الوقت-حذَّرت صحيفة "الغارديان" من انهيار الأوضاع الاقتصادية في لبنان، بسبب رفض الساسة الانصياع لمطالب المحتجين في الشارع.
جاء ذلك في تقرير للصحيفة، ترجمه موقع "بي بي سي"، اليوم الخميس، أعاد التذكير بتصريحات سابقة لقس من بلدة صيدا جنوبي لبنان، حذَّر فيها من انهيار اقتصادي لم يشهده لبنان منذ الحرب الأهلية.
وقال التقرير إن الاقتصاد اللبناني "هش في أفضل حالاته"، ويتداعى بصورة تدعو إلى القلق.
ويؤدي ذلك إلى خفض قيمة العملة، وفرار الأموال، والحد من المبالغ التي يمكن سحبها من المصارف، وفق الصحيفة.
وتقول إنه في حالة عدم حصول لبنان على حزمة إنقاذ اقتصادي أجنبية، فإنه سيخفق في دفع القسط المقبل من دينه الخارجي الضخم بحلول مارس المقبل.
وأثار القس اللبناني كثيراً من الجدل حين طلب من رعايا كنيسته تخزين الطعام استعداداً للمجاعة.
وعرضت الصحيفة وقائع من الشارع اللبناني تُظهر التراجع الاقتصادي، وأولها إغلاق نحو 400 مطعم، وخوت المجمعات التجارية من المتسوقين خلال الفترة السابقة لعيد الميلاد، وتخفض الشركات أكثر من 80% من أنشطتها.
ودفعت مخاوف الانهيار الاقتصادي اللبنانيين إلى الخروج للتظاهر ضد الطبقة السياسية الحاكمة، والآن تحولت دفة الزخم التي بدأت بها الاحتجاجات إلى شعور بالخوف من أن الصفوة الحاكمة بلبنان على استعداد لزجِّ البلاد في أزمة أعمق؛ لإنقاذ أنفسهم، حسب الصحيفة.
تحذيرات الصحيفة البريطانية جاءت بعد ما كشفه وزير في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية عن سحب نحو 4 مليارات دولار من مصارف البلاد، منذ شهر سبتمبر الماضي، من قِبل المواطنين اللبنانيين وإيداعها في بيوتهم.
ومنذ أن تفجرت الاحتجاجات بأرجاء لبنان، في الـ17 من أكتوبر الماضي، تزايدت الضغوط على النظام المالي، وتعمَّق شح في العملة الأجنبية؛ جعل كثيراً من المستوردين غير قادرين على جلب البضائع؛ وهو ما أدى إلى ارتفاع الأسعار وتزايد المخاوف من انهيار مالي.
ويشهد لبنان احتجاجات شعبية رفضاً لمشروع قانون يفرض زيادة الضرائب على المواطنين، وللمطالبة باستعادة الأموال المنهوبة ومحاسبة الفاسدين، قبل أن يرفع المحتجون سقف مطالبهم إلى إسقاط النظام الحاكم كله.