الوقت- يوم غد الثلاثاء سوف يحيي الملايين من أبناء الشعب الإيراني العظيم الذكرى الواحد والأربعين لانتصار الثورة الإسلامية التي قادها سماحة السيد "روح الله الخميني" في عام 1979 ضد النظام الملكي المستبد الذي كان يحكم إيران بالحديد والنار والذي كان يعد أحد أهم أذرع الولايات المتحدة في منطقة الشرق الاوسط ومن المقرر أن تنظم السلطات المحلية في العاصمة الإيرانية طهران يوم غد الثلاثاء مسيرة جماهيرية إلى ساحة ازادي "الحرية" للاحتفال بهذه الذكرى العظيمة وستجمع المسيرة سياسيين إيرانيين وشخصيات عامة ومن المتوقع أن يلقي الرئيس "حسن روحاني" كلمة خلالها. يذكر أن إيران بدأت في الأول من فبراير الاحتفالات السنوية بـ"عشرة الفجر" وهي العشرة أيام التي سبقت العودة المظفرة لزعيم الثورة "آية الله روح الله الخميني" من المنفى وفرار الشاة "محمد رضا بهلوي" من طهران وزوال الهيمنة الامريكية على طهران.
وفي هذا السياق، ذكرت العديد من المصادر الاخبارية أن قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد "علي خامنئي" استقبل صباح يوم الاربعاء الماضي الالاف من مختلف فئات أبناء الشعب الإيراني تزامنا مع ايام الله "عشرة الفجر" المباركة الذكرى السنوية الواحد والاربعين لانتصار الثورة الاسلامية وخلال ذلك اللقاء أكد سماحة السيد "علي خامنئي" على أن الثورة الاسلامية ضمنت استقرار البلاد وأمنها ووحدة أراضیها وصیانة حدودها التي تعرّضت لتهدیدات جادّة من قبل الأعداء خلال السنوات الماضية. مضيفا أن الثورة الاسلامية أضحت الدينامو المحرّك للبلاد في ميادين العلم والتكنولوجيا وإيجاد البُنى التحتية الحيوية والاقتصادية التي لا تزال إلى الأن ثمارها تزداد وتتضاعف يوما بعد يوم. كما أكد سماحة السيد "علي خامنئي" على أن الثورة الاسلامية ساعدت أبناء الشعب الايراني خلال السنوات الماضية على عدم الركوع والاستسلام للقوى الاستعمارية العالمية وعلى رأسها الولايات المتحدة.
وفي صعيد متصل، اعلن "نصرت الله لطفي" نائب رئيس المجلس التنسيقي للاعلام الاسلامي أن اكثر من 6 آلاف مصور ومراسل لوسائل الاعلام المحلية والاجنبية سيقومون بالتغطية الاعلامية لمراسيم الذكرى السنوية لانتصار الثورة الاسلامية يوم غد الثلاثاء. ولفت "لطفي" الى ان نداء "الله اكبر" سيطلق من مآذن المساجد واسطح المنازل مساء اليوم الاثنين، للتذكير بالتكبيرات الروحية وصرخات الله أكبر التي كانت عاملا في انتصار الثورة الإسلامية، وللتعبير عن الشكر لاقتدار نظام الجمهورية الاسلامية وشجاعة الحرس الثوري والجيش الايراني في الرد الصاروخي على قاعدة "عين الاسد" الامريكية في العراق وذكر أيضا بأن السلطات المحلية سوف تقوم باطلاق الالعاب النارية في مدن البلاد مساء اليوم الاثنين ليلة انتصار الثورة الاسلامية.واوضح لطفي بأن رئيس الجمهورية "حسن روحاني" سيلقي كلمة في احتفالات ذكرى انتصار الثورة الاسلامية بطهران.
وفي السياق نفسه، ذكرت العديد من المصادر الاخبارية بأن السفارة الإيرانية في بغداد أقامت يوم الأحد الماضي، مراسم بمناسبة الذكرى الواحد والأربعين لانتصار الثورة الاسلامية في ايران وحضر الاحتفال كبار الشخصيات السياسية والدينية وشيوخ القبائل العراقية تكريما لهذه الذكرى. وخلال تلك الاحتفالية أكد سفير ايران في العراق، أن "الجمهورية الاسلامية مثلما وقفت مع العراق حكومة وشعبا في مكافحة الإرهاب ستقف الى جانب الجار الشقيق في مرحلة البناء والاعمار". ومن جهتهم أكد الحاضرون على دور الثورة بمقاومة الاستعمار والاستكبار ومناهضة الظلم ضد المسلمين في أنحاء العالم وفي هذا السياق، قال أمين عام حزب الدعوة الاسلامية "نوري المالكي"، "عندما نتحدث عن انتصار الثورة الإسلامية فإننا نتحدث عن هزة عنيفة لم يدركها الكثير آنذاك بأنها ستتحق مؤكدا ان انتصار الثورة الإسلامية في ايران احيى مفهوم الأمة الإسلامية وروح التصدي والمقاومة".
وفي سياق متصل وتحت عنوان "فجر النصر ... والخطوة الثانية"، احتفلت المستشارية الثقافية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان بمناسبة الذكرى الواحدة والأربعين لإنتصار الثورة الإسلامية المباركة وتضمنت هذه الاحتفالية شهادات حية لشخصيات لبنانية التقت بالإمام الخميني (قدس سره) في مدينة "نوفل لوشاتو" الفرنسية، وتكريم وجوه ثقافية لبنانية مرموقة لدورها في تمتين الروابط الإيرانية اللبنانية. وفي العاصمة الافغانية كابول أقامت السفارة الايرانية مراسم احياء الذكرى الحادية والاربعين لانتصار الثورة الاسلامية صباح يوم الجمعة الماضي بحضور مسؤولين افغان وشخصيات سياسية بارزة. وفي بداية هذه المراسم ألقى سفير إيران في كابولكلمة هنأ فيها أبناء الشعب الايراني بحلول ذكرى انتصار الاسلامية، وقال: "ان انتصار الثورة الاسلامية في ايران يعد نقطة تحول في التاريخ". ومن جهته اعرب مسؤول في وزارة الخارجية الافغانية عن تقديره لتعاون ايران خلال مرحلة جهاد ومقاومة الشعب الافغاني، مضيفا: "ان العلاقات الاقتصادية والسياسية بين البلدين آخذه في التوسع".
وفي صعيد متصل اقام السيد "محمد رضا حاجيان" السفير الإيراني في سوريا احتفالية بالذكرى الواحد والأربعين لإنتصار الثورة الإسلامية الإيرانية وفي بداية هذا الاحتفال أشار السفير الإيراني في بداية حديثه إلى التطور العلمي والتقني الذي تنتمي اليه ايران، البلد الذي رغم كل حالات الحصار، اعتمد على طاقاته الذاتية، للوصول الى أرقى درجات التقدم العلمي. ومن جهته قال رئيس اتحاد الصحفيين "موسى عبد النور"، إن "ما يجمع سوريا وايران، امتزاج الدم من اجل الحق والعدالة، كل ما نفعله ونعايشه هدفه عدالة اشمل، يتعزز هذا الهدف من خلال تلك الوفود على المستوى الشعبي، التي عايشناها جميعنا بشكل ارتقى بالعلاقات الى مستوى مميز لازال صداه يحفر في نفوسنا واقعياً وانسانياً. وختم "عبد النور" حديثه بأن الثورة الايرانية، باتت تقارن بثورات عظيمة مثل الثورة الفرنسية والإيرانية، لأنها تمتلك مبادئ أخلاقية وفكرية..عدا ماحققته في مجالات علمية وتقنية. وفي مدينة "نوفل لوشاتو" الواقعة في وسط فرنسا أقامت السفارة الايرانية مراسم احياء ذكرى مؤسس الثورة الاسلامية الامام الخميني الراحل قدس سره الشريف قبل عدة أيام. وحضر الحفل حشد كبير من الرعايا الإيرانيين والمسلمين في فرنسا ، وحضر رئيس بلدية "نوفل لوشاتو"، إلى جانب عدد من المسؤولين الفرنسيين المحليين. وألقى السفير الإيراني في فرنسا "بهرام قاسمي" كلمة خلال الحفل اكد فيه ان الثورة الاسلامية تعيش ربيعها الحادي والاربعين رغم جميع المؤامرات والدسائس والوان الحظر والضغوط وباتت الجمهورية الإسلامية الايرانية دولة قوية وملهمة وتلعب دورا في جميع الصعد العالمية والتطورات الدولية.
يعتقد العديد من الخبراء السياسيين أن انتصار الثورة الإسلامية لم يكن في حسبان أحد من قادة وشعوب العالم، بل أيضاً لم يكن أحد يتوقع استمراريتها لتصل اليوم إلى عامها الحادي والأربعين في ظل نظامها السياسي الفريد من نوعه الذي قدمته الثورة كقيمة مضافة إلى تجارب الأمم في الحكم، والذي استطاع أن يستقيم ويقاوم كل التحديات والمؤامرات ضده منذ اليوم الأول لانتصار الثورة الإسلامية. وهنا تكشف العديد من التقارير الاخبارية بأن إيران تمكنت خلال العقود الماضية من المضي قدما وتحقيق العديد من الانجازات العلمية والاقتصادية والعسكرية. يذكر أن إيران أزاحت الستار خلال السنوات القليلة الماضية عن عدد كبير من انجازاتها العسكرية المتطورة التي تمكنت من صناعتها بايدي إيرانية.