الوقت- انطلقت فعاليات معرض دمشق الدولي يوم الأربعاء الماضي في دورته الحادية والستين تحت شعار "من دمشق إلى العالم".
ولقد شاركت 38 دولة عربية وأجنبية في هذا المعرض الدولي، وهذه هي المرة الثالثة التي يقام فيها المعرض منذ بداية الأزمة في سوريا ودخول البلاد في صراعات عسكرية مع العديد من الجماعات الإرهابية والموالية للغرب، ويعكس شعار هذا العام رسالة دمشق السياسية للعالم، ويبدو أن الجانب الاقتصادي للمعرض تأثر بالجوانب السياسية لهذا المعرض.
إن انطلاق هذا المعرض الدولي في هذه الفترة الزمنية التي تعاني فيها العديد من المدن السورية من العديد من الأزمات الاقتصادية، يعتبر حدثاً مهمّاً وتحوّلاً اقتصادياً مهماً في مسير الدفع بعجلة التنمية في هذا البلد الذي عانى خلال السنوات الماضية الكثير من ويلات الحرب، وهذا ما أكده وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية الدكتور "سامر الخليل" والذي ذكر بأن عودة الروح لمعرض دمشق الدولي بحلته الجديدة هي رسالة واضحة وصريحة للداخل والخارج وخاصة للمراهنين على قوة الاقتصاد وصموده خلال سنوات الحرب واستمراره بهذه القوة، والأهم أن هذه الرسالة تحمل في طياتها مضامين مختلفة أهمها المضمون السياسي والاقتصادي، لكن المضمون الاجتماعي للمعرض لا يقل أهمية عمّا سبق فهي رسالة اجتماعية تدل على قوة المجتمع وتماسك جميع فئاته على الرغم من الوسائل التي اتبعتها الدول الداعمة للإرهاب لتفكيك هذه القوة.
مضيفاً: ما نسعى إليه كوزارة اقتصاد ومشرفة على المعرض هو تحقيق نجاح هذه الدورة وذلك لخصوصيتها وأهمية انعقادها في هذه الظروف الصعبة.
وفي سياق متصل، كشفت العديد من المصادر الإخبارية بأن وفود دول عربية وأجنبية أبرزهم الوفد اللبناني الذي ضمّ وزير المال "علي حسن خليل" ووفد من دولة الإمارات ووفد من سلطنة عمانووفود من إيران وروسيا، شاركت في هذا المعرض الدولي.
ولفتت تلك المصادر الإخبارية بأن إيران احتلت المركز الأول من حيث المشاركات الخارجية، ومن اللافت في هذا المعرض مشاركة وفد اقتصادي إمارتي يضم 40 شخصاً، وهذه المرة الأولى في المعرض بعد عودته للانعقاد منذ ثلاث سنوات.
وأفادت تلك المصادر أيضاً، بأن سلطنة عُمان سجّلت مشاركة فعّالة في معرض دمشق الدولي، في دورته الـ61 التي انطلقت فعالياتها يوم الأربعاء الماضي، وتستمر حتى 6 سبتمبر القادم.
تهديدات أمريكية بفرض عقوبات على الدول التي سوف تشارك في معرض دمشق الدولي
هددت أمريكا بفرض عقوبات على المشاركين في معرض دمشق الدولي، ونشرت السفارة الأمريكية في دمشق عبر حسابها الرسمي عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" قبل عشرة أيام، بياناً قالت فيه إن "مشاركة الشركات التجارية والأفراد في معرض دمشق الدولي وتعاملهم مع الحكومة السورية قد يعرضهم لعقوبات أمريكية".
وادّعت واشنطن في هذا البيان أيضاً: "أن أمريكا لا تشجع على الإطلاق الشركات التجارية أو الأفراد على المشاركة في معرض دمشق التجاري الدولي، فالحكومة السورية تواصل استخدام مواردها المالية لتنفيذ هجمات ضد الشعب السوري".
ردود الفعل العربية على التهديدات الأمريكية... ليس لدينا أمل في خيركم.. اكفونا من شركم
لقد لاقت تغريدات السفارة الأمريكية صداها عند الشارع العربي والناشطين على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، لتأتي جميع التعليقات ساخرة من تغريدات السفارة الأمريكية.
ففي تغريدة للسفارة جاء فيها "أمريكا لا تشجّع على الإطلاق الشركات التجارية أو الأفراد على المشاركة في معرض #دمشق التجاري الدولي في 28 آب/أغسطس. سوريا". علّق صاحب الحساب "3li Fas5a " قائلاً "كان هدفكم إسقاط الرئيس الأسد والآن هدفكم إفشال معرض دمشق الدولي... الحقيقة أنكم دولة تنحدر وغير قادرة على تحقيق أهدافها".
فيما علّق صاحب الحساب Almaghoot"" قائلاً "لن أشكركم على الدعاية المجانية لمعرضنا لأن التغريدة لم تشر إلى موعد انتهاء فعاليات #معرض_دمشق_الدولي، المشاركون ليسوا بحاجة لدعمكم وتشجيعكم، كفوا أذاكم عن هذا العالم والناس بألف خير من الله". وعلق joe-h" " قائلاً "بدي أعمل سيخ شاورما بالمعرض معقول تعملوا عقوبات عليي بس لأعرف شو بدي سعر، اتفه منكون ما ضل".
مشاركة إيرانية قوية في معرض دمشق الدولي
كشف رئيس الهيئة الإدارية ومدير عام شركة المعارض الدولية التابعة لوزارة الصناعة والمعادن والتجارة الإيرانية الدكتور "بهمن حسين زاده" أن إيران ترغب بالاستثمار في سوريا بمختلف المجالات الاقتصادية والتجارية وخاصة قطاع البناء والإعمار مشدداً على أن إقامة المعرض تسهم بتعزيز الصادرات بين البلدين والتعرف على الإمكانيات والطاقات لدى الشركات والاستفادة من ذلك بما يناسب السوق السورية الأمر الذي يسهم بمواجهة الإجراءات القسرية الاقتصادية ضد سوريا.
وبدوره أكد مستشار النائب الأول للرئيس الإيراني ورئيس لجنة تنمية العلاقات الاقتصادية السورية الإيرانية العراقية "حسن دانائي فر" أهمية إقامة المعرض في ظل الظروف التي تتعرض لها سوريا من إجراءات اقتصادية قسرية ظالمة مشيراً إلى أن المشاركة الإيرانية هذا العام ستكون أكثر فاعلية.
ومن جانبه أكد مدير الجناح الإيراني المشارك في المعرض محمد رضا خان زاده أن المشاركات الدولية اللافتة في فعاليات المعرض بدورته الحادية والستين تؤكد أن سوريا تجاوزت الأزمة وانتصرت على الإرهاب مبيناً أن إيران ستشارك بجناح بمساحة 1200 متر مربع والعشرات من الشركات في مجال الصناعات الثقيلة والسيارات وغيرها منوهاً بالتسهيلات التي تقدّمها الحكومة السورية للمشاركين في المعرض.
دمشق... رمز الكرامة والصوت المعّبر عن الاستقلال السوري
افتتح رئيس مجلس الوزراء المهندس عماد خميس الدورة الـ61 من معرض دمشق الدولي تحت شعار "من دمشق إلى العالم" وفي كلمة الافتتاح نقل المهندس خميس ترحيب الرئيس الأسد بضيوف سوريا مؤكداً أن معرض دمشق الدولي يعود اليوم ليكمل من جديد رسالته الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والحضارية وليكون صلة الوصل بين الشرق والغرب وجسراً للتبادل التجاري والتعاون الاستثماري والثقافي بين الشعوب الحرة ومنصة لتعاون اقتصادي إقليمي ودولي يحفظ للشعوب ثرواتها ومواردها ويعزز علاقاتها التجارية والاستثمارية وأبدى المهندس "خميس" ترحيب سوريا بكل مشروع للتعاون الاقتصادي وخاصة أنها تتحضر لمرحلة إعادة الإعمار والبناء وتزخر بفرص استثمارية مغرية تدعمها جهود حكومية مكثفة لتوفير بيئة تشريعية وإدارية محفزة ومشجعة للاستثمار المحلي والأجنبي معرباً عن أمله بأن يتيح المعرض للمشاركين الاطلاع على الفرص الاستثمارية في سوريا وتطورات المناخ الاستثماري فيها.
