الوقت- نقلت وسائل الإعلام الروسية عن الخدمة الصحفية لأسطول بحر البلطيق قولها، أن عدداً من السفن التابعة للجيش الروسي قد توجهت إلى إيران، لإجراء مناورة مع بحرية جمهورية إيران الإسلامية والصين في الأيام المقبلة، وتنتقل إلى ميناء "شاباهار" الإيراني.
لقد غادر هذا الأسطول البحري قاعدته نحو المحيط الهندي في 1 أكتوبر، وهو يشمل سفن "ياروسلاف مودري" و"فيكتور كونتسكي" و"يلنيا".
دخلت العلاقات العسكرية الإيرانية مع روسيا والصين مرحلةً إستراتيجيةً في السنوات الأخيرة، وعُقدت العديد من الاجتماعات بين كبار المسؤولين العسكريين بين البلدان الثلاثة. لكن الآن وفي خطوة مهمة جذبت الكثير من الاهتمام في الأشهر الأخيرة، وخاصةً من الغرب، أطلقت إيران والصين وروسيا مناورات بحرية مشتركة تسمى "حزام الأمان البحري" في 6 يناير، تعتبر حدثاً خاصاً في تاريخ الدبلوماسية الدفاعية والبرامج المشتركة الإيرانية، لأن أهم قوتين بحريتين في العالم مهتمتين بهذا التعاون والمناورة.
وفقاً للتقارير، رائدة القوات البحرية الروسية في هذا التمرين العسكري، هي واحدة من السفن المتخصصة لهذه القوة في الحرب المضادة للغواصات، وکانت في الأساس في أسطول بحر البلطيق الروسي، ومؤخراً کانت موجودةً في المنطقة لإجراء مناورة مشتركة مع البحرية الهندية، وهي تتجه الآن إلى النقطة المحددة للتدريب مع الوحدات الصينية والإيرانية. وفي الوقت نفسه، لا توجد أخبار عن ترکيبة الفريق الصيني حتى لحظة إعداد هذا التقرير.
تعرفوا على المقاتلة الروسية المتخصصة
السفينة الروسية المقاتلة الرئيسية التي ستجري هذا التدريب مع الجانبين الإيراني والصيني إلی جانب عدة سفن، تدعی "ياروسلاف مودري"(Yaroslav Mudry). هذه السفينة هي حارسة عوامة متخصصة في الحرب المضادة للغواصات تعرف باسم Neustrashimyy.
قبل تعريف السفينة نفسها، قد يكون من المثير للاهتمام أن نعرف أن اسم "ياروسلاف مودري" هو أحد النبلاء الروس المعروف باسم "ياروسلاف الحكيم"، الذي توفي حوالي عام 1054، وفي ذلك الوقت كان قد وحَّد منطقتي "فيكي نوفغورود" و"كييف" تحت قيادته.
في الثمانينيات، كانت البحرية السوفيتية تبحث عن جيل جديد من السفن المضادة للغواصات. وكانت خطة أساطيل فئة "نيوستراتشيمي" (Neustrashimyy) هي الخطة الرابحة في هذا الصدد.
وكان من المقرر أن يمتلك الاتحاد السوفياتي سبعاً من هذه السفن، وبالطبع بسبب انهيار الاتحاد السوفيتي تم تجهيز اثنتين من هذه السفن فقط. وفي الوقت الحاضر تعمل كلتا السفينتين من هذه الفئة في أسطول بحر البلطيق التابع للبحرية الروسية. إحداها هي "سفينة توستراشيمي"(Neustrashimyy) والأخری "ياروسلاف مودري"(Yaroslav Mudr).
تم إطلاق هذه السفينة في عام 1991، ولكن تأخر الانتهاء منها بشكل حاد بسبب مشاكل انهيار الاتحاد السوفيتي، وأخيراً انضمت إلى البحرية الروسية في عام 2009.
يبلغ وزن هذه السفينة الروسية 3800 طن في الوضع القياسي، و4400 طن في وضع الشحن الكامل. کما يبلغ طولها 129 مترًا وعرضه 15.6 مترًا.
نظام دفع السفينة الروسية ينتج بأکمله حوالي 110 ألف قدرة حصانية، ويعتمد على نظام التوربين الغازي-التوربين الغازي، ولديها اثنان من التوربينات وشريط لنقل الطاقة إلی الشفرات، وتبلغ سرعتها 56 كم في الساعة، وطاقمها 210 أشخاص.
تستخدم هذه السفينة الروسية في مجال أنظمة الرادار والسونار، أنظمةً مثل رادار البحث الجوي ثلاثي الأبعاد من نموذج MR-760، رادار البحث السطحي والجوي من نموذج MR-352 Pozitiv، رادار السيطرة على الحرائق MR-360 Podkat، وكذلك نظام السونار المثبت في الخادم باسم MGK-345 Bronza، وأيضاً نظام السونار مع القدرة على الانغماس والغوص في الماء المعروف باسم "ذيل البقرة". ويعمل هذا السونار في التردد المنخفض.
في قسم التسليح، تم تجهيز سفينة "ياروسلاف مودري" بثمانية صواريخ كروز المضادة للسفن من نوع KH-35، والتي تم تركيبها علی سلسلتين من أربع قاذفات على هذه السفينة. يصل مدى صاروخ كروز الروسي هذا إلى حوالي 130 كم ويزن رأسه الحربي 145 كغ. وسرعتها أيضاً حوالي 0.9 ماخ عندما ينطلق نحو الهدف.
بالطبع، تفتقر السفينة الأخرى من هذه الفئة وهي Neustrashimyy إلى الصواريخ المضادة للسفن. وقد تم تجهيز هذه السفينة أيضًا بـ 32 خلية إطلاق عمودي، لإطلاق النموذج البحري من نظام الدفاع الجوي القريب، والذي يبلغ مداه حوالي 15 كيلومتر وارتفاعه الاشتباکي حوالي 6 إلى 10 كيلومترات.
تحتوي هذه السفينة على مدفع 100 ملم مركَّب أمام السفينة باسم AK-100، وهناك أيضًا نظامان للمدفع مرکَّبان وصاروخ "کاشتان" للدفاع القريب علی هذه السفينة.
أما في قطاع الأسلحة المضادة للغواصات، فنرى ترتيباً ثقيلاً للغاية، يشمل قاذفة إطلاق 12 نقطة للصواريخ المضادة للغواصات RBU 6000 يصل مداها إلی 4 إلى 5 كيلومترات، 6 قاذفة طوربيد من نوع 533 مم، والصواريخ المضادة للغواصات من سلسلة RPK-7 وهناك أيضاً طائرة هليكوبتر "كاموف 27" في السفينة، مع المساحة المطلوبة لحظيرتها.
في لمحة عامة، يمكن وصف السفينة الروسية على أنها مزيج من القوة المضادة للغواصات عالية جداً، والنيران الثقيلة المضادة للسفن، وفي الوقت نفسه القوة العالية في الدفاع الجوي القريب، ورائدة أهم خطط مكافحة الغواصات في الاتحاد السوفيتي لمواجهة تهديد غواصات الناتو.
هذه السفينة الروسية التي تتجه الآن لإجراء المناورة مع إيران والصين، سبق أن حدثت لها مواجهة قريبة مع البحرية الأمريكية في يونيو 2016 في البحر الأبيض المتوسط.
إلتقت هذه السفينة بالمدمرة الأمريكية USS Gravely على مسافة أقل من 300 متر، وألقى كلا الجانبين باللوم على الجانب الآخر لهذا الاقتراب الخطير، وكان في ذلك الوقت حدثًا مهمًا في مواجهة الأسطول البحري للطرفين.
يمكن اعتبار هذه السفينة سلاحًا فعالًا لتدريب وتعزيز خبرات طاقم البحرية الإيرانية، في مجال اكتشاف ومواجهة الغواصات المعادية والمجهولة في بحر عمان وشمال المحيط الهندي، وفي الوقت نفسه تعزيز مستوی البحرية الإيرانية بين جيوش المنطقة والعالم، بسبب إجراء مثل هذه المناورات والتدريبات الهامة.
