الوقت- أكدت شبكة بلومبيرغ الأمريكية أن هناك فرقاً شاسعاً بين أهداف رؤية ولي العهد محمد بن سلمان 2030وبين الواقع، مشيرة إلى أن إصلاحات ابن سلمان كلها دعائية ومزيّفة وغير موجودة على الأرض خاصة مع استمرار حملة القمع التي يشنّها ضد النشطاء الحقوقيين.
ولفتت الشبكة الأمريكية إلى أن فرحة المرأة السعودية بالسماح لها بقيادة السيارة تبقى ناقصة، وذلك في ظلّ حملة القمع التي تمارسها السلطات مع الناشطات السعوديات، ومن بينهن النساء اللواتي كان لهن فضل في المطالبة بتحرير المرأة من تلك القيود والسماح لها بقيادة السيارة.
وأوضحت الشبكة في تقرير لها، أن عزيزة اليوسف، البالغة من العمر 60 عاماً، والتي تعدّ واحدة من أوائل السعوديات اللواتي طالبن بالسماح للمرأة بقيادة السيارة، تقبع الآن خلف القضبان، بعد أن اعتقلتها السلطات خلال حملة شملت العديد من النشطاء والناشطات الشهر الماضي.
وتابعت بالقول: إن "السلطات السعودية لم تكتف بذلك، بل عنونت صحفها الرئيسية بعناوين تتهم النشطاء بالتعاون والتخابر مع جهات أجنبية وسفارات دولية، واتهمت بعضهم بأنهم عملاء لقطر، التي تفرض عليها السعودية، وثلاث دول أخرى، حصاراً برياً وجوياً منذ يونيو من العام الماضي، بعد قطع جميع العلاقات الدبلوماسية والتجارية والاجتماعية".
وترى الشبكة الأمريكية أنه في الوقت الذي تسعى السعودية لتطبيق رؤية ولي العهد محمد بن سلمان 2030، فإن الواقع يؤكد أن هناك مجالاً شاسعاً بين أهداف تلك الرؤية وبين الواقع؛ فقد وعد بن سلمان بتنويع الاقتصاد وتخفيف القيود الاجتماعية، ولكن في الوقت نفسه يشدد الخناق على المجتمع المدني المحدود أصلاً.
ونقلت بلومبيرغ عن الناشطة السعودية هالة الدوسري، المقيمة في واشنطن، قولها إن "رسالة بن سلمان من وراء حملة القمع التي طالت سعوديين وسعوديات مفادها إما أن تكون معنا أو أنك ضدنا"، وأضافت الدوسري: "إنّ أي نوع من المساحة المخصصة للناس من أجل التعبير عن آرائهم باتت مهددة ومقرونة بالخوف، السلطات تريد للناس أن يكونوا جزءاً من طابورها وليس الضغط من أجل المزيد من التغيير".
ومضت الشبكة الأمريكية تنقل آراء متخصصين، متطرقة إلى ذكر رأي الباحث البارز في معهد الخليج بواشنطن، كريستين ديوان، الذي قال: إن "توقيت الاعتقالات وحملة التشهير التي أطلقتها السلطات السعودية عبر إعلامها، تشيران إلى أن محاولة رسم الواقع الجديد يجري بألوان محمد بن سلمان".