الوقت- شارك التونسيون يوم أمس الأحد للمرة الثانية في الانتخابات الرئاسية التي عقدت في أعقاب سقوط الدكتاتور التونسي السابق "زين العابدين بن علي" في عام 2011.
ووفقاً لما قالته الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، فإن نسبة الإقبال على التصويت بلغت 45.02 بالمئة، وبلغت نسبة المشاركة 19.7 في الخارج، ولفتت الهيئة إلى أن عدد المصوّتين بلغ أكثر من 3 ملايين بقليل، ما يعني أن أقل من نصف الناخبين، البالغ عددهم 7 ملايين، أدلوا بأصواتهم.
وفي غضون ذلك، أعلن المرشحان المناهضان للنظام، "نبيل القروي" و"قيس سعيد"، أنهما انتقلا إلى الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية.
وقال مسؤول في حزب "القروي": إن "نبيل القروي في الدور الثاني".
كما قال "قيس سعيد" بدوره: إن "المرتبة الأولى التي نلتها تحمّلني مسؤولية كبيرة تجاه الشعب حتى نمرّ معاً من اليأس إلى الأمل ومن الرجاء إلى العمل".
وفي سياق متصل، كشفت قناة "الجزيرة" الفضائية أن الرئيس التونسي السابق "المنصف المرزوقي" اعترف بالهزيمة في هذه الانتخابات الرئاسية التي جرت يوم أمس الأحد في البلاد.
انتخابات رئاسية مبكّرة
بعد ظهر يوم الخميس الموافق لـ 25 يوليو 2019، أعلنت الرئاسة التونسية وفاة الرئيس "الباجي قايد السبسي" عن عمر ناهز 92 عاماً في المستشفى العسكري بالعاصمة تونس، وذلك بعد تعرّضه لوعكة صحية، حيث نقل للمستشفى مساء الأربعاء وهو بحالة حرجة ولقد جاء رحيل الرئيس التونسي قبل أربعة أشهر من انتخابات الرئاسة، التي قال إنه لن يترشّح لها.
الجدير بالذكر أن وفاة "السبسي" تسبّبت بإجراء انتخابات رئاسية مبكّرة في تونس، وبالفعل بدأت الحملات الانتخابية رسمياً للترشح يوم السبت الأول من سبتمبر الحالي.
يذكر أن الرئيس التونسي السابق، "السبسي" عاد للساحة السياسية بعد الثورة التونسية التي قامت ضد الرئيس السابق "بن علي" وترشح للانتخابات الرئاسية في 2014 أمام الرئيس المنتهية ولايته "المنصف المرزوقي" وانتخب بنسبة 55.68% رئيساً للبلاد.
التونسيون يختارون رئيسهم وسط إجراءات أمنية مشددة
فتحت مراكز الاقتراع في تونس يوم أمس الأحد، أبوابها لاستقبال الناخبين لانتخاب رئيس جديد للبلاد خلفاً للرئيس الراحل "الباجي قايد السبسي".
وبدأت عملية الاقتراع عند الساعة الثامنة صباحاً بالتوقيت المحلي، واستمرت عملية الاقتراع حتى الساعة السادسة مساء وجرت الانتخابات، التي يتنافس فيها 26 مرشحاً، وسط إجراءات أمنية مشددة، حيث يشارك 70 ألف عنصر أمني و32 ألف عسكري في تأمينها.
يذكر أنه يحق لنحو سبعة ملايين ناخب الإدلاء بأصواتهم في أكثر من 4500 مركز اقتراع ولقد قررت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات تخصيص وقت مختلف لعدد من مكاتب الاقتراع في مناطق حدودية بولايات القصرين وسيدي بوزيد والكاف وقفصة لأسباب لوجستية وبالفعل افتتحت مراكز الاقتراع في تلك المناطق عند الساعة العاشرة، وأغلقت عند الساعة الرابعة بالتوقيت المحلي.
الظروف الاجتماعية التونسية الصعبة تتزامن مع الانتخابات الرئاسية
تعتبر تونس مثالاً بارزاً للديمقراطية في العالم العربي وذلك لأنها خلال الثماني سنوات الماضية على قيام الثورة الشعبية التي اقتلعت نظام الرئيس التونسي السابق "زين العابدين بن علي" في عام 2011، احتفظت بالعملية الديمقراطية للتداول السلمي للسلطة ولكنها مهددة في وقتنا الحالي بالكثير من المشكلات الاقتصادية والسياسية التي تعصف بالبلاد.
وعلى الرغم من كل الإصلاحات التي قام بها الرئيسان التونسيان السابقان داخل المجتمع التونسي، إلا أن نقاط نقاش المرشحين دارت حول الوضع الاقتصادي في البلد.
يذكر أن الظروف الاقتصادية السيئة وارتفاع الأسعار تسبّبت في تأجيج السخط العام عند أبناء الشعب التونسي من قادة الحكومة. وحول هذا السياق، كشفت العديد من المصادر الإخبارية بأن العديد من الشباب التونسي عاطلون عن العمل، ولفتت تلك المصادر إلى أن عدد الخريجين العاطلين عن العمل ارتفع بشكل مخيف خلال السنوات الماضية.
مضيفة بأن إعانات البنزين والغذاء انخفضت في الآونة الأخيرة وبالمقابل ارتفعت الأسعار بشكل كبير، ولهذه الأسباب كانت هناك إضرابات ومظاهرات ضد الحكومة التونسية خلال الفترة الماضية.
المنافسة تمتد لجولة ثانية في الانتخابات الرئاسية التونسية
ذكرت العديد من المصادر الإخبارية بأن 24 مرشّحاً تنافسوا يوم أمس الأحد في هذه الانتخابات المُبكّرة التونسية، بعد انسحاب المُرشحين "محسن مرزوق"، رئيس حركة مشروع تونس، و"سليم الرياحي"، رئيس حركة الوطن الجديد، من هذا السباق الرئاسي لمصلحة المُرشح "عبد الكريم الزبيدي"، وذلك قبل ساعات من بدء الصمت الانتخابي.
ولفتت تلك المصادر إلى أن رئيس الحكومة "يوسف الشاهد"، ووزير الدفاع المُستقيل، "عبد الكريم الزبيدي"، و"عبد الفتاح مورو"، نائب رئيس حركة النهضة الإسلامية، و"مهدي جمعة"، رئيس الحكومة الأسبق، و"حمادي الجبالي"، الأمين العام السابق لحركة النهضة، و"نبيل القروي" رئيس حزب "قلب تونس"، كانوا من أبرز المرشحين في هذا السباق نحو قصر قرطاج الرئاسي.
إلا أن نتائج الانتخابات كان مفاجئة، فوفقاً للنتائج الأولية التي أجرتها مؤسسة ''سيغما كونساي''، فقد تقدّم المرشح المستقل "قيس سعيد" بحصوله على 19.50% من الأصوات، فيما حصل زعيم حزب "قلب تونس" نبيل القروي، على المرتبة الثانية بحصوله على 15.5% من أصوات الناخبين وجاء المترشح عن حركة النهضة "عبد الفتاح مورو" ثالثاً بنسبة أصوات بلغت 11.0%، يليه في المرتبة الرابعة المترشح "عبد الكريم الزبيدي" (وزير الدفاع السابق) بنسبة 9.4%، يليه المترشح "يوسف الشاهد" (رئيس الوزراء) بنسبة 7.5%. وجاء المترشح "الصافي سعيد" في المركز السادس بنسبة 7.4%.
كما أظهرت النتائج الأولية حصول المرشح "لطفي المرايحي" على 5.8% من الأصوات ليحلّ في المرتبة السابعة، و"عبير موسى" على نسبة 5.1% في المرتبة الثامنة، يليها المترشح "محمد عبو" بنسبة 4.3%، ثم "سيف الدين المخلوف" في المرتبة العاشرة بنسبة أصوات 4.0%.
وفي هذا السياق، أعلن "حاتم الملكي" المتحدث باسم حملة "نبيل القروي"، المعتقل حالياً بتهم فساد، أن المرشح للرئاسة التونسية يتّجه للصعود للدور الثاني من هذا الاستحقاق إلى جانب مرشح آخر.
وقال "الملكي": "اليوم قال التونسيون كلمتهم رغبة منهم في التغيير السياسي، علينا أن نحترم إرادة الشعب، نبيل القروي سيكون في الدور الثاني.. لقد نجحنا".
هذا وأفادت العديد من المصادر الإخبارية بأن أجواء احتفالية عمّت مقرّ حملة "القروي" حيث عبّر المئات من مناصريه عن ثقتهم في وصول رجل الأعمال المعتقل إلى الدور الثاني للرئاسة في تونس. وهنا قال "نزيه سوي" محامي "القروي": "لقد انتهت المسألة، هو في الدور الثاني دون شك".
وقد هتفت الجموع المحتشدة في المكان بقولها: "لدينا نبيل.. لدينا القروي.. لقد دقّت ساعتك يا الشاهد في إشارة للمرشح ورئيس الحكومة الحالي يوسف الشاهد" الذي اتهموه باستخدام القضاء للنيل من منافسه المتهم في قضيتي تبييض أموال وتهرب ضريبي لإقصائه من السباق الانتخابي.