الوقت- يحل الملك السعودي ضيفا على البيت الابيض الامريكي في وقت تمر السعودية ومنطقة الشرق الاوسط باوضاع معقدة وحساسة حيث هناك الان عدة حروب مندلعة وعدة ازمات مفتوحة وسط تدخل الجهات الخارجية، ويريد الملك السعودي تحقيق عدة اهداف من زيارته الى واشنطن لكن المراقبين يعتقدون انه سيواجه عقبات كبيرة في تحقيق هذه الاهداف لعدة اسباب اولها ان مكانة السعودية قد تضررت بشكل كبير بسبب الاخطاء في الحسابات والسياسة العدوانية التي اتبعتها الرياض في اليمن وسوريا وليبيا ما ادى الى تنامي ظاهرة الارهاب.
ولا يختلف اثنان ان السعودية باتت اليوم بحاجة الى دعم امريكي كبير من اجل التعويض عن فشلها الاقليمي وخسارة مكانتها بعد ان تخلى حلفاء الرياض الاقليميون عن دعمها في الحرب التي تشنها على اليمن ولذلك يشعر السعوديون اليوم بعدة اخطار وتهديدات.
ويظن الساسة السعوديون ان المشاكل الاقليمية التي يعانون منها هي نتيجة الدور الايراني المؤثر في المنطقة ولذلك بادر السعوديون الى فتح جبهة عريضة من المواجهة مع ايران، ويرتكب النخب السعودية ومن يشاطرهم الرأي من العرب والغربيين خطأ استراتيجيا حينما يظنون بأن تعزيز مكانة ايران الاقليمية يعود الى الاتفاق النووي الذي ابرمه مع الغرب لأن تعاظم الدور الايراني سببه الانتصارات والجهود والمثابرة التي قام بها الشعب الايراني وحكومته طوال 36 سنة الماضية
وكانت السعودية تخشى دوما تعزيز مكانة ايران في المنطقة والعالم رغم كافة الضغوط والعقوبات الغربية لكن السعوديين يجهلون بأن سبب نجاح ايران هو اتباعها لسياسة ذكية تهدف الى ارساء الاستقرار والتعاون في المنطقة وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى.
ان السعودية تعاني اليوم من قلة الاهتمام الامريكي بها، وعلى الرغم من علم السعوديين بأسباب قلة اهتمام الامريكيين بهم نرى بأنهم يحاولون القول بأن الاتفاق النووي الذي حصل بين الغرب وامريكا هو سبب برودة الامريكيين تجاه السعوديين وذلك في وقت يعلم الجميع ان السياسة الخاطئة السعودية في سوريا واليمن وغيرها من دول المنطقة هي التي أثارت حفيظة باقي دول العالم تجاه السعودية.
ويرتكب السعوديون الآن خطأ في حساباتهم ايضا حيث يريدون اغراء امريكا بهدف جذبها نحوهم مرة أخرى حيث اصطحب ملكهم في زيارته الى واشنطن وفدا ضم عددا من الوزراء السعوديين ورؤساء الشركات المالية السعودية الكبرى لكن يبدو واضحا ان السعوديين لن ينجحوا في مسعاهم لأن دور ومكانة ايران قد تعاظمت بشكل كبير وان اية دولة تريد ان تكون طرفا مؤثرا في الشرق الاوسط لا ترى بدا من التحاور والتشاور مع طهران.
ومن الواضح ان السعوديين يريدون أخذ ضمانات سياسية وأمنية من الجانب الامريكي عبر التحدث عن وجود خطر ايراني مزعوم والتهويل بشأنه، ويحاول السعوديون تضخيم الدور الايراني في الاحداث التي تشهدها منطقة الشرق الاوسط المضطربة وهم يمارسون التضليل ويدعون بأن سياسة ايران في المنطقة هي توسعية ولذلك يجب على الامريكيين وباقي القوى العالمية ان يقوموا باحتواء ايران.
وفيما يتعلق بباقي الملفات في المنطقة مثل الملف اليمني والملف والسوري وملف الارهاب نجد بان السعوديين يسعون الى أخذ ضمانات من امريكا بتوسيع دائرة حربهم في اليمن وهم يريدون اجبار الامريكيين على القبول بأن الطريق الوحيد لانهاء الازمة اليمنية هو الحل العسكري والأمني، وفيما يتعلق بالأزمة السورية أصر الساسة السعوديون اثناء المفاوضات التي يجرونها في واشنطن على سياساتهم العدوانية تجاه سوريا قائلين ان حل الأزمة السورية ممكن فقط عبر تسليح المعارضة وتنحي الرئيس بشار الاسد عن الحكم، وفيما يتعلق بقضية الارهاب نجد ان السعوديين الذين يقسمون الارهاب الى ارهاب جيد وارهاب سيء طلبوا من الامريكيين القضاء فقط على الارهاب السيء الذي يهدد نظام آل سعود.
ان هذه المحاور التي بحثها الساسة السعوديون مع الجانب الامريكي في واشنطن هي قضايا يعلم الامريكيون والغربيون تماما بأن التماشي فيها مع السياسات السعودية سيؤدي الى تضاؤل دورهم وفشل كبير لسياساتهم لأن السياسات السعودية في الشرق الاوسط لم تنتج الا المزيد من الحروب والأزمات والارهاب ولذلك من المتوقع ان يعود السعوديون صفر اليدين من رحلة واشنطن خاصة بعد ان تعالت اصوات في داخل امريكا اثناء زيارة الملك السعودي الحالية الى واشنطن تدعو الى فك التحالف مع الرياض واسقاط نظام آل سعود بسبب سياساته.