الوقت- منظمة التجارة العالميةWTO) ) هي واحدة من المنظمات العالمية التي أفادت وسائل الإعلام ان امريكا ستتنسحب منها وذلك بعد انسحاب ترامب من عدة معاهدات دولية، مثل اتفاق باريس للمناخ، نافتا، والاتفاق النووي. ونتيجة لذلك، اصبح عمل منظمة التجارة العالمية يعتريه الكثير من الشكوك، بأنه هل هي منظمة رأسمالية غربية بدأت تأخذ مَنحى متدني وتعتزم الولايات المتحدة الانسحاب منها، او انه لا يوجد للولايات المتحد مصلحة فيها. هل حققت منظمة التجارة العالمية أهدافها، ما نقاط ضعفها التي لا يمكن أن تخدم مصالح دولة ما، وغيرها من الأسئلة التي اجاب عنها الدكتور "شاه ويسي" الخبير الاقتصادي الايراني، ومن أهم محاور كلام السيد شاه ويسي هي كالتالي:
• قبل أن تبدأ أهداف منظمة التجارة العالمية بالتأسيس، عانت من خلل منتظم. كان يجب أن يكون هناك وظائف أخرى في النظام الفرعي. بمعنى أنه إذا حددنا صمام أمان كقدرة، فيجب أيضًا أن نكون قادرين على تحديد وظائف النظام وكفاءته.
• كذلك استنتجت حكومة الولايات المتحدة أن فشل أسواقها المحلية لها اسباب، بما في ذلك مشاركة وتقاسم الإبداعات والقدرات في الأسواق الجديدة لها مع الآخرين.
منظمة التجارة العالمية
بالنظر إلى التغيرات التي حدثت في العلاقات الدولية، المؤسسات الدولية والقانون الدولي، فإن هذه الركائز الثلاث مجتمعة قد وفرت إطارًا جديدًا للبشر لتشكيل علاقات خاصة بهم من خارج حدود الدولة بأداء مؤثر ومتجاوب. وبعبارة أخرى، عندما تنشأ المشاكل أو التجاذبات في العلاقات الدولية القائمة على الحروب أو الاتفايات أو التآزرات، يتم إدخال نماذج جديدة في شكل منظمات تم تشكيلها ضمن هذه الركائز الثلاثة. وكان من المفترض أن تعمل هذه الظاهرة على تعزيز القدرات والاستفادة منها والسعي لتحقيق أهداف طويلة المدى. لذلك وبشكل عام، تعتبر المنظمات الدولية هي مجموعات تشكلت لتلبية الاحتياجات المختلفة لمختلف المجتمعات البشرية في إطار الأنشطة الحكومية الدولية. وأحد الأنشطة الدولية للحكومات هو في مجال التجارة. إذا كان لنا أن ندرس الأحداث الاقتصادية العظيمة في التاريخ، يجب علينا أن ننظر في الأزمة الاقتصادية عام 1930. لذلك من أجل دراسة مجال التجارة الدولية، ينبغي دراسة مجريات عام 1930 فصاعدا، اي دراسة "الجات GATT".
من اسباب ظهورGATT" " وأسباب تأسيسه، أزمة عام 1929 ، والكساد العظيم والطفرة العظمى للأميركيين، وتأثُر السوق الدولية الكبرى، وغياب بلد مثل الولايات المتحدة في نظام التجارة العالمي و ... وفي نهاية المطاف تشكيل الـGATT" " وبعد ذلك تأسيس منظمة التجارة العالمية. ان منظمة التجارة العالمية هي واحدة من المنظمات الدولية، والتي تقوم على الاتفاقيات المتعددة الأطراف وتعتبر مؤسسة عالمية تعمل على التقارب في العلاقات والعالم الحديث للغرب (بعد الحرب العالمية الثانية). تأسست المنظمة رسميا في عام 1995. تتمثل أحد أهداف هذه المنظمة في لعب دور حارس سلام فعال وتوفير ضمانات للاتفاقات المحتملة بين الحكومات وبذل الجهود لتحسين الشؤون التجارية الدولية وحل النزاعات بين أعضاء المنظمة.
يبدو ان عملية اهداف منظمة التجارة العالمية تعرضت لخلل منتظم قبل تأسيسها. فقد كان يجب أن يكون هناك أيضا وظائف أخرى في النظام الفرعي. بمعنى أنه إذا حددنا صمام أمان كقدرة، فيجب أيضًا أن نكون قادرين على تحديد وظائف النظام وكفاءته، ومنظمة التجارة العالمية ليس لديها مثل هذا الأداء. لقد تبين قبل عشر سنوات أن الاقتصاد الأمريكي ضعيف. والاقتصاد يكون ضعيفا عندما يتعرض للفشل في السوق. ويبدو أن الحكومة الأمريكية قد توصلت إلى أن فشل أسواقها المحلية له اسباب، بما في ذلك:
مشاركة ابداعاتها وقدراتها في الاسواق الجديدة لها مع الاخرين. على سبيل المثال، لم يكن من الممكن لها إلزام الصين بعدم رفع التبادل التجاري الى اكثر من 10 مليار دولار. أو ان تطلب من أوروبا ألّا ترفع تبادلها التجاري بأكثر من 24٪ من قيمتها الإجمالية.
أهداف الدول النامية من العضوية في المنظمات العالمية
1-تعزيز أسسها القانونية
2-تعزيز مؤسساتها الدولية
3-مشاركة علاقاتها الدولية
لكن حكومة الولايات المتحدة لا تعتقد بذلك وفقا لدستورها والمنطق السائد في البيئة السياسية لمجتمعها. ان اهتمام حكومة الولايات المتحدة يصب في ما إذا كانت ستنتفع من استمرار هذا الوضع ام لا. على سبيل المثال، هل يمثل وجود 50 ولاية في الولايات المتحدة نفعا اقتصاديا لها أم لا. إذا لم يكن هنالك فائدة، فستغير بالتأكيد هذا الوضع. بعبارة أخرى، سيكون الوجود الأمريكي في منظمة التجارة العالمية مرهونا بعودة الفائدة على واشنطن، وإذا لم يعد مربحا فلن يكون من الضروري البقاء فيها. وفي الوقت نفسه، فإن ما تفعله الولايات المتحدة هو محاولة مشاركة تكلفتها مع الآخرين، بهدف الحد منها، وفي الوقت نفسه تضمن مصالحها في أعلى المستويات.
اليوم، يتطلب النظم الشبكي للولايات المتحدة منظمة مثل منظمة التجارة العالمية، التي تهدف لعدم تحقيق الربح لها بل لإضعافها وحتى لتدميرها، لذا يجب إيقافها في أقرب وقت ممكن، ولذلك في هذا الصدد فإنها تسعى أولاً إلى تغيير قواعد اللعبة. لذلك فهي تصر على الحوار والتفاعل الثنائي الجانب، وليس متعدد الجوانب. ولأن الولايات المتحدة قررت ان تبقى قوة مهيمنة، فانها سترفض مشاركة قوتها مع الآخرين، لذلك يجب أن تنتقل من النهج الجماعي الى الفردي. كما ان قرار ترامب باالانسحاب من المنظمة العالمية للتجارة يأتي انسجاما مع هذا الهدف. كذلك الفلسفة الرئيسية لـ" برغزیت" لبريطانيا هي الفكرة نفسها. وعلى هذا الأساس، فرضوا النظام الليبرالي على بقية العالم. والحقيقة هي أن أميركا لا تزال تحتل موقعًا مهمًا للغاية في الساحة الدولية. وإذا خرجت من المنظمات العالمية، فهذا لا يعني تغييرا في النظام الدولي، بل انها ستنسحب منعا لمشاركة وتقسيم قدرتها مع الاخرين اضافة الى بقائها كقوة مهيمنة.