الوقت- بات اليوم الوزراء البريطانيون محرجون من تصرفات السعودية، وفشلهم في عمل أي شيء لكبح جماح حكامها عن قصف اليمن الذي أمسى اليوم مأساة العصر الحديث.
وفي هذا الصدد قالت صحيفة الاندبندنت البريطانية على لسان الكاتبة "غيتي إيماجز": لماذا لا تزال بريطانيا تبيع أسلحة للسعودية؟، إن الأسلحة التي تم تزويد السعودية بها من قبل أحد حلفائها الغربيين، تستخدمها الآن لتدمير مشاريع المساعدات التي تموّلها بريطانيا، وأفادت منظمة أوكسفام أن مركز علاج الكوليرا ومحطة المياه تعرضتا لضربات جوية من التحالف الذي تقوده السعودية.
وتابعت الصحيفة البريطانية: إلى جانب الحرب التي بلا رحمة وتسببها في خسائر فادحة في الأرواح تحذر الوكالات الدولية من أن أسوأ مجاعة في القرن سوف تطغى على البلاد التي كانت مزدهرة للغاية قبل أن تبدأ القنابل في السقوط، تقول الأمم المتحدة إن سبعة ملايين طفل يمني معرضون لخطر المجاعة، أي أكثر من مجموع سكان اسكتلندا، من الصعب فهم حجم الكارثة الإنسانية التي تتكشف في شبه الجزيرة العربية، وبالتحديد إلى الجنوب بالقرب من إحدى أغنى الدول على وجه الأرض التي تمتلك احتياطيات نفطية ضخمة وصندوق ثروة سيادي تبلغ قيمته نحو 700 مليار دولار.
وهنا تابعت الكاتبة مقالها: إن الوزراء البريطانيين يخبرون جمهوراً مهتماً بأن الأسلحة التي قد زودت بها السعودية بموجب المبادئ التوجيهية الموضوعة تحت حكومة حزب العمال الأخيرة، مصممة لمنع استخدامها لأغراض القمع الداخلي أو العدوان الدولي، وقد قالت تيريزا ماي التي ضغط عليها زعيم حزب ويستمنستر إيان بلاكفورد ردّاً على أسئلة رئيس الوزراء الأسبوع الماضي: إن قواعد بريطانيا بشأن مبيعات الأسلحة "هي الأكثر صرامة في العالم"، لكنه من الواضح أنها غير صارمة بما فيه الكفاية.
يجب أن يكون الرد على هذا الوضع هو إنهاء دعم الدفاع البريطاني للنظام السعودي على الأقل حتى يتم تحقيق السلام، فالوزراء البريطانيون محرجون بشكل واضح من تصرفات السعودية وفشلهم في عمل أي شيء لكبح جماح حكام البلاد من محاولة إجبار اليمن على الخضوع، والعودة إلى العصر الحجري.
وحتى لو كانت الحكومة غير راغبة في وقف مبيعات الأسلحة أو توريد قطع الغيار، فقد تطبق على الأقل ضغوطاً دبلوماسية أكثر حدة من حجب التأشيرات عن المواطنين السعوديين المشتبه في تورطهم في وفاة جمال خاشقجي، يقال أحياناً إن العلاقات التاريخية بين بريطانيا والمنطقة قد خلقت علاقة خاصة، ما أعطى بريطانيا نفوذاً إضافياً للتأثير على ولي العهد محمد بن سلمان، وإذا كان الأمر كذلك، يبدو أن هناك دليلاً ضئيلاً على هذا التأثير الذي ينبغي ممارسته لإغاثة شعب اليمن - أو لتقديم مشاريع المساعدات الخاصة ببريطانيا على تلك الأرض.
وأضافت الصحيفة: مهما كانت نواياهم فإن لدى السعوديين سجل مروّع في هذه الحرب الشاقة، لقد قتلوا المدنيين بما في ذلك الأطفال، وحاصروا الموانئ، وبالتالي قيدوا الوصول إلى الغذاء والدواء، ودمروا الكثير من البنى التحتية الوطنية القليلة التي يمتلكها اليمن، كما لو أن ذلك لم يكن كافياً، وإن فشل السياسة السعودية أصبح مطلقاً بسبب حقيقة أن الحوثيين لم يتم التمكن من القضاء عليهم، وأن أمن السعودية ربما كان أقل خطورة مما كان عليه قبل بدء هذا الصراع غير المميز في 2015، ويضاف إلى هذا الآن قتل خاشقجي.
لقد كانت الصحافة العالمية تسعى بحق بلا هوادة إلى قتل الصحافي بطريقة مروعة، وهي جريمة جلبت بحق وصمة عار لسمعة السعودية.
بعض القصص التي تدور حول هذه القضية - مثل ادعاءات السلطات التركية اليوم بأن جسمه تم التخلص منه في حمام حمضي - لم تشهد أي رد فعل فعّال، القصة لن تختفي إلى أن تنتهي الحقيقة، وسيتعيّن على حكام السعودية حينئذ مواجهة العواقب.