الوقت- بعد أقل من 4 أشهر على إصدار حكم سابق بالبراءة، أصدرت محاكم النظام البحريني أمس الأحد حكماً بالسجن المؤبد على أمين عام جمعية الوفاق الشيخ علي سلمان الموقوف منذ أكثر من 4 أعوام.
وبحسب وكالة الأنباء البحرينية الرسمية، قال المحامي العام المستشار أسامة العوفي: إن "محكمة الاستئناف العليا قد أصدرت اليوم حكمها في قضية "تخابر قطر" بغرض ارتكاب أعمال عدائية ضد مملكة البحرين والإضرار بمصالحها القومية، والتوصل إلى معلومات حساسة تمس أمن وسلامة البلاد، حيث قضت المحكمة بقبول طعن النيابة العامة باستئناف حكم محكمة أول درجة، وبإجماع الآراء بإلغاء ذلك الحكم والقضاء مجدداً بإدانة المتهمين الثلاثة في تلك القضية وبمعاقبة كل منهم بالسجن المؤبد عما أسند إليه".
وكانت المحاكم البحرينيّة قد أصدرت حكماً بتاريخ 21 حزيران/يونيو 2018 يقضي ببراءة الشيخ علي سلمان ومعه القياديّان الشيخ حسن سلطان والنائب السابق علي الأسود من تهمة القيام بأعمال عدائيّة داخل البحرين، وقبول مبالغ ماليّة من دولة أجنبيّة - في إشارة إلى قطر - مقابل إمدادها بأسرار عسكريّة ومعلومات تتعلّق بالأوضاع الداخليّة في البلاد، لكن النيابة العامة طعنت في حكم البراءة، وكان من المقرر أن تصدر محاكم الاستئناف اليوم الأحد بتاريخ 4 تشرين الثاني/نوفمبر الحكم في الطعن.
واليوم ألغت محاكم آل خليفة حكم البراءة وأصدرت حكماً بالسجن المؤبد ضد أمين عام جمعية الوفاق الشيخ علي سلمان على خلفية الوساطة الأمريكية الخليجية، والنائبين البرلمانيين السابقين الشيخ حسن سلطان وعلي الأسود.
وعلى إثر ذلك شهدت البحرين تظاهرات واحتجاجات غاضبة تنديداً بالحكم، كما ندد علماء البحرين بحكم السجن المؤبد الذي أصدرته محكمة آل خليفة بحق الشيخ علي سلمان، وقالوا في بيان بأن النظام الخليفي "فقد الشرعية وباء بالفشل في جميع مساعيه لتركيع الشعب والضغط على قياداته للاستسلام"، مضيفاً: إن النظام في البحرين قد حكم على نفسه بالفراق المؤبد عن الشعب بعد صدور حكم السجن المؤبد.
وشدد بيان العلماء بأن أحكام القضاء الخليفي "زائفة"، وأنها لن تؤثر "ولا ذرة في إرادة الشعب وثباته على مطالبه المشروعة"، مؤكداً بأن "الأمريكيين والبريطانيين والصهاينة" لن ينفعوا النظام في البحرين.
ووصفت منظمة العفو الدولية قرار محكمة الاستئناف البحرينية بحق زعيم المعارضة الشيخ علي سلمان "بأنه يعدّ مؤشراً خطيراً على أن السلطات في البحرين مستمرة بسياساتها التعسفية وغير القانونية ضد المعارضين والناشطين السلميين"، وانتقدت منظمة العفو الدولية عبر حسابها على منصة تويتر، قرار محكمة الاستئناف التي قضت اليوم باستبدال حكم البراءة بالحكم المؤبد على الشيخ علي سلمان، وأصدرت المنظمة بياناً حول الحكم ضد الشيخ علي سلمان.
واستنكر حزب الله في بيان الحكم ضد الشيخ سلمان وقال: إنه "يرى في الحكم تعبيراً جلياً عن الهوية القمعية والديكتاتورية لحكام البحرين الذين يهدفون من خلال هذه الأحكام الجائرة إلى إرهاب الشعب البحريني"، واعتبر حزب الله أن توقيت صدور هذا الحكم في هذه الأيام "يهدف إلى المزيد من تهيئة الأجواء لزيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى المنامة ولتوجيه رسالة قمعية لإرهاب المواطنين ومنعهم من التعبير عن موقفهم الرافض للتطبيع معه والمؤيد لكل حركات المقاومة".
وفي سياق متصل نفت قطر تورطها فيما عرف بقضية "التخابر مع قطر" وذلك في تعليقها على محاكمة زعيم المعارضة الشيخ علي سلمان، ودعت البحرين للتعامل مع المجتمع الدولي بقدر أكبر من الجدية.
واستنكرت قطر في بيان ما وصفته "الاستمرار في الزجّ باسمها في خلافات البحرين السياسية وصراعاتها الداخلية وذلك على إثر الحكم الأخير على المواطن البحريني علي سلمان فيما عرف إعلامياً بقضية "التخابر مع قطر" وهي التهمة التي نفتها دولة قطر".
كما أصدرت الأمانة العامة للمؤتمر العام للأحزاب العربية، بيان إدانة للحكم الصادر عن محكمة الاستئناف بحق الشيخ علي سلمان أحد أبرز قادة المعارضة.
كذلك أدانت الخارجية الإيرانية الحكم بالسجن المؤبد ضد الشيخ سلمان وقالت: إن على الحكومة البحرينية أن تنهي تصرفاتها اللا إنسانية تجاه الشعب البحريني.
كما أدانت منظمة أمريكيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين الحكم بحق الشيخ علي سلمان، والنائبين السابقين في البرلمان البحريني عن كتلة الوفاق الشيخ حسن سلطان وعلي الأسود.
وكان زعيم المعارضة البحرینیة قد أوقف في 2014، وحكم عليه في تموز/يوليو 2015 بالسجن لأربعة أعوام لإدانته بتهمة "التحريض" على "بعض طائفة من الناس" و"إهانة" وزارة الداخلية.
وصعّد النظام البحريني من وتيرة الاعتقالات مع الاقتراب من موعد الانتخابات التشريعية المقررة 24 تشرين الثاني/نوفمبر، في الوقت الذي أعلنت فيه القوى الثورية والسياسية المعارضة من بينها جمعية الوفاق.