الوقت-اتهم الكاتب السعودي الشهير داود الشريان، أن المؤسسة الدينية في بلاده بأنها "تفكر خارج الزمن"، معتبراً أن الهجوم على الفيلم الايراني "محمد رسول الله"، سياسية بامتياز.
وأشار الشرياني في مقال له في جريدة الحياة، أن هيئة كبار العلماء في السعودية تعيق نقل الأجيال الجديدة عظمة وسماحة دينها وثقافتها بوسائل عصرها، معتبراً أن تهجم مفتي عام بلاده مشابهة لتلك التي واجهت فيلم "الرسالة" للمخرج السوري الراحل مصطفى العقاد، وأن حجّة المعترضين هي تجسيد شخصية الرسول، على الرغم من أن الفيلم لم يجسّد شخص الرسول صلّى الله عليه وسلم، بالمعنى المباشر .
وأضاف الشريان أن الفيلم الايراني "محمد رسول الله" للمخرج الشهير مجيد مجيدي. يروي الفيلم قصة طفولة النبي محمد، صلّى الله عليه وسلم قبل الرسالة، منذ ولادته حتى سن 13 عاماً، من خلال رؤية إنسانية لشخصية الرسول، والبيئة التي نشأ فيها، وعلاقته بأقرانه وبمن حوله، وسلوك الرحمة والرأفة والتسامح الذي تميّز به محمد بن عبدالله، وكيف كان يتعامل مع أبناء جيله صغاراً وكباراً، مع عدم الإشارة إلى أن هذا الصبي القرشي المختلف، سيصبح نبياً، يغيّر وجه الدنيا، وهي فترة، على رغم أهميتها، غير معروفة لمعظم العرب والمسلمين. أحداث الفيلم اعتمدت على مراجع سنّية أبرزها الطبري، فضلاً عن مراجع شيعية .
وأشار الكاتب السعودي الى أن الفيلم قدم الإسلام على نحو عجز عنه الوعّاظ والخطباء وكل كتب التاريخ.. لكن المؤسسات الإسلامية لم تدرك بعد أهمية تأثير الدراما في الدفاع عن صورة الإسلام، مؤكداً أن "الهيئات والمؤسسات الإسلامية في العالم العربي تفكر خارج الزمن، وهي تعيق نقل الأجيال الجديدة عظمة وسماحة دينها وثقافتها بوسائل عصرها " .
يذكر ان المفتي الوهابية ورئيس هيئة كبار علماء البلاط السعودي الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ قد قال إن عرض إيران لفيلم "محمد رسول الله " أمر "لا يجوز شرعاً".. ووصفه بأنه "فيلم مجوسي وعمل عدو للإسلام"، محذراً من تداوله.