الوقت- وصفت صحيفة " واشنطن بوست" الأمريكية استراتيجية ترامب في سوريا وضوءه الأخضر إلى تركيا لبدء عمليات في شمال سوريا بأنها "لعبة ثنائية الاتجاه".
وبيّنت الصحيفة أنه وفي ظل التغير السريع في الوضع داخل سوريا، يبدو أن ترامب في أسوأ وضع ممكن، فقد تم تشويه اسمه بين المقاتلين الأكراد بعد ضوء أخضر إلى تركيا للقيام بعمليات في شمال سوريا، حتى وزارة الخارجية الأمريكية قالت هذا الأسبوع إن الغزو التركي لشمال سوريا يقوّض الحرب ضد داعش وقد يشكل تهديداً للقوات الأمريكية التي لا تزال باقية في سوريا".
وتابعت الصحيفة: "يبدو أن أي إنجازات كان من المفترض أن يحققها ترامب للرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد اختفت بعد أن أيّد عقوبات الكونغرس على تركيا بسبب عملياتها في شمال سوريا".
وقد وصفت الصحيفة الحكومة الأمريكية بأنها "قوة عظمى مهزوزة" ووصفت نية واشنطن بفرض عقوبات على أنها دون جدوى.
أظهرت التقارير في الرياض يوم الاثنين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يجتمع مع العاهل السعودي سلمان وسط تصورات متنامية بأن البساط الجيوسياسي يجري جره من تحت أقدام أمريكا.
وفقاً لهذا التحليل، فإن استراتيجية ترامب هي استراتيجية ذات شقين تلحق الضرر بثقة الأكراد بأمريكا وفشل طويل الأجل لأمريكا.
ووفقاً للصحيفة: "لقد خفّض ترامب العلاقة مع الأكراد إلى علاقة تجارية بحتة، قدّمت لهم حكومة أمريكا قدراً كبيراً من المال والمعدات، لكن لا توجد صفقات للجنود الذين قاتلوا جنباً إلى جنب، أو المدنيين الذين قُتلوا بموجب اتفاق ترامب – أردوغان، لقد أفرغت أمريكا بالفعل الأكراد، لكن عداء ترامب معهم جعل هذه الخيانة لا تُنسى في المستقبل المنظور".
في سياق آخر كشفت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية أن الحكومة البريطانية تنوي مراجعة جميع تراخيص تصدير الأسلحة إلى النظام التركي على خلفية عدوانه على الأراضي السورية.
وأردفت الصحيفة إنه ووفق معلومات مسرّبة فإن الوزراء البريطانيين أمروا بإجراء مراجعة كاملة في مبيعات الأسلحة لأنقرة التي يمكن أن (تستخدمها في سوريا) فيما علقت منح تراخيص جديدة بانتظار نتائج المراجعة.
ووفق مجموعة "الحملة ضد الاتجار بالأسلحة" فإن بريطانيا كانت قد أعطت رخصاً ببيع أسلحة لأنقرة بقيمة 1ر1 مليار جنيه استرليني منذ تولي رجب طيب أردوغان رئاسة النظام التركي.
وكانت فرنسا وألمانيا وهولندا والنرويج وفنلندا والتشيك علقت تصدير أي شحنات أسلحة جديدة إلى النظام التركي إثر عدوانه على الأراضي السورية فيما طالب وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ أمس الدول الأعضاء بدراسة فرض قيود مماثلة مع تفاقم المخاوف من العدوان التركي.
بينما اعتبرت صحيفة بيلد الألمانية أن هدف رئيس النظام التركي من عدوانه على الأراضي السورية حرف الانتباه عن أزماته الداخلية ولا سيما تلك التي تعصف بحزبه "العدالة والتنمية".
وقالت الصحيفة في مقال لها "العدوان يهدف إلى صرف الانتباه عن المشكلات والفشل في حزب العدالة والتنمية حيث يفقد أردوغان وحزبه المزيد من الأصوات الداعمة له وقد ثبت ذلك خلال الانتخابات البلدية الأخيرة عندما خسر إسطنبول وأربع مدن كبيرة أخرى".
وتشنّ قوات النظام التركي عدواناً على الأراضي السورية بريفي الحسكة والرقة بالتوازي مع استهداف العديد من القرى والبلدات فيهما مركزة على البنى التحتية والمرافق الحيوية كمحطات المياه والكهرباء والسدود والمنشآت النفطية والأحياء السكنية ما تسبّب باستشهاد عدد من المدنيين ووقوع أضرار ودمار كبير في البنى التحتية.