الوقت- كتب الصحفي "الطاف حسين" في مقال له بعنوان "قاسم سليماني القائد رقم واحد في العالم" والذي نشره في صحيفة "بروتوم آلا" البنغلاديشية، حيث قال: " في وقتنا الحالي، من هو الخبير العسكري الأكثر تأثيراً في العالم؟ من الطبيعي أن يكون هناك خلاف في الإجابة على هذا السؤال ولكن قد تكون إحدى الإجابات المحتملة هي أن الشخصية العسكرية التي سيتصدّر اسمها قائمة الشخصيات الأكثر تأثيراً في العالم هو ذلك الشخص الذي وجّه العديد من الصفعات لجهاز المخابرات المركزية الأمريكية وجهاز الموساد الإسرائيلي.
واللواء " قاسم سليماني هو جنرال إيراني وقائد فيلق القدس منذ 1998 وهي فرقة تابعة للحرس الثوري الإيراني وهو من قدامى المحاربين في الحرب العراقية الإيرانية في الثمانينيات، وخلال تلك الحرب، قاد فيلق "41 ثأر الله" وفي 24 كانون الثاني 2011 ارتقت رتبته العسكرية من العقيد إلى رتبة اللواء بأوامر من قائد الثورة الإيرانية سماحة السيد "علي خامنئي" ولقد قدّم "سليماني" منذ فترة طويلة مساعدات عسكرية لمحور المقاومة في العراق وحزب الله في لبنان وحركة حماس في الأراضي الفلسطينية وفي عام 2012، ساعد "سليماني" في دعم الحكومة السورية، خلال الحرب السورية.
كما ساعد "سليماني" قوات الحكومة العراقية والحشد الشعبي للقضاء على تنظيم "داعش" الإرهابي في العراق وسوريا.
وفي سياق متصل، ذكر المحلل السياسي الأمريكي "كوين بارت" أن اللواء "قاسم سليماني" هو الشخصية العسكرية الأكثر نجاحاً في العالم في محاربة الإرهاب، مشيراً إلى أن اللواء "سليماني" حارب داعش بقوة، خلافاً لازدواجية أمريكا في حربها ضد هذه الجماعات الإرهابية.
وأشار إلى أن قوات اللواء "سليماني" التي يقودها هي قوات على معرفة بالمنطقة وصادقة بمحاربة داعش ولا تبحث عن الأموال لقاء محاربة الإرهابيين، في حين أن القوات التي تقودها أمريكا - إن لم يكن الأمريكيون أنفسهم - هي مجرد قوات مرتزقة مأجورة.
لماذا تخاف أمريكا من مهاجمة اللواء "سليماني"؟
نشرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية قائمة بأهم الشخصيات في العالم والذين يعملون في مختلف المناصب، حيث أدرجت اللواء "قاسم سليماني" في المرتبة الأولى في هذه القائمة العالمية.
وهنا تجدر الإشارة إلى حكومة أمريكا التي تعتبر اللواء "سليماني" إرهابياً وخلال الفترة الماضية فرضت العديد من العقوبات على هذه الشخصية العسكرية.
كما أن عدم ارتياح "آل سعود" من اللواء "سليمان" لا يخفى على أحد، وحول هذا السياق، زعمت المخابرات الإسرائيلية أن أمريكا أتيحت لها الفرصة مرتين على الأقل لاغتيال اللواء "سليماني" ولكنها لم تقتله لأنها ترى أنه من الضروري أن يبقى على قيد الحياة وذلك من أجل أن تستمر هذه الشخصية العسكرية في مواجهة ما تبقّى من عناصر داعش الإرهابية المنتشرة في عدد من المناطق العراقية والسورية.
وإضافة إلى ذلك، يعرف الأمريكيون أن سماحة السيد "آية الله علي خامنئي" يعتبر أي هجوم على اللواء "قاسم سليماني" هجوماً عليه ونتيجة لذلك، فلقد خلقت إيران الكثير من الأيام السود للقوات الأمريكية في العراق وأفغانستان.
يذكر أنه كان من الممكن أن تقوم القوات الأمريكية بعملية اغتيال ضد اللواء "قاسم سليماني" مثل ما عملت مع "أسامة بن لادن"، إلا أنهم خافوا في اللحظات الأخيرة وتراجعوا عن تنفيذ تلك العملية. وهنا يمكن القول بأن مسؤولي وكالة المخابرات المركزية يدركون جيداً أن قتل اللواء "سليماني" يعني رشّ البنزين على النار وأن القيام بذلك سيضع الأمريكيين في حرب لا نهاية لها.
لذلك، يتردد السياسيون الأمريكيون في اتخاذ مثل هذا العمل المحفوف بالمخاطر.
اللواء "سليماني" يثير قلق "إسرائيل"
إن "إسرائيل" تهتم بشخصية اللواء "سليماني" أكثر من أمريكا، حيث يرى المسؤولون العسكريون الإسرائيليون أن اللواء "سليماني" هو عدوّهم الأول وقد أخافت هذه الفكرة المسؤولين الإسرائيليين الذين قاموا بفرض حصار خانق على أنصار اللواء "سليماني" في لبنان وفلسطين.
وعلى الرغم من أن المسافة بين طهران ومدينة القدس الشريف تزيد عن 1500 كيلومتر، إلا أنه يبدو أن اللواء "سليماني" قد وضع الحدود الإيرانية بجوار الحدود الإسرائيلية.
وحول هذا السياق، كشفت العديد من المصادر الإخبارية بأن المسؤولين الإسرائيليين يخافون من مكتب فيلق القدس في سوريا أكثر من الأسلحة النووية، لذلك، يتصدّر اللواء "سليماني" قائمة الاغتيالات المحتملة التي تبذل "إسرائيل" الكثير من الجهود لتنفيذها وهذا الأمر لا ينكره المسؤولون الإسرائيليون، ولهذا السبب، وصف المرشد الأعلى الإيراني "آية الله علي خامنئي" الجنرال سليماني بأنه "الشهيد الحي".
دور اللواء "سليماني" في هزيمة تنظيم "داعش" الإرهابي
في وقتنا الحالي يعترف الأصدقاء والأعداء بأن اللواء "سليماني" تمكّن من توسيع النفوذ العسكري الإيراني في العالم وذلك بعدما تمكّن من هزيمة وتدمير جماعة "داعش" الإرهابية التي كانت منتشرة في العديد من المناطق العراقية والسورية.
كما أنهم يعلمون جيداً بأن هذه الشخصية العسكرية لعبت دوراً رئيساً في إبقاء الرئيس "بشار الأسد" في السلطة بعد محاولات العديد من الأطراف الخارجية الإطاحة به ولهذا تعرف السلطات الإسرائيلية أن الرعب لا يزال موجوداً في قلوبهم وأنه لن يتضاءل بل سيزداد في الأيام القادمة.
وحول هذا السياق، أشار العديد من الخبراء العسكريين إلى دور اللواء "سليماني" في إنقاذ وتحرير الشعبين العراقي والسوري من فتنة داعش وجرائم الإرهابيين التكفيريين في جبهة المقاومة.
ولفتوا إلى أن الجميع يعلم بأن اليد الطاهرة والتدابير منقطعة النظير والهمة العالية للواء "قاسم سليماني" الذي يعدّ مثالاً وأنموذجاً للمقاومة، هي التي أدّت إلى القضاء على الإرهابيين التكفيريين وغير التكفيريين وتطهير أراضي الدول الإسلامية المظلومة من دنس هؤلاء العملاء والمجرمين.
كما أكدوا على أن دور اللواء "سليماني" كان بالتأكيد دوراً فريداً، فهذا القائد العظيم من خلال مبادراته وإبداعاته ورؤيته الجديدة في وضع استراتيجية عسكرية جديدة في ميادين الحرب في العراق وسوريا، غيّر مسار الحرب ضد داعش، ليشهد العالم اليوم ظهور نتائج الانتصارات الكبيرة للجيشين العراقي والسوري في الحرب ضد داعش.