الوقت- تباينت ردود الأفعال في اقليم كردستان العراق ازاء قصف القوات التركية لمواقع حزب العمال الكردستاني في شمال العراق.
فقد دعا رئيس الاقليم مسعود بارزاني خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء التركي داود اوغلو إلى عدم نقل الخلافات مع حزب العمال إلى مرحلة الصراع، مؤكداً ان إقليم كردستان يبذل كل محاولاته من أجل عدم تفاقم الاوضاع أكثر مما هي عليه الان والعودة إلى مشروع السلام، كما نقلت عنه الرئاسة الكردية في اربيل .
وأشار بارزاني إلى أنه بذل في السابق قصارى جهده من أجل تطبيق مشروع السلام مع جميع الاطراف، والآن يبذل كل ما بوسعه من اجل منع تفاقم الصراع، متمنياً على جميع الاطراف العودة إلى مشروع السلام .
اما رئيس حكومة إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، فقد اكد إستعداده وحكومته من أجل المساعدة في عقد هدنة والمضي قدماً في عملية السلام بتركيا، معرباً عن اسفه لاعلان رئيس (منظومة المجتمع الكردستاني) اثر وقوع القصف التركي بأن الهدنة وعملية السلام مع تركيا قد انتهت، وأن عبدالله أوجلان (رئيس حزب العمال) وحزب (الشعوب الديمقراطية) ليسا من حقهما أن يطالبا الحزب بإلقاء السلاح.
وأوضح نيجيرفان بارزاني أن هذا التصريح قلل من دور الآخرين في مشروع عملية السلام، وكان له تأثير على الرأي العام في تركيا، وشكل ضغطاً على الحكومة التركية أيضاً. وقال ان ما فاقم الوضع هو تبني حزب العمال الكردستاني قبل ايام لعملية قتل عدد من رجال الشرطة التركية .
وأشار رئيس حكومة إقليم كردستان إلى أنّ عملية السلام بين الحكومة التركية وحزب العمال حققت تقدماً واضحاً ووصلت إلى مرحلة مهمة وإلى نتائج فعالة بعد كل المحاولات والجهود التي بذلت من أجلها ومن أجل تحقيق التعايش السلمي في تركيا .
وأوضح ان إقليم كردستان ورئيسه مسعود بارزاني كان لهما دور مؤثر في التوصل إلى هدنة بين تركيا وحزب العمال الكردستاني وإلى بدء محادثات السلام بينهما، ما ادى إلى أن تتعامل السلطات التركية مع أوجلان باعتباره طرفاً رئيسياً في المحادثات وليس كمعتقل لديها منذ العام 1999.
وأكد نجيرفان بارزاني ان حكومة الاقليم على استعداد للوساطة من أجل تحقيق وقف لإطلاق النار واستئناف محادثات السلام لأن استعمال القوة والعنف لا يحل أية مشكلة . ودعا حزب العمال الكردستاني إلى ضبط النفس وعمل كل شيء من أجل وقف إطلاق النار واستئناف عملية السلام ومنح دور فيها لاوجلان ولـ (حزب الشعوب الديمقراطية).. مشدداً بالقول "ونحن أيضاً مستعدون لأي دعم في هذا المجال" .
بدوره دان برلمان اقليم كردستان بشدة القصف التركي الذي استهدف مواقع حزب العمال شمال العراق. وقال في بيان “ان مثل هذه الاحداث تخلق نوعاً من الاستياء لدى أهالي كردستان الذين كانوا ينتظرون ان لا تعود الحكومة التركية الى العمليات العسكرية كونها حاولت دائماً حل المشكلة الكردية بالطرق العسكرية ولكن هذا الاسلوب لن ينجم عنه سوى اراقة الدماء والتدمير والفقر”.
واضافت رئاسة البرلمان أن المنطقة تواجه قوى إرهابية وحشية، محذرة من أن أية محاولة لإندلاع الحرب في اقليم كردستان ستكون في صالح الإرهابيين، مطالبة في الوقت نفسه تركيا وحزب العمال الكردستاني بالالتزام بعملية السلام .
وطالب برلمان كردستان الحكومة التركية باتخاذ الخطوات اللازمة نحو عملية السلام وتسخير كل الجهود للاستمرار فيها وعدم العودة للوراء، كما دعا في الوقت ذاته حزب العمال الى مراجعة نفسه والتأكيد على الاستمرار في عملية السلام لأن السلام والتعايش من افضل الحلول للوصول الى مستقبل مزدهر.
وكانت المقاتلات التركية قصفت ليل الجمعة السبت سبعة اهداف لحزب العمال الكردستاني في قواعده الخلفية في شمال العراق . وقُتل احد مسلحي حزب العمال واصيب ثلاثة آخرون جراء القصف، بحسب المتحدث العسكري باسم الحزب بختيار دوغان.
وخلال الأيام الماضية قُتل عدد من أفراد الشرطة في تركيا، حيث أعلن حزب العمال مسؤوليته عن هذا الهجوم، ما زاد الوضع تعقيداً أكثر من ذي قبل.
وكانت حكومة اقليم كردستان العراق قد اعلنت الاربعاء انها ليست جزءاً من عملية انسحاب عناصر حزب العمال الكردستاني من تركيا الى شمال العراق، وفقا للاتفاق الاخير الذي حصل بين انقرة والمسلحين الأكراد.
ويأتي هذا الاعلان من حكومة كردستان على عدم التنسيق معها من قبل حزب العمال في أعقاب قرار العراق تقديم شكوى إلى مجلس الأمن الدولي بعد دخول مسلحين أكراد أراضيه دون الرجوع إليه، مؤكداً أن هذه المسألة تشكل انتهاكاً لسيادته ومن شأنها أن تلحق ضرراً بالغاً بالعلاقة مع تركيا.