الوقت- قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم خلال كلمة سوريا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم أمس، أن الشعب السوري هو الصاحب الحصري في تقرير مصير بلاده دون أي تدخل أجنبي.
واعتبر المعلم أنه يجب ألا يتم فرض أي شروط أو استنتاجات مسبقة حول تشكيل اللجنة الدستورية السورية "التي تعتبر سيدة نفسها"، وتابع "يجب ألا يتم وضع أي مهل أو جداول زمنية لعمل اللجنة بل يجب أن يكون العمل مدروساً".
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الإثنين الفائت تشكيل اللجنة الدستورية السورية، والتي ستضم 150 عضواً، موزعة على الحكومة السورية والمعارضة والمجتمع المدني.
وشدد المعلم على أن دور المبعوث الخاص إلى سوريا، غير بيدرسون، يتمثل في تسهيل عمل اللجنة الدستورية وتقريب وجهات نظر الأعضاء عند الحاجة.
ورأى المعلم أن "النظام التركي لم ينفذ التزاماته بموجب الاتفاقيات، بل قدم كل الدعم للإرهابيين في إدلب"، معتبراً أنه لا يمكن لتركيا إعلان دعمها لوحدة سوريا وهي في الوقت نفسه تعمل على تقويض ذلك.
كما رأى أنه على تركيا الاختيار بين تطبيق اتفاقات استانة ومكافحة الإهارب وسحب قواتها أو أن تكون دولة معتدية ومحتلة، وأن تدرك أنها ستواجه تبعات ذلك.
وعن الوضع في إدلب شدد المعلم على أنها أكبر تجمع للإرهابيين في العالم وحيث يواصلون فيها قصف المدنيين، وقال "الوقت الممنوح لي لا يسمح بتعداد جرائم الإرهابيين ضد المدنيين وتحديداً الآن في إدلب.. الإرهابيون يستخدمون المدنيين في إدلب دروعاً بشرية".
وشدد المعلم على أن سوريا تعاملت مع المبادرات السياسية حول إدلب ومنحتها الوقت اللازم أملاً في استكمال القضاء على الإرهابيين، وقال "نقاط المراقبة التركية في داخل الأراضي السورية هي نقاط دعم للإرهابيين وعائق أمام الجيش السوري".
وألمح المعلم إلى أن هناك أطرافاً لا تريد أن تعود سوريا إلى طبيعتها وهي ما زالت تراهن على الإرهاب، مشدداً على أن أي قوات أجنبية تتواجد على الأراضي السورية هي قوات احتلال ولنا الحق في اتخاذ كل الإجراءات الكفيلة لمواجهتها، وأضاف "عصر ضم أراضي الغير بالقوة قد ولى والأزمة لن تحيدنا عن تمسكنا بحقنا في استعادة الجولان بكل الوسائل".
واعتبر الوزير السوري في كلمته أن قوات "قسد" (سوريا الديمقراطية) المدعومة أميركياً تحاول فرض واقع جديد يخدم المخططات الأميركية والإسرائيلية ويطيل الحرب".
وحول الوضع الإنساني والاقتصادي في سوريا، شدد المعلم على أن الدولة السورية بذلت جهوداً جبارة لتحسين الوضع الإنساني، وقال "قطعنا شوطاً كبيراً رغم الحصار الاقتصادي غير الشرعي"، مضيفاً "هناك دول انتقلت لممارسة إرهاب اقتصادي ضدنا بعد فشلها في مخططاتها الإرهابية، وهناك دول تستخدم سلاح الابتزاز الاقتصادي ضد الكثير من دول العالم".
أما عن اللاجئين السوريين فعزى المعلم عدم عودة البعض إلى بلادهم أن هناك دولاً مستضيفة للاجئين تعرقل إعادتهم وباتت تضع شروطاً واهية لاستخدام هذا الملف لفرض أجندتها.
وعن الاعتداءات الإسرائيلية على دول المنطقة وأولها سوريا، رأى المعلم أن هناك فصلاً جديداً من فصول التصعيد الإسرائيلي "ما دفع المنطقة إلى مزيد من التوتر، وقال "إسرائيل وصلت في إرهابها إلى شنّ اعتداءات على الأراضي السورية والدول المجاورة"، وتابع "أميركا تتحمل تبعات الاعتداءات الإسرائيلية بسبب دعمها المستمر لإسرائيل".
وجدد المعلم دعم بلاده "الكامل" لإيران في وجه الإجراءات الأميركية غير المسؤولة، وحذر من سياسة افتعال الأزمات في الخليج، وقال "أمن الخليج لا يمكن أن يتحقق إلا من قبل دول المنطقة وليس بالتدخل الأجنبي الذي يزيد الأزمة اشتعالاً".
وختم المعلم بالتأكيد على أن "الجولان كان وما زال وسيبقى أرضاً سورية ولا بد من إجبار إسرائيل على تنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة".