الوقت-بعد التقدّم الكبير الذي أحرزته قوات الجيش السوري ومقاتلو محور المقاومة في جنوب شرق وشرق محافظة أدلب وجنوب غرب محافظة حلب، عقدت الحكومة التركية اجتماعات مكثفة ومتنوعة مع قادة المجاميع الإرهابية. وتحاول الحكومة التركية بكل الطرق الممكنة وقف تقدم القوات السورية ومقاتلي جبهة المقاومة في محافظتي إدلب وحلب، وبدعم واسع من المجاميع الإرهابية لتغيير المعادلة في ساحة المعركة.
حيث استهدف الجيش التركي، الاثنين من فبراير / شباط، للمرة الثانية في سلسلة من المغامرات في محافظة إدلب، مواقع قوات الجيش السوري بإطلاق عدة قذائف هاون على بلدة سراقب المحررة حديثًا وبلدة النيرب.
وخلال الهجمات بقذائف الهاون، كان للقوات السورية أيضًا ردة فعل شجاعة، اذ استهدفت مواقع الاحتلال التركي في مطار تفتاز في الضواحي الجنوبية الشرقية لإدلب، ما أسفر عن مقتل خمسة جنود أتراك وجرح عدة آخرين.
ووفقًا لمصدر ميداني، لم تتوقع الحكومة التركية من الجيش السوري أن يرد بقوة على هجمات قذائف الهاون كما في السابق (مهاجمة القوات التركية في بلدة ترنبة)، لكن مرة أخرى أخطأت تركيا في حساباتها وفوجئت بالرد.
وقال المصدر الميداني انه على الرغم من ان انتشار القوات السورية في مطار تفتاز يخالف اتفاقية سوجي، لكنه في الوقت ذاته، كان الرد الذي قام به الجيش السوري في الوقت المناسب، صادماً للسلطات التركية والجيش التركي وأرجأ سيناريو الهجوم على مدينة سراقب.
وأضاف أنه مع بدء الهجمات بقذائف الهاون العسكرية التركية، كانت الجماعات الإرهابية في ضواحي بلدة سرمين وجنوب مطار تفتاز على استعداد لمهاجمة وإعادة احتلال بلدة سراقب وبلدة النيرب، لكن رد الجيش السوري القوي قد غير المعادلة وأوقف العمليات الإرهابية الواسعة يوم الاثنين.
وأضاف هذا المصدر الميداني ان الإرهابيين كانوا يخططون لتنفيذ عملياتهم تحت مسمى "عملية السلام" بهدف إعادة احتلال المناطق المحررة حديثًا، بما في ذلك مدينة سراقب التي يدعمها الجيش التركي والتي فشلت في نهاية المطاف.
ومع تأهب القوات السورية يوم الاثنين للرد على أي هجوم محتمل، استهدف المقاتلون الروس بشدة مواقع العناصر الإرهابية في الضواحي الشمالية لمدينة سرقاب وألحقوا أضرارا جسيمة بمعداتهم العسكرية.
ووفقًا للأخبار، عُقدت محادثات بين ممثلي الحكومة التركية والروسية، وأعلنت أنقرة عن قرار تعليق عمليات الجماعات الإرهابية مؤقتًا في وسط مدينة سراقب.
كما استهدف المقاتلون السوريون ليلة الاثنين الماضي، قافلة من القوات التركية في المناطق التي تحتلها الجماعات الإرهابية في محافظة حلب الغربية (بالقرب من الفوج ٤٦)، ما يشير إلى أن الجيش السوري كان يستعيد قوته وليس لديه اي خوف من الانتقام بالمثل من قبل أنقرة، فهو مصمم على طرد القوات التركية المحتلة من أراضيه.
ووفقًا للمعلومات التي تم الحصول عليها، نشر الجيش التركي قافلة أخرى مزوّدة بمعدات عسكرية على مشارف قرية قيمناس، على بعد ٦ كيلومترات جنوب شرق مدينة إدلب، ما أدّى إلى زيادة التوتر من جديد.
ونشر الجيش التركي الأسبوع الماضي حوالي ١٥٠٠ دبابة وناقلة أفراد وعربات مدرّعة وأكثر من ذلك في المناطق التي تحتلها الجماعات الإرهابية في محافظة إدلب السورية وسُلمت كمية كبيرة من هذه المعدات للإرهابيين.
حالياً تشير التطورات الميدانية إلى أن الحكومة التركية تحاول وقف تقدّم قوات الجيش السوري بطريقة أو بأخرى على الأقل في محافظة إدلب واستعادة المعنويات المفقودة للجماعات الإرهابية من خلال تزويدها بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، ويبدو أن أنقرة أدركت أن الصراع المباشر مع دمشق ليس له أي تأثير على ساحة المعركة.