الوقت- تعدّ قضية التمويه واحدة من أهم قضايا الدفاع الأساسية حيث استخدمها البشر وحتى الحيوانات منذ الماضي البعيد وحتى يومنا هذا، لأنها تتعامل مع البيئة وتساعدك على الاختباء من العدو.
إنها مسألة مهمة للغاية ولهذا فإنها لا تزال واحدة من أولويات القوات العسكرية في العالم حتى يومنا هذا.
إن العالم اليوم، بالإضافة إلى مناقشته للتمويه البصري، يعمل أيضاً على تطوير واستخدام موضوعات مثل استخدام الطلاء غير المرئي تماماً والطلاء الماص الحراري لتمويه معداته العسكرية.
وفي هذا السياق، تتطلب إيران التي تعتبر منطقة جغرافية شاسعة ذات مناخات وبيئات مختلفة، إلى تصميمات مختلفة لقواتها المسلحة ولكن في الماضي ونظراً إلى نسيج الصحراء في معظم أنحاء البلاد، استخدمت القوات المسلحة الألوان الترابية على معداتها العسكرية.
التمويه الرقمي.. تصميم للقرن الحادي والعشرين
تم استخدام التمويه على نطاق واسع منذ الحرب العالمية الثانية وحتى وقتنا الحاضر في العديد من أنحاء العالم، وفي بعض الحالات يتم التمويه في صورة تمويه أحادي اللون - مثل الزي العسكري للجنود الإيرانيين خلال فترة الحرب مع العراق – أو يكون التمويه في صورة مزيج من الألوان المختلطة التي تستخدم غالباً في الظروف البيئية الحرجة المعروفة باسم التمويه الحربي بين عامة الناس في العديد من بلدان والعالم وعادة ما تكون مزيجاً من ظلال اللون الأسود والأخضر والبني، ويتم استخدام نفس التمويه الترابي متعدد الألوان بألوان بنية فاتحة وشاحبة في القوات المسلحة.
الجدير بالذكر أن القوات العسكرية للعديد من بلدان العالم ذات المناخات الأربعة مثل إيران، تحتاج إلى تطوير نطاقات مختلفة من التمويه لمختلف المناخات، ولكن ليس فقط خارج المناطق الحضرية والسكنية.
يذكر أن العالم بعد أحداث الـ11 سبتمبر 2001 وبعد وقوع الكثير من الاشتباكات العسكرية في العديد من المناطق الحضرية وبعد تجربة وجود القوات المسلحة لجمهورية إيران الإسلامية في معارك العراق وسوريا، أصبح أكثر من أي وقت مضى في حاجة إلى تطوير تغطيات مموهة مختلفة ليس فقط للمشاة ولكن أيضاً من أجل القوات المدرعة والميكانيكية العسكرية.
وفي أوائل القرن الجديد، بدأ سلاح مشاة البحرية الأمريكي باستخدام غطاء التمويه الجديد لزي أفرادهم، وفي اللباس الجديد، تم تركيب الكثير من النقاط المربعة بشكل يشبه المربعات الصغيرة المشابهة لما يطلق عليه مساحة البيكسل الرقمية.
ومنذ ذلك الوقت عُرف التمويه بالتمويه الرقمي أو الكمبيوتري، ويمكن رؤيته بألوان وتصاميم مختلفة على الزي الرسمي وعلى بعض السيارات والمدرعات القتالية في جيوش العالم.
يذكر أنه يتم تطبيق هذا الطلاء في أبعاد بكسل مختلفة ومع سطح طلاء مختلف وفي بعض الأحيان تغطي جميع المعدات وأحياناً يمكن استخدامها مع أنواع أخرى للتمويه.
دبابة 16PT- من بولندا مع التمويه الرقمي الكامل
تمويه نصف رقمي على درع LAV من جنرال ديناميكس
إن إحدى القضايا المهمة حول تمويه الدبابات والعربات المدرعة هي أنه ينبغي مقارنة التمويه وفعاليته في النطاق التشغيلي لهذه الأنظمة. وفي حالة المشاهدة عن قرب، قد يتساءل الكثيرون عما إذا كان يمكن التعرف على الدبابة بسهولة، وما الفائدة من تمويه الدبابة.
ولهذا فإنه تجدر الإشارة إلى أنه من أجل تحديد مدى فعالية هذا التصميم في قطاع الدروع، يجب اختبار هذا التمويه على مسافات تفوق 1 و 2 كيلو متر، حيث يكون التأثير الحقيقي لهذا التلوين معروفاً.
تم تجهيز الدبابات الإيرانية بالتمويه الرقمي
خلال العرض العسكري الذي أقيم في 23 سبتمبر الماضي بالقرب من ضريح الإمام الخميني رحمة الله عليه، شاهدنا وجود دبابة من فئة "جيفتن" تم طلائها بشكل جميل مع تمويه رقمي من قبل مركز التحسين التابع للقوات البرية للجيش الإيراني.
يذكر أنه لم يتم استخدام دروع التمويه الرقمي على نطاق واسع في العالم، ولهذا فإنه يمكن القول بأن الجيش الإيراني يعدّ أحد الشركات الرائدة في هذا المجال في العالم.
دبابة "جيفتن" مموهة تموية جديد في العرض العسكري الايراني الذي اقيم في 23 سبتمبر الماضي
دبابة "جيفتن" مموهة تموية جديد مع حاملتها
مقارنة بين حالة تمويه دبابة "جيفتن" وحاملتها في السنوات السابقة
إن هذا التمويه يمكن استخدامه على المعدات العسكرية ويمكن الاعتماد عليه حسب نوع الحاجة في جميع الأجزاء المتكاملة للدروع العسكرية.
وفي النموذج المستخدم في مجمع "زرهرن"، نرى التمويه الرقمي مدمجاً مع التمويه الترابي، الذي يغطي الجزء الخلفي وبرج دبابة "جيفتن".
دبابة "جيفتن" مع التمويه الجديد من نظرة جانبية
هناك نقطتان مهمتان أخريان في مناقشة حركة الجيش في هذا القسم، هما استعادة اللون الأصلي للدبابات (لون التمويه الترابي) في الخلفية واللون الأصلي الذي يتوافق بشكل جيد مع الظروف الصحراوية للبلد.
والنقطة الثانية هي إعادة تركيب دائرة ثلاثية الألوان تمثل علم إيران على هذه الدبابات، ويعدّ اللون الأصلي، أو ما يسمى الأساسي، أحد الأشياء المهمة للغاية التي تشكّل أساس التمويه القوي والملائم.
وفي إيران، وخلال تدشين مشروع دبابة "كرار"، وجد الخبراء الإيرانيون أنه يمكن الاستعانة بالحماية الحرارية والطلاءات المخصصة للقوات المدرعة في البلاد، وبطبيعة الحال، وباستخدام مزيج من الطلاء المموه بالأشعة تحت الحمراء والتقنية الرقمية، يمكن أن يقلل من التعّرف على الدبابات والمدرعات الإيرانية في ساحة المعركة.
في الوقت نفسه، تجدر الإشارة إلى أن هذا ليس هو النشاط الوحيد التي تقوم به لقوات البرية التابعة للجيش الإيراني لرفع مستوى أداء الدبابات، بل إن هناك تدابير مناسبة في مجال الأنظمة الحركية والهجومية والدروع التي ستساعد هذه الدبابات على الاستمرار في الخدمة بفعالية جيدة في العمود الفقري للجيش الإيراني.