الوقت- شدد تقرير في مجلة "فروين بوليسي" الأمريكية للسياسة الخارجية أن البحرية الأمريكية غير قادرة على مواجهة إيران.
في تحليل للمجلة قالت: إن قدرة أمريكا على تزويد الخليج بالطاقة من خلال حاملات الطائرات - التي كانت دائماً خياراً لأمريكا في العقود الأخيرة - ليست كما كانت عليه من قبل، وحتى وقت قريب، يمكن أن يكون للنسخة المعاصرة لدبلوماسية الزوارق الحربية - نشر حاملات الطائرات أو السفن المزودة بصواريخ موجهة لإحباط التهديدات البحرية - تأثير على مجرى الأحداث.
وبيّنت المجلة أنه وفي عام 1981 وقفت حاملة طائرات في وجه أفعال معمر القذافي في المنطقة من خلال إسقاط طائرتين مقاتلتين ليبيتين في الخليج الفارسي، وبعد مرور عام، حاصرت حاملة طائرات الساحل اللبناني، ما أدّى إلى وقف لإطلاق النار بين "إسرائيل" والفصائل اللبنانية وانسحاب قوات التحرير الفلسطينية، وفي عام 1996 أيضاً، استجاب الرئيس الأمريكي بيل كلينتون للمناورات الصينية الاستفزازية عن طريق إرسال حاملتي طائرات إلى خليج تايوان، ما تسبّب في إذلال بكين وانسحابها من المنطقة.
وتابعت المجلة: لكن اليوم، لم يعد نشر هذه السفن الحربية قادراً على إثارة نفس رد فعل العدو المحتمل، إلى حد ما يشير هذا التحوّل إلى نهاية تفوق التكنولوجيا التي تتمتع بها البحرية الأمريكية على أي منافس واقعي لعقود، وإن بناء فئات جديدة من غواصات الديزل وأحدث التطورات في مجال التكنولوجيا البحرية والطوربيد تجعل العمليات القريبة من السواحل أكثر خطورة اليوم من أي وقت مضى، ونتيجة لذلك، لم تعد حاملات الطائرات الأمريكية آمنة كما كانت عند دخولها إلى مياه هجمات العدو.
وأردفت المجلة: والأخطر من ذلك هو نشر أنظمة ردع نشطة مثل الصواريخ المضادة للسفن على مدى العقد الماضي، ومع ذلك، فإن الصواريخ الخفيفة الصنع الإيرانية والتي تسمى "الصواريخ الخفيفة"، والتي تعتمد بدورها على صواريخ كروز صينية ذات تصميم عكسي، ستكون خطرة على السفن الأمريكية التي يصل طولها إلى ميلين، ففي عام 2016، أصيبت المدمّرة الأمريكية يو إس إس ماسون بعدة صواريخ خفيفة أطلقها أنصار الله في اليمن.
وأردفت المجلة: كان الجمع بين هذه الصواريخ مع أسطول الدوريات الإيراني فائق السرعة كافياً لإبقاء السفينة الأمريكية لينكولن خارج الخليج الفارسي وسط توترات هذا الصيف.
وتابعت: هذه لحظة مهمة بالنسبة للاستراتيجيين العسكريين، خيارات واشنطن ضد إيران، التي تُرى قوة من الدرجة الثانية، محدودة للغاية، نتيجة لذلك، عندما تفكّر حكومة ترامب في كيفية التصرف ضد إيران، ستكون خيارات ترامب محدودة، سلاح الجو الأمريكي، الذي كان سلاحاً رئيساً في ترسانة الحرب العالمية الثانية في مثل هذه السيناريوهات، يفقد زخمه فجأة.
واختتمت المجلة بالقول: لقد حذّر بعض النخبة والضباط ذوو الخبرة في البحرية الأمريكية من مثل هذه الأيام منذ سنوات، وفضّلت شركة أبراهام لنكولن للطائرات، بالإضافة إلى تسعين طائرة على متنها، البقاء على بعد ميلين من ساحل عمان منذ مايو. في أفضل الأحوال، من شأن ذلك أن يجعل الطائرة الهجومية للسفينة بالكاد قادرة على القيام بعمليات استطلاع على الساحل الشرقي لإيران ومهاجمة القواعد البحرية الإيرانية في الخليج الفارسي، والتي توصف بأنها أهداف محتملة في مثل هذه الهجمات، وتشير الدلائل إلى أن الأمر سيستغرق سنوات حتى تستعيد أمريكا تفوّقها البحري السابق، وهي السنوات التي يُتوقع فيها من الصين وروسيا ودول أخرى تطوير قدراتها في أنظمة الردع النشطة، غضت البحرية الأمريكية النظر عن حقيقة أن سفنها على وشك الهزيمة في ساحة المعركة مع إيران لتدميرها أو إتلافها أو منعها من إكمال مهامها.