الوقت- شهدت إيران خلال السنوات الماضية تقدّماً ملحوظاً في إنتاجها العلمي، ما دفع بعض المواقع والمجلات العملية إلى القول إن قدرات إيران ازدادت ثمانية عشر ضعف ولقد واصلت إيران وبشكل فعّال بناء القدرات الوطنية في مجالات مختلفة مثل النانو تكنولوجيا، وبحوث الخلايا الجذعية، وعلوم الوراثة، والهندسة الكيميائية، وبحوث الفضاء، والهندسة الزراعية، وأنظمة الاتصالات بالليزر، وعلوم الكمبيوتر والإلكترونيات، وغيرها، وهو ما يسمى علمياً الاستثمار الداخلي الرابح خاصة إذا أدركنا أن الشباب دون الثلاثين عاماً في إيران نحو 60% من نسبة السكان، وشريحة كبيرة منهم من حملة الشهادات الجامعية العليا، الجدير بالذكر هنا أن هناك العديد من الطلاب الإيرانيين يدرسون في مختلف جامعات العالم الغربية وهنا تشير العديد من التقارير الإخبارية بأن الكثير من أولئك الطلاب تفوقوا في العديد من المجالات العلمية ومن أبرزهم الطبيبة العبقرية "سهيلة سامي" ذات الـ 28 عاماً التي تمكّنت خلال الفترة السابقة من إجراء 500 عملية جراحية للدماغ، ولهذا فلقد قامت وکالة فارس للأنباء بإجراء مقابلة صحفية مع هذه الطبيبة للتعرف أكثر على حياتها الشخصية والمهنية وإليكم ما جاء في هذه المقابلة:
المراسل: قبل كم سنة بدأتي العمل كطبيبة؟
"سهيلة سامي": أكملت دراستي في الطب العام منذ 6 سنوات ومنذ ذلك الوقت وأنا أعمل طبيبة.
المراسل: لماذا اخترتي الدراسة في مجال الطب، أليس هذا التخصص يعتبر من التخصصات الصعبة بالنسبة للمرأة؟
"سهيلة سامي": والدي متخصص في أمراض القلب وأنا منذ كنت طفلة كنت أحلم بأن أدرس في هذا التخصص، ولكن عندما تلقيت دعوة من الدكتور "سميعي" المتخصص في مجال جراحة المخ والأعصاب، قررت الدخول في هذا المجال الجديد والتعرف عليه ولقد تعرفت على نساء نجحن في هذا المجال.
المراسل: لقد انتشرت العديد من الأخبار في الفضاء الإلكتروني، تفيد بأنكِ طالبة متدربة لدى الدكتور "سميعي".. هل هذا صحيح؟
"سهيلة سامي": قبل ثلاث سنوات ونصف، بدأت العمل في مركز علم الأعصاب التابع للمعهد الدولي للعلوم العصبية الألماني، تحت إشراف الدكتور "سميعي" الباحث والمتخصص في جراحة الأعصاب وهنا يجب أن أنوه بأن الدكتور "سميعي" لديه العديد من الطلاب الذين يدرسون في مراحل مختلفة تحت إشرافه.
المراسل: ما هي وجهة نظرك بالدكتور "سميعي"؟
"سهيلة سامي": بلا شك ومن دون مبالغة، إن البروفسور "سميعي" هو أفضل جراح للمخ والأعصاب في العالم، وهذا الأمر لا يتعلق الأمر بكونه أستاذًاً إيرانياً، بل بسبب جميع العمليات الجراحية الصعبة والناجحة التي قام بها والتي أثبتت بأنه أفضل جراح للمخ والأعصاب في العالم.
المراسل: هل أنتِ مثل البروفيسور "سميعي" تقومين بالسفر إلى إيران لمعالجة بعض المرضى؟
"سهيلة سامي": من خلال موقعي الإلكتروني والصفحات الاجتماعية، أساعد الأشخاص الذين يحتاجون إلى التوجيه والإرشاد، وفي الرحلات التي سأجريها إلى إيران، سوف أنصح بالتأكيد الأشخاص الذين يحتاجون إلى المشورة، وسأقوم بمساعدة المرضى الإيرانيين الذين يأتون إلى ألمانيا لتلقي العلاج.
المراسل: كم عدد العمليات الجراحية التي قمتي بها حتى الآن؟
"سهيلة سامي": عدد العمليات الجراحية التي أجريتها لوحدي أكثر من 500، لكن عدد الجراحات التي أجريتها كمساعدة يصل إلى أكثر من ثلاثة آلاف عملية جراحية.
المراسل: هل تتذكرين أول عملية جراحية قمتي بها؟ كيف كان شعورك؟
"سهيلة سامي": بالنظر إلى أنه كان لدينا العديد من العمليات الجراحية التي يتسم بعضها بالبساطة، لكنني أتذكر أنه عندما كنت أقوم بأول عملية جراحية معقدة للدماغ، كنت سعيدة للغاية وأدركت جيداً بأن لدي قدرة عالية على التعلم وكسب الكثير من العلوم الطبية.
المراسل: هل تعانين من التوتر قبل القيام بعملية جراحية؟ ماذا تقولي حول هذا الأمر؟
"سهيلة سامي": قبل القيام ببعض العمليات الجراحية الحرجة والمعقدة، أقوم بإعداد نفسي نفسياً وذهنياً وأحاول تجنّب التوتر وذلك لأن التوتر سيعمل على تشويش ذهني.
المراسل: بالنظر إلى أنكِ تتمتعين بمكانة كبيرة وتعتبرين سيدة ناجحة مقيمة في الخارج، لماذا تقومين بالعمليات الجراحية بالحجاب الكامل، ما هو السبب؟
"سهيلة سامي": يطرح الناس هذا السؤال علي كثيراً، إنني اخترت الحجاب بكامل حريتي، وهذا الأمر لا يرتبط بكوني داخل أو خارج إيران، وفي رأيي، إن اختيار الحجاب يعتمد على الشخص، وها أنا أغطي رأسي في ألمانيا بنفس الطريقة التي أقوم بها في إيران.
المراسل: كيف ينظر الأجانب إلى الأطباء الإيرانيين؟
"سهيلة سامي": هناك قدر كبير من الثقة بالأطباء والطلاب الإيرانيين هنا، ويعتقد معظم الأجانب بأن الأطباء الإيرانيين أذكياء ولديهم أداء جيد، ولم أسمع قط أن أحداً يقول إن هذا الطبيب الإيراني ليس لديه مستوى علمي جيد أو ليس جراحاً جيداً.
المراسل: كيف تقيّمين وضع إيران ومستوى الطب فيها؟
"سهيلة سامي": إن الوضع الطبي لإيران جيد جداً، لأن إيران لديها أطباء يعتبرون من بين أعظم عباقرة العالم في الطب ولديهم مستوى أكاديمي عالٍ للغاية، في الوقت الذي يوجد في العديد من البلدان غير المتقدمة نسبياً التي تختلف في المستوى العلمي والأكاديمي.
المراسل: هل تسافرين إلى إيران وهل لديك هدف فيما يتعلق بالطب في إيران؟
"سهيلة سامي": أسافر إلى إيران مرة أو مرتين في السنة، وهذا يعتمد على مقدار الإجازة التي يمكنني أخذها، لكنني مهتمة جداً بالأنشطة الطبية في إيران وسأبذل قصارى جهدي لتطوير تلك الأنشطة، وإذا تهيّئت الظروف المناسبة في إيران، فسوف أقوم بخدمة المجتمع وسوف أقوم بالعديد من الأنشطة الطبية فيها.