الوقت- يمثل هجوم سلاح الجو المسير التابع لقوات الجيش واللجان الشعبية اليمنية، بطائرات بدون طيار على حقل الشيبة النفطي الواقع في شرق المملكة العربية السعودية قبل عدة أيام يوم، تحولا كبيرا في معركة الشعب اليمني المضطهد مع تحالف العدوان السعودي الاماراتي. وحول هذا السياق، كشفت العديد من المصادر الاخبارية بأن حقل الشيبة السعودي النفطي تعرض الى اكبر عملية عسكرية يمنية من خلال استهدافه بعشر طائرات مسيرة اطلقها الجيش واللجان الشعبية، وحقل الشيبة هو حقل نفطي يقع في جنوب شرق المملكة العربية السعودية في الربع الخالي، و يبعد حوالي 10 كيلومترات عن الحدود الجنوبية لإمارة أبوظبي ولفتت تلك المصادر الاخبارية بأن هذه العملية العسكرية تُعد عملية فريدة من نوعها وأكبر عمليه رادعة للعدوان منذ بدايته، وذلك لأن هذه العملية اقتحمت العمق السعودي واستهدفت العمود الفقري الإقتصادي للذهب الأسود بدون أي اعتراض. ولقد صنف المتحدث الرسمي للقوات المسلحة اليمنية العميد "يحيى سريع" هذه العملية بالعملية الكبرى لما لها من أبعاد سياسية ودلآلآت لما وصل اليه العدوان من ضعف ووهن، خاصة بعد ما يقارب الخمسة اعوام حيث تحول من موقع الهجوم إلى الدفاع، بل أنه يتلقى الضربات البالستية اليمنية سواء بالطائرات المسيّرة أو بالقوة الصاروخية بانواعها المتطورة وبسواعد الجيش واللجان الشعبية الأحرار.
لماذا يعتبر الهجوم على حقل الشيبة فريداً من نوعه؟
استهداف حقل الشيبة بالذات المُتنازع عليه إماراتيا وسعوديا، ربما أراد إيصال رسالة مُزدوجة للحليفين الرئيسيين للتحالف في حرب اليمن، الأولى مُحاولة تفجير ما تبقى من هذا التحالف المتصدع، والثاني مُحاولة إحداث شرخ في العلاقات بين الحليفين. والرسالة الأهم الذي يُريد الجيش واللجان الشعبية اليمنية إرسالها من بين ثنايا هذا الهُجوم تقول إن من يصل إلى حقل الشيبة وبطائرات مسيرة، يمكن أن يصل إلى الحقول الأخرى، مثل حقل الغوار النفطي السعودي العملاق، الذي يُنتج حوالي 5 ملايين برميل من النفط يوميا، أي حوالي نصف مجموع الإنتاج السعودي. وتعتبر هذه العملية تحذير واضح وصريح لدولة الإمارات بأن مدينتي أبو ظبي ودبي يُمكن الوصول إليهما ومطاراتهما بسهولة إذا تراجعت عن سحب قواتها من اليمن وعادت إلى التحالف مرة أخرى، وشاركت هي وطائراتها في قصف المدن اليمنية مجدداً. إن وصول هذه الطائرة إلى بُعد عشرة كيلومترات من إمارة أبو ظبي، يعكس تطوراً عسكرياً لافتاً واختراقاً أمنياً هو الأضخم من نوعه، والسؤال الذي تتداوله أوساط الخبراء العسكريين، والأمنيين هو كيفية وصول هذا العدد من الطائرات المسيّرة إلى هذا الحقل الاستراتيجي، وإشعال حريق فيه وتعطيل إنتاجه، دون أن يتم رصدها والتصدي لها وإسقاطها رغم إنفاق المملكة مئات المليارات لشراء الرادارات المتطورة، ومنظومات صواريخ باتريوت الدفاعية.
صورة فضائية لحقل الشيبة قبل هجوم الطائرات بدون طيار عليه
ما هو نوع الطائرات بدون طيار التي تم استخدامها لتنفيذ الهجوم على حقل الشيبة النفطي ؟
كشف العديد من الخبراء العسكريين بأن سلاح الجو المسير التابع للجيش واللجان الشعبية اليمنية استخدم خلال الفترة الماضية طائرات بدون طيار من نوع "قاصف كي 2" وذلك تنفيذ ضربات هجومية على اهداف قريبة داخل اليمن مثل القواعد العسكرية لمرتزقة العدوان في محافظة مأرب وعلى قاعدة العند الجوية القريبة من محافظة عدن الجنوبية وعلى بعض الاهداف القريبة من الحدود السعودية اليمنية مثل مطار أبها وقاعدة الملك خالد الجوية الواقعة في منطقة خميس مشيط السعودية.
طائرة بدون طيار من نوع "قاصف كي 2"
وفي السياق ذاته، أعرب اولئك الخبراء العسكريين بأن تنفيذ هجمات جوية داخل العمق السعودي يصل إلى مسافة 1200 كيلومتر يحتاج إلى استخدام طائرات بدون طيار مختلفة ومتطورة يمكنها التحليق إلى مسافات أبعد ويمكنها حمل كيلوات من المتفجرات ويذكر الخبراء بأن سلاح الجو اليمني قام بإستهداف نوعي للمرة الأولى لمطار أبوظبي، الذي يبعد نحو 1300 كيلومتر عن أقرب نقطة في محافظة صعدة شمالي اليمن، وقد تمت هذه العملية بإستخدام طائرة بدون طيار من نوع "صماد 3"، وقد سبقت هذه العملية بأسبوع عملية أخرى تم فيها استخدام طائرات "صماد 2" في استهداف منشأة تابعة لشركة أرامكو النفطية في الرياض وهذا النوع من الطائرات المسيرّة شكل نقلة نوعية نظراً لمداه الكبير الذي يصل إلى 1500 كيلو متر، وإن كانت التقديرات التي تتحدث عن زنتها المتفجرة تتراوح ما بين 50 إلى 70 كيلو جرام فقط، إلا أن قوتها تكمن في تنفيذ هجمات بأعداد كبيرة منها على هدف محدد. ولهذا فإنه يمكن القول هنا بأن الطائرات المسيرة التي نفذت الهجوم على حقل الشيبة النفطي هي من فئه "صماد 3" و"صماد 2"
طائرة بدون طيار من نوع "صماد 3"
ركز على التورم الموجود على سطح الطائرة بدون طيار
محاولات سعودية بائسة لإنكار حجم الاضرار التي لحقت بحقل الشيبة
في بداية الامر ينبغي القول هنا بأن الهجمات الجوية التي نفذتها الطائرات بدون طيار اليمنية على حقل الشيبة كانت واسعة ومفاجئة، بحيث إن المسؤولين السعوديين لم يتمكنوا من إنكار حجم الاضرار التي لحقت بذلك الحقل النفطي الهام وفي هذا السياق، قال وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية في السعودية المهندس "خالد بن عبدالعزيز الفالح"، إنه تعرضت إحدى وحدات معمل للغاز الطبيعي في حقل الشيبة البترولي إلى اعتداء عن طريق طائرات مسيرة بدون طيار، ونجم عن ذلك حريق تمت السيطرة عليه بعد أن خلَّف أضراراً محدودة، ودون أي إصابات بشرية.
صورة من القمر الصناعي لحقل الشيبة تُظهر بقعة سوداء متبقية من آثار الهجوم
تحديد مسار الهجوم والموقع الجغرافي للهدف
أدت تجارب أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية خلال الهجمات السابقة التي نفذوها داخل العمق السعودي وعدم قدرة أجهزة الرصد السعودية والرادارات المتطورة على اعتراض الكثير من الصواريخ والطائرات المسيرة اليمنية، إلى تمكن سلاح الجو اليمني المسيّر من تحديد مسار الهجوم بدقة متناهية على حقل الشيبة النفطي، ولهذا فلقد تمكنت تلك الطائرات المسيرة من تنفيذ مهامها بنجاح دون أن يتمكن الباتريوت السعودي من اعتراضها.