الوقت- اعتبرت صحيفة "الغارديان" أن مواصلة الرئيس الامريكي دونالد ترامب التملق للنظام السعودي يعد هبوطا اخلاقيا جديدا لسيد البيت الابيض.
واضافت الصحيفة البريطانية أنه في حالة دونالد ترامب، فهو مثل من يحاول أن يقوم بعمل لم يعمله في عامين ونصف- رئيس وعاقل ولديه سجل جدير بالاحترام، و"لهذا كانت مقابلات مع شبكات التلفزة الأمريكية غير (فوكس نيوز)، بما فيها شبكة (إي بي سي نيوز)، التي كان من المفترض أن يبدو فيها ترامب شخصا عاديا، لكنه انتهى للقبول بمعلومات قذرة من الروس عن المرشحين المنافسين له في الرئاسة".
وتابعت الصحيفة أن هناك مقابلة مع "أن بي سي نيوز"، التي قال فيها إنه يعول كثيرا على صفقات السلاح مع السعودية، أكثر من القيم الأمريكية، مثل الديمقراطية وحقوق الإنسان، مشيرا إلى أنه عندما ضغط عليه مقدم برنامج في شبكة "أن بي سي"، فإنه كان واضحا بأنه لا يهتم بجريمة مقتل جمال خاشقجي، الذي تم قتله بناء على أوامر يقال إنها من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ولم يهتم بتوصيات الأمم المتحدة التي أوصت بقيام مكتب التحقيقات الفيدرالي "أف بي آي" بالتحقيق في جريمة مقتل خاشقجي، الذي مقيما في الولايات المتحدة، وكان كاتبا مشاركا في صحيفة "واشنطن بوست".
وتنوه الصحيفة إلى أنه لم يكن قادرا على إظهار أي نوع من المشاعر الإنسانية، فأجاب قائلا: "أعتقد أنه تم التحقيق في الجريمة بشكل واسع"، مشيرا إلى أنه عندما سئل عن الجهات التي قامت بالتحقيق، فإنه تلعثم قائلا: "الجميع، لقد شاهدت الكثير من التقارير المختلفة".
واضافت الغارديان إن "من المثير للخجل في كلام الرئيس (خذ أموالهم) يعني أن مشروع ترامب هو بمثابة تجارة مستمرة، ولنكون عادلين مع إدارة ترامب فهي ليست الوحيدة التي تجاوزت مسائل حقوق الإنسان وانتهاكات النظام السعودي من أجل النفط والمال والسلطة، فقد تجاهل الرؤساء ورؤساء الوزراء انتهاكات المملكة لحقوق الإنسان وقمع المرأة واستمرار أحكام الإعدام بصفتها وسيلة مفضلة له".
وتؤكد الصحيفة أن "السعودية قطعت رؤوس 37 شخصا، معظمهم من الأقلية الشيعية، الذين قالوا إنهم لم يحصلوا على محاكمة عادلة، وكان بعضهم أطفالا عندما صدرت عليهم أحكام بالسجن، ولم يكن بينهم كتاب في صحيفة (واشنطن بوست)، ولهذا لم يحظ إعدامهم باهتمام واسع،".
وتابعت: "ربما أصبحنا نهتم أكثر بقطع الرؤوس بعد ما قام به تنظيم الدولة، أو اعتقدنا أن على السعوديين المحافظة على معايير الأجندة الإصلاحية التي وعد بها ولي العهد محمد بن سلمان، وربما لفت انتباهنا منشار العظام أكثر ومهما كان السبب، فإن رغبة ترامب في بيع السلاح للسعوديين تعد صفعة وفي وجه الجمهوريين، وأيضا الديمقراطيين، الذين يعدون سياسته الخارجية موثوقة ومسؤولة مثل نظرتهم لأجندة الإصلاح السعودي.