الوقت- بعد مضي عدة سنوات على بدء الحرب الطاحنة في سوريا والتي اشعلها اعداء هذا البلد بهدف اسقاط نظام معادٍ للكيان الاسرائيلي ودور سوريا الفاعل في محور المقاومة والممانعة يواجه الامريكيون وحلفاؤهم الغربيون والعرب الطريق المسدود امامهم بعد صمود النظام السوري وقوات المقاومة الحليفة له وقد بات هؤلاء يبحثون عن طريق لحل هذه القضية، وفي هذا السياق يمكن وضع تصريحات الرئيس الامريكي باراك اوباما الذي قال مؤخرا ان ايران وبعد الاتفاق النووي معها تعتبر احد اللاعبين الاساسيين من اجل الحوار لحل القضية السورية.
وفيما يمكن اعتبار كلام اوباما تراجعا عن سياسته السابقة في استبعاد إيران عن محادثات السلام في سوريا يعتقد بعض المراقبين ان تصريحات اوباما ربما تهدف الى شيء آخر وهو قطع او تقليص علاقات ايران مع حلفائها في المنطقة مثل حزب الله وسوريا.
وفي هذا السياق نقلت صحيفة واشنطن بوست عن السفير الأمريکي السابق في سوريا روبرت فورد قوله ان حزب الله "حاملة طائرات إيرانية في شرق البحر المتوسط" وهو يقف حائلا دون تشكيل أي حكومة في لبنان دون موافقة طهران، وفي سوريا يقاتل آلاف من عناصر حزب الله لإبقاء خط امداد الحزب من إيران عبر سوريا مفتوحاً .
ويدعي فورد ان ايران لاتستطيع استخدام المنافذ البحرية اللبنانية لإيصال امداداتها الى حزب الله وانها تحتاج الى مطار دمشق والحدود بين سوريا ولبنان لتأمين هذه الامدادات ولهذا السبب يدافع الجيش السوري عن الشريط الذي يربط بين دمشق والحدود اللبنانية .
لكن فورد وخبراء مختصين بالشؤون السورية يقولون "ان إيران لن توافق ابداً على تسوية للنزاع في سوريا تقطع الجسر الذي يتلقى حزب الله امداداته منه"، وهنا يمكن اعتبار هذا الكلام صائبا لأن تخلي ايران عن حزب الله وعن سوريا سيكون تخليا عن مبادئها تجاه قضية مقاومة الكيان الإسرائيلي ومشاريعه في المنطقة.
ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن المستشار السابق في وزارة الخارجية الأمريكية والباحث حالياً في مجلس الأطلنطي فريدريك هوف قوله "ان السياسة الإيرانية العامة (في سوريا) تركز بثبات الآن على حزب الله".
كما قالت واشنطن بوست "ان ادارة أوباما تراهن على استمالة روسيا بوصفها الطرف الدولي الآخر الذي يدعم الأسد، وقد قال مسؤولون أمريكيون ان أوباما اجرى احاديث واعدة مع الرئيس فلاديمير بوتين بشأن سوريا في الأسابيع الأخيرة.
فهناك في الادارة الأمريكية من يعتقد ان بالامكان التوصل الى صيغة تسوية أمريكية روسية في سوريا تتمثل بتنحية الأسد ومشاركة المعارضة المعتدلة في حكومة جديدة تواصل الحرب ضد داعش، حسب الصحيفة.
ولكن هوف يلفت من جهته الى ان روسيا لا تمتلك أدوات الضغط الكافية لإحداث تغيير في قيادة النظام السوري لأن الحكومة السورية مدعومة دعماً من قبل ايران.
ويؤكد فورد "ان طهران ليست مستعدة للتخلي عن الأسد ومن وجهة النظر الإيرانية ليس هناك سبب لنفض اليد من الأسد إلا إذا عجز عن الاحتفاظ بدمشق والسيطرة على المنطقة الحدودية مع لبنان اما في انحاء سوريا الأخرى فان إيران سعيدة برؤية قوات المعارضة تستنزف قواها في معارك مع داعش" .
وقالت واشنطن بوست "إزاء هذه الحقائق يرى محللون ان أي تحرك جاد لانهاء الحرب السورية يتطلب من أوباما ان يختار بين قطع جسر إيران السوري الى حزب الله بزيادة الدعم الأمريكي لقوات المعارضة السورية أو القبول بتسوية تقر ضمناً ببقاء الجسر مفتوحاً الى حزب الله، وإزاء ما استثمره أوباما في الاتفاق النووي مع إيران فان المحللين لا يستبعدون ان يعزف أوباما عن الخيارين ويترك كابوساً اسمه سوريا الى من يخلفه في البيت الأبيض" .
هذا ويعتقد المحللون ان وجود مثل هذه الآراء في اوساط الخبراء الامريكيين يؤكد ان الخطط الامريكية في الشرق الاوسط بشكل عام واجهت الفشل وان الامر ليس مقتصرا على سوريا لأن كلام الامريكيين عن ضرورة تغيير سياستهم وسلوكهم تجاه ايران يخفي وراءه رغبة الامريكيين بمراجعة كل خططهم في الشرق الاوسط وذلك بسبب ترابط ملفات هذه المنطقة ببعضها البعض حيث لايمكن الحديث عن حل شامل مع ايران دون الخوض في كل الملفات التي ترتبط بايران من لبنان الى سوريا والعراق والبحرين واليمن.