الوقت- كثيرة هي الأدلة الدامغة على دعم امريكا وساستها للارهابيين والجماعات الارهابية في العالم لكن الانتقادات التي توجه من داخل امريكا الى المسؤولين الامريكيين بشأن الارهاب تكشف ان الامريكيين انفسهم باتوا لايصدقون الشعارات الزائفة التي تطلقها بلادهم في هذا المجال.
وفي هذا السياق اورد موقع "نيو ايسترن اوت لوك" التحليلي الامريكي تقريرا للكاتب "كالب مابين" تناول موقف المرشحة للانتخابات الرئاسية الامريكية القادمة هيلاري كلينتون حيث قال "مابين" ان كلينتون تعد ايضا بمكافحة الارهاب لكنها على الرغم من وعودها فإن ادائها قد نفع الارهابيين في العالم وان جماعتين على الاقل من الجماعات الارهابية التي كانت ضمن قائمة الارهاب الامريكية قد استفادتا من دعم كلينتون المباشر لهما.
واضاف "مابين" ان احدى تلك الجماعات هي جماعة خلق الارهابية التي تأسست في ايران وقتلت في السبعينيات من القرن الماضي عددا من المواطنين الايرانيين والامريكيين وهي كانت تحلم بالسلطة بعد انتصار الثورة الاسلامية في ايران في عام 1979 لكنها عندما هزمت امام قيادة الامام الخميني الراحل نفذت العمليات الارهابية والتفجيرات وقتلت 70 عضوا من اعضاء البرلمان في تفجير وقد تحالفت هذه الجماعة مع نظام صدام حسين وامعنت في قتل الايرانيين ومنهم اهالي مدينة "اسلام آباد غرب" كما استخدم صدام هذه الجماعة في عمليات ابادة الاكراد وان عدد ضحايا هذه الجماعة يبلغ عشرات الآلاف.
وقال هذا الكاتب الامريكي: ان منظمة مجاهدي خلق الارهابية هي منظمة عجيبة وغريبة في داخلها ايضا فاعضاؤها يعبدون رئيسها الارهابي مسعود رجوي وزوجته مريم رجوي التي تسمي نفسها برئيسة ايران وتصدر بياناتها من فرنسا في حين تفيد تقارير منظمة هيومن رايتس ووتش ان هناك عمليات تعذيب ضد السجناء في معسكرات هذه الجماعة وان اعضائها يتعرضون لعقوبة الاعدام اذا خالفوا القوانين الداخلية الصارمة لهذه المنظمة الارهابية.
وقد قامت هيلاري كلينتون التي كانت وزيرة الخارجية الامريكية في الفترة الرئاسية الاولى لباراك اوباما باخراج اسم منظمة مجاهدي خلق الارهابية من قائمة الارهاب الامريكية في عام 2012 وباتت عمليات الدعم المالي لهذه المنظمة في امريكا عمليات قانونية واصبح بعض الساسة الامريكيين امثال رودي جولياني وتوم ريج في عداد داعمي هذه المنظمة التي مازالت تسعى الى قلب نظام الحكم في ايران عبر اتباع العنف وتدعم حتى تنظيم داعش الإرهابي، ومن جهة أخرى اعترفت كلينتون باغتيال العلماء النوويين الايرانيين بالتعاون مع الكيان الاسرائيلي.
كلينتون ملجأ آمن لارهابيي بوكو حرام
تعتبر هيلاري كلينتون من داعمي منظمة بوكو حرام الارهابية في نيجيريا كما أكد الكاتب الامريكي "مابين" الذي قال ان كلينتون عارضت بكل صراحة وضع اسم بوكو حرام في قائمة الارهاب الامريكية على الرغم من قيام الحكومة النيجيرية بمحاربة هذه الجماعة منذ عام 2002 وقد اعلنت بوكو حرام مؤخرا انها ممثلة داعش في افريقيا.
ولم تقم أمريکا بوضع اسم بوكو حرام في قائمة الارهاب الامريكية الا في عام 2013 وكانت كلينتون تتذرع ان بوكو حرام تهديد داخلي وليست تهديدا دوليا في وقت تنشط بوكو حرام في تشاد وكاميرون ايضا وهناك احتمال كبير بأن يكون مصدر تمويلها خارجياً ايضا.
ان الكيان الاسرائيلي يشتهر بنقض حقوق الانسان في العالم لكن الخارجية الامريكية تضع المنظمات الفلسطينية في قائمتها للارهاب كما ان واشنطن تضع جماعة "الجيش الشعبي الفلبيني الجديد" في قائمتها للارهاب في حين تقوم الحكومة الفلبينية بتعذيب وقتل المدنيين بشكل علني، ان امريكا تعتبر فقط من يعاديها في عداد الارهابيين والمثال على ذلك هو نعت نيجيريا بالارهاب بسبب اقترابها من الصين.
ان معيار كلينتون لتقييم جماعة مجاهدي خلق الارهابية وجماعة بوكو حرام هو النفط لأن ايران ونيجيريا من كبار منتجي النفط في الاسواق الدولية وان تمزيق هذين البلدين يعود بالنفع على منافسيهما من الدول الخليجية والتي تعتبر من حلفاء امريكا وكذلك الشركات النفطية الامريكية الكبيرة.
وتقوم هذه الدول العربية الحليفة لامريكا بدعم تنظيم جبهة النصرة الارهابية والجيش الحر وباقي المسلحين التكفيريين في سوريا كما ان هناك أدلة كثيرة حول وجود علاقات بين داعش والقاعدة.
ان اسقاط الحكومات في العراق وافغانستان وليبيا هو من نتاج دعم هيلاري كلينتون للمنظمات الارهابية، وان افغانستان قد اصبحت منبعا للارهاب واكبر منتج للمخدرات كما ان الشعب العراقي يقتل بالآلاف على يد الارهابيين التكفيريين وان ليبيا اصبحت مرتعا للجماعات المسلحة الارهابية ويغرق شعبها اللاجئ في البحر الابيض المتوسط.
ويختم هذا الكاتب الامريكي بالقول: ان هيلاري كلينتون وكذلك باقي الساسة الامريكيين الكبار يعملون من اجل نشر الارهاب في الشرق الاوسط وباقي مناطق العالم وان نفع ذلك يعود للأثرياء الامريكيين ففي الوقت الذي يرتبط اسم كلينتون بالارهاب يجب ان لاينخدع احد بشعاراتها الانتخابية نظرا لماضيها الواضح.