الوقت-لليوم الثالث على التوالي تتواصل الاشتباكات في المناطق المتاخمة للعاصمة الليبية طرابلس، حيث أفادت مصادر عسكرية أنّ قوات من مصراتة تابعةً لحكومة الوفاق وصلت إلى منطقة تاجوراء شرقيّ طرابلس للمشاركة في القتال ضد الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.
وقالت مصادر عسكرية أن حفتر تعرّض لغارة جوية على بعد 20 كيلومتراً من العاصمة بعد أن كان أعلن سيطرته على كامل مطار طرابلس القديم.
وفي هذا السياق أصدرت شعبة الإعلام الحربي في الجيش التابع لحفتر بياناً استنكرت فيه بشدة القصف الإرهابي الغاشم على المدنيين في منطقة العزيزية من قبل طائرات الميليشيات الإرهابية المسلحة التي انطلقت من مهبط الثانوية الجوية بمصراتة"، وأضافت "سيكون ردنا قاسياً جداً على هؤلاء الإرهابيين بما يكفل حماية المدنيين ويضمن عدم الاعتداء عليهم مرةً أخرى".
بدوره أعلن رئيس المجلس الرئاسي الليبي فايز السراج النفير العام "للتصدي لتحركات حفتر العسكرية"، وقال السراج في كلمة له السبت "سنقدم كل المتورطين إلى المحاسبة، وانقلاب حفتر لن يجد منا إلا الحزم".
وتابع السراج "سعينا دوماً لتعزيز الوفاق بين الأطراف الليبية كافة، وأجرينا مفاوضات مضنية مع كل الأطراف المعنية بالشأن الليبي"، وأضاف "ولكننا فوجئنا بتحركات عسكرية وتصريحات غريبة من حفتر"، وختم "على المجتمع الدولي عدم المساومة بين من يريد عسكرة الدولة ومن يعمل على نشر الديمقراطية".
على الصعيد السياسي وصل المبعوث الأمميّ إلى ليبيا غسان سلامة يوم أمس الى طرابلس داعياً الى ضرورة وقف التصعيد معلناً تمسّك الأمم المتحدة بعقد المؤتمر الوطني الليبي في موعده إلا في حال حصول ظروف قاهرة. كما ودعا وزراء خارجية دول مجموعة السبع إلى ضبط النفس في ليبيا، وشدّدوا على ضرورة قبول خليفة حفتر بمساعي الأمم المتحدة.
وزير الخارجية الايطالي إنزو ميلانيزي دعا حفتر إلى وقف زحف قواته نحو طرابلس، وإلى الاستماع لتحذيرات المجتمع الدولي، أما وزير الخارجية الألماني هايكو ماس فقد أشار إلى اتفاق مجموعة السبع على الضغط على المسؤولين عن الصراع في ليبيا وخاصةً خليفة حفتر لتفادي التصعيد العسكري.
وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان شدّد على ضرورة توحيد المؤسسات الليبية، مشيراً إلى أنّ وزراء خارجية دول مجموعة السبع أخفقوا في تجاوز الخلافات المتعلّقة بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي وكيفية التعامل مع إيران.
نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أعرب في اتصال هاتفي مع حفتر عن دعم موسكو للحلول السياسية للأزمة الليبية، وبحسب بيان الخارجية الروسية فإن بوغدانوف أكد لحفتر الموقف المبدئيّ الداعم لاعتماد الطرق السياسية لحل جميع القضايا الخلافية بما فيها خطوات الوساطة الأممية.
من جهته اتهم حفتر من وصفها بالجماعات الإرهابية بعرقلة عمل المؤسسات الليبية.
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف رفض ما أسماها المواعيد المصطنعة للتسوية في ليبيا، وأمل في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المصري سامح شكري في القاهرة أن يقرّر الليبيون مستقبلهم بأنفسهم ويبدؤوا بحوار شامل من دون أي تدخّلات خارجية، بدوره أكد شكري أنّ الأزمة في ليبيا لن تحلّ بالوسائل العسكرية.