الوقت- اعتبرت مؤسسة “بروكينغز” الأمريكية أن استراتيجية التحالف السعودي في اليمن يائسة، مشيرة إلى فشل النظام السعودي في تغيير المعادلة وقلب الموازين في معركة الحديدة باليمن رغم الإمكانيات الضخمة التي يمتلكها مقارنة بإمكانيات الشعب اليمني.
وأضافت المؤسسة الأمريكية في تقريرها إن التحالف السعودي يتفوّق بالتجهيزات والمعدّات العسكرية على نظيره اليمني أنصار الله وبالرغم من هذه الميزة لم يتمكن التحالف من إجبار أنصار الله على الجلوس إلى طاولة المفاوضات.
التقرير لفت إلى التفاوت في حجم الإمكانيات العسكرية بين الطرفين قائلاً، إن أنصار الله لا يملكون سلاحاً جوياً أو سلاحاً بحرياً، كما أن قواتهم البرية مجهزة بأسلحة صغيرة، وقد حصلوا على دبابات وأسلحة ثقيلة أخرى من مستودعات الجيش اليمني السابق، مشيراً إلى أن “قدراتها الصاروخية البالستية هي جزئياً أصلية مع مساعدة جزئية من قبل إيران”، في حين يشير التقرير إلى أن “السعودية” تمتلك سلاحاً جوياً مكّنها من شنّ 100 ألف عملية عسكرية حتى الآن في اليمن، فضلاً عن امتلاك حلفائها مئات الطائرات النفاثة عالية الأداء وطائرات الهليكوبتر، التي يتم الحصول عليها من قبل أمريكا وبريطانيا بشكل أساسي.
أما عن إمكانيات القوات البرية بيّنت المؤسسة أن القوات البرية السعودية والجيش النظامي والحرس الوطني مجهزون بشكل جيد للغاية، إذ يمتلكون دبابات حديثة وأسلحة قتال للمشاة ومروحيات هجومية ومع ذلك تجنبت القتال إلى حد كبير في اليمن، “لقد تصرفوا بشكل سيئ في أكثر من عقد من الصراع مع الحوثيين، وبدلاً من ذلك، يعتمد التحالف على الميليشيات اليمنية المختلفة المدعومة من الإماراتيين والسودانيين” حسب التقرير.
وكانت “السعودية” ثالث أكبر دولة بالإنفاق العسكري في العالم عام 2017، حيث بلغ إنفاقها على الحروب حوالي 70 مليار دولار وفقاً لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، ولا تزال الميزانية العسكرية لدولة الإمارات مبهمة للغاية بحيث لا يمكن لـ SIPRI تقديم تقدير، ولكنها بالتأكيد كبيرة، في حين بلغ إنفاق إيران العسكري أقل من 15 مليار دولار بحسب المؤسسة الأمريكية.
وذكرت المؤسسة أنه بعد مرور ما يقارب ثلاث سنوات ونصف على العدوان السعودي في اليمن، لا يزال أنصار الله يسيطرون على العاصمة اليمنية صنعاء، اذ يعيش أغلبية اليمنيين في المنطقة الخاضعة لسيطرتهم، وأضافت “بالكاد تطرقت قوات التحالف إلى المناطق المرتفعة شمال اليمن".
ومضت مؤسسة “بروكينغز” الأمريكية بالقول إن الحرب عبء باهظ جداً على "السعودية"، كارثة إنسانية لليمن مشيرةً إلى أن محاولة التحالف الاستيلاء على ميناء الحديدة، الذي يسمى (النصر الذهبي)، تهدف إلى "كسر الجمود” حيث يأمل التحالف في أنه إذا أخرج الميناء من يد الحوثي، إما إلى سيطرته الخاصة أو إلى سلطة محايدة للأمم المتحدة، ويتعيّن على الأمم المتحدة استبدال قرار مجلس الأمن 2216 بقرار أكثر توازناً بغية تمهيد الطريق للمصالحة السياسية.
وأضافت المؤسسة الامريكية "يجب أن تتحمل جميع الأطراف المسؤولية عن أفعالها، وليس فقط الحوثيين، لأنهم ليسوا الطرف الوحيد ولا الطرف الأول المتهم بارتكاب جرائم حرب”، وخلصت “بروكينغز” في تقريرها إلى أن حصار مدينة الحديدة سيكون كارثة علاقات عامة للسعوديين والإماراتيين، بعد أن لطّخ ولي العهد السعودي محمد بن سلمان نفسه في القرار المتهور بالتدخل في اليمن والكارثة الإنسانية التي خلقها، وأضافت “يجب مقارنة إصلاحاته الاجتماعية التي لا تزال متواضعة في الداخل بالتكلفة الهائلة للكارثة اليمنية”.