الوقت- أكد معهد بروكينغز الأمريكي للدراسات الاستراتيجية، أن النظامين السعودي والإماراتي عاجزان عن إنقاذ بلديهما من المستنقع اليمني حيث استنزفت حرب اليمن ثروات هاتين الدولتين النفطيتين.
وأضاف المعهد الأمريكي في تقرير للباحث، دانيال بايمان، إن السعودية بدأت حملتها الأخيرة في اليمن عام 2015 بهدف الإطاحة بالمتمردين الحوثيين الذين تعدهم القيادة السعودية قريبين من إيران، وبدلاً من محاولة الإمارات إقناع أصدقائها في الرياض، فإنها دخلت معهم في مستنقع اليمن أملاً بأن تهزم إيران.
يشير الكاتب إلى أنه بعيداً عن الخلافات الحدودية، فإن السعودية خشيت من وصول الفصيل الخطأ إلى صنعاء، ففي عام 1962، وعندما انزلق اليمن في الحرب الأهلية بين الإمامة والقوميين العرب من داخل الجيش اليمني، تدخلت السعودية إلى جانب الأردن وإيران نيابة عن الإمامة فيما تدخلت مصر نيابة عن القوميين العرب معتمدين على الدعم السوفييتي، والدرس الذي لم يتعلمه الأجانب في المستقبل أن التدخل غذى الحرب لكنه ترك القوى الخارجية متعبة، وفي عام 1970 وضع اتفاق القوميين العرب في قيادة البلد، فيما حصلت الإمامة على عدد من المواقع البارزة وحصة من الرعاية.
ويلفت الكاتب إلى أنه بالإضافة إلى الجنود السعوديين والإماراتيين، فإن أبو ظبي دفعت رواتب للمرتزقة من كولومبيا، وجندت السعودية الآلاف من السودانيين، فيما زعمت الأمم المتحدة أن إريتريا نشرت قواتها في الحرب، وتستخدم الطائرات الإماراتية مطار مصوع للقيام ببعض العمليات، ودعمت واشنطن، وبشكل هادئ، هذا التدخل من خلال إعادة تزويد الطائرات بالوقود، وتوفير الذخيرة.
ويقول الباحث إن الإمارات والسعودية اعتقدتا أن هذه العملية لن تحتاج إلا لعدة أسابيع، وبعد أكثر من 3 أعوام شنت السعودية أكثر من 100 ألف طلعة، وأنفقت المليارات على الجهود الحربية في الشهر، وأدت الغارات الجوية إلى تدمير معظم اليمن، وقتل آلاف المدنيين، ورغم هذا كله صمد اليمنيون.
ويؤكد الكاتب أن التحالف السعودي لن يستطيع تحقيق نصر واضح فرغم تفوق القوات التي تدعمها الإمارات عدداً وعتاداً ومالاً بشكل يجعل من السيطرة على الحديدة أمراً محتوماً، إلا أن الحوثيين يسيطرون على مناطق واسعة في شمال اليمن، حيث تعيش أغلبية اليمنيين، وحتى لو خسروا صنعاء وبقية المدن الكبرى فستكون لديهم القدرة على شن حروب عصابات، وسيحتفظون بعشرات الآلاف من المقاتلين تحت إمرتهم لدعم مطالبهم.
وختم الباحث مقاله بالتأكيد أن الحرب التي يشنها النظام السعودي على اليمن قد فاقمت الفقر والجوع، ودفعت البلد إلى حافة الانهيار، وقتل فيها 10 آلاف شخص نصفهم من المدنيين لكن هذا يبدو ضئيلاً مقارنة مع العدد الأكبر من المصائب الأخرى التي أنتجتها الحرب: المجاعات والأمراض، فقد مات أكثر من 50 ألف طفل يمني عام 2017 ومئات الآلاف من الأطفال يعانون من سوء التغذية الحاد، ونزح حوالي 3 ملايين يمني، وبحسب الأمم المتحدة، فإن نسبة 75% من سكان اليمن البالغ عددهم 22 مليون نسمة بحاجة لمساعدة من نوع ما، وهناك 11 مليوناً مصنفون على أنهم بحاجة لمساعدة عاجلة، وعانت البلاد من أسوأ كارثة كوليرا يشهدها العالم منذ الحرب العالمية الثانية، وعاد تنظيم القاعدة وأصبح أكثر قوة.