياسي وأمني رفيع المستوى إلى العاصمة العراقية بغداد ومن المقرر أن يجتمع أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني مع كبار المسؤولين العراقيين خلال هذه الزيارة. يذكر أن العلاقات المتينة والطيبة بين إيران والعراق باعتبارهما أهم حلفاء إقليميين في المنطقة، كانت دائمًا في بؤرة اهتمام العديد من وسائل الإعلام، وتؤكد زيارة الأمين العام للمجلس الاعلى للأمن القومي الإيراني للعراق في مثل هذه الظروف التي تشهدها منطقة الشرق الاوسط/ متانة وقوة العلاقات الوثيقة بين هذين البلدين.
لقاءات "شمخاني" مع المسؤولين العراقيين
ذكرت العديد من المصادر الاخبارية بأن "علي شمخاني" أمين المجلس الاعلى للامن القومي الايراني قام على رأس وفد رفيع المستوى يوم السبت الماضي بزيارة رسمية للعراق ولفتت تلك المصادر الاخبارية إلى أن "شمخاني" والوفد المرافق له عقدوا لقاءات مع كبار المسؤولين العراقيين، وفي مقدمتهم رئيس الجمهورية العراقي "برهم صالح"، ورئيس الحكومة المستقيل "عادل عبدالمهدي"، ورئيس البرلمان العراقي "محمد الحلبوسي"، وتباحثوا حول القضايا السياسية والامنية والاقتصادية الثنائية. وأشارت تلك المصادر إلى أن "شمخاني" اجتمع أيضا مع عدداً من قادة ورؤساء التيارات السياسية في العراق وعلى رأسهم زعيم تيار الحكمة الوطنية السيد "عمار الحكيم" وهنا تجدر الاشارة إلى أنه حضر اللقاء الذي جرى في مكتب زعيم تيار الحكمة الوطني، العديد من الشخصيات وقادة الفئات والتيارات السياسية العراقية، من ضمنهم "نوري المالكي" و"حيدر العبادي" و"هادي العامري" و"فالح الفياض" وجرى البحث خلال اللقاء حول مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك منها قضايا العراق السياسية والمنطقة. هذا وقد التقى الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني "علي شمخاني"، يوم أمس الاحد مستشار الامن القومي لرئيس الوزراء العراقي في العاصمة بغداد وناقشا القضايا والعلاقات الثنائية بين البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والامنية.
العلاقة بين زيارة أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني وانتخاب رئيس الوزراء العراقي
قال "محمد البلداوي" النائب عن كتلة صادقون النيابية يوم أمس الاحد، ان " زيارة الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني الى بغداد ليس لها إرتباط بملف اختيار رئيس الوزراء". مؤكدا ان الزيارة سيادية وربما تتعلق بملفين. وقال "البلداوي" في تصريح له، إن "بعض وسائل الاعلام تحاول ربط زيارة الأمين العام للمجلس الأعلى للامن الإيراني علي شمخاني بملف تكليف رئيس وزراء جديد، والحقيقة ان زيارة الأخير الى بغداد لا علاقة لها لامن قريب ولامن بعيد بملف التكليف وانما هي زيارة سيادية تتعلق بملفين". وأضاف "البلداوي" أن "اهم ما في زيارة شمخاني تتعلق التعاون في مجال معالجة وحصر وباء كورونا بين بغداد وطهران، اما الملف الثاني استمرار وتطوير الاتفاقيات السابقة بين البلدين بشأن تبادل المعلومات والتعاون الاستخباري بين البلدين خاصة في مجال مكافحة الإرهاب".
العلاقات المتينة بين إيران والعراق
لجمهورية العراق حدوده البرية هي الأطول مع جمهورية إيران الإسلامية ولدى هذين البلدين الكثير من العلاقات التاريخية والدينية العميقة وطويلة الأمد، بحيث لا يمكن لأي دولة، حتى الولايات المتحدة، أن تمارس ضغوطاً لتقويض تلك العلاقات بين البلدين وذلك لأن العلاقات العميقة بين الحكومتين الإيرانية والعراقية تتجاوز أي إرادة سياسية داخلية أو خارجية.
وفي سياق متصل، أعربت النائبة العراقية السابقة، "ميسون الدملوجي" أن العلاقات بين الشعبين، الإيراني والعراقي، أكبر من أي إرادة سياسية داخلية وخارجية. والبعض يتحدث عن النفوذ السياسي الإيراني في العراق، ولابد من القول: "أجل النفوذ السياسي الإيراني في العراق عميق جدًا، لكن هذه النفوذ ليس نتاج اليوم أو الأمس وإنما بدأ هذا النفوذ مع احتلال القوات الأمريكية للعراق عام 2003". وأضافت "الدملوجي" في الوقت نفسه، كانت للفصائل السياسية العراقية الجديدة، والتي وصلت إلى السلطة، علاقات قوية مع إيران؛ الأمر الذي تسبب في تصاعد النفوذ الإيراني في العراق. كذا لا يجب أن ننسى الدعم الإيراني للحكومة العراقية في حربها ضد الإرهاب وتنظيم (داعش). هذا بخلاف استضافة إيران للكثير من العراقيين، إبان عهد الديكتاتور "صدام حسين". لذا من الطبيعي أن يتصاعد النفوذ الإيراني في العراق.
وأكدت "الدملوجي" على أنه من غير المقرر أن يكون العراق ساحة لتسوية حسابات الدول المختلفة وكما قال السادة، "برهم صالح"، الرئيس العراقي، و"عادل عبدالمهدي"، رئيس الوزراء السابق، و"محمد الحلبوسي"، رئيس البرلمان: "يتطلع العراق إلى استعادة مكانته الحقيقية في المنطقة". وبمقدور إيران تحقيق رغبة العراق بما يخدم مصلحة جميع دول المنطقة على نحو جيد. ولفتت "الدملوجي" إلى أنه بمقدور العراق أن يعلب دورًا أساسيًا في فرض الاستقرار والتوازن بالمنطقة، لأن استقرار المنطقة رهن باستقرار العراق وهذا يشمل كل دول الجوار العراقي. وكما يسعى العراق إلى تعميق العلاقات الاقتصادية والثقافية والسياسية مع العالم العربي، يحاول بنفس القدر إقامة علاقات مع دول الجوار، لاسيما إيران، خاصة في ضوء المشتركات الثقافية الكثيرة، فضلاً عن الحدود الممتدة والتبادل الاقتصادي. وللحفاظ على هذه المكانة يجب على العراق تبني سياسة الموازنة. وعلى دول الجوار إدارك حقيقة أن استقرار ورفاهية العراق يخدم مصالح الجميع.