الوقت- خرج يوم أمس الجمعة الآلاف من الفلسطينيين في مظاهرات احتجاجية عارمة جاءت تحت عنوان "من غزة إلى حيفا وحدة دم ومصير مشترك" وذلك تلبية لدعوة الهيئة الوطنية العليا للمسيرة الكبرى وكسر الحصار، التي دعت في بيان لها كل المواطنين الفلسطينيين إلى الخروج والتظاهر عند السياج الحدودي الفاصل بين قطاع غزة و"إسرائيل" ولقد أقلّت العديد من الحافلات الآلاف من المتظاهرين إلى مخيمات العودة الخمسة المتمركزة بالقرب من الحدود وذلك للمشاركة في فعاليات الجمعة العاشرة لمسيرات العودة، وعلى الجانب الآخر قامت قوات الاحتلال الإسرائيلية بنشر العديد من دباباتها العسكرية والعديد من القناصة الذين تمركزوا على سواتر ترابية وفور وصول المتظاهرين إلى المناطق الحدودية، قام عدد منهم بإشعال إطارات السيارات مقابل مواقع الاحتلال الإسرائيلي ورداً على قيام بعض الشبان الفلسطينيين بإطلاق طائرات ورقية نحو مواقع قوات الاحتلال الإسرائيلية، قامت هذه القوات بإطلاق النيران بشكل كثيف على ثلاثة مواقع في منطقة شرق البريج وبيت حانون واستخدم الجنود أيضاً الغاز المسيل للدموع باتجاه الشبان الذين اقتربوا من السياج.
وعلى إثر هذه الاشتباكات أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، استشهاد "رازان النجار" البالغة من العمر 21 عاماً والتي تعمل كممرضة مسعفة في إحدى تلك المخيمات متأثرة بجراحها وأكدت الوزارة أيضاً إصابة نحو 130 شخصاً جراء تلك الاعتداءات التي قامت بها قوات الاحتلال ضد المتظاهرين الذين خرجوا للمشاركة في مسيرة العودة عند السياج الحدودي شرقي قطاع غزة ولفتت وزارة الصحة بأن القوات الإسرائيلية استهدفت بشكل مباشر سيارة إسعاف تابعة لوزارة الصحة الفلسطينية كانت تحمل عدداً من الجرحى وبمقتل تلك الممرضة تكون حصيلة القتلى الفلسطينيين قد ارتفعت إلى 119 شخصاً منذ بدء هذه المسيرات الفلسطينية في الـ 30 من شهر مارس الماضي شرق قطاع غزة.
ونظراً لكل تلك الانتهاكات التي قامت بها قوات الاحتلال الإسرائيلية ضد المواطنين الفلسطينيين العزّل، دعت دولة الكويت مجلس الأمن الدولي للموافقة على قرار يهدف إلى تأمين حماية دولية للشعب الفلسطيني ولكن للأسف الشديد استخدمت أمريكا حق النقض "الفيتو" ضد هذا القرار الذي حاز على تأييد 10 أعضاء في مجلس الأمن الدولي وحول هذا السياق عبّر "رياض منصور" المندوب الفلسطيني في مجلس الأمن الدولي بأن قتل المدنيين الفلسطينيين على يد قوات الاحتلال "أمر غير مقبول وغير مبرر" وطالب مجلس الأمن الدولي بتحديد آلية دولية لحماية الشعب الفلسطيني من آلة البطش الإسرائيلية.
يذكر أن مجلس الأمن الدولي رفض التصويت على قرار أمريكي دعا إلى إدانة حركة "حماس" التي دعت إلى الخروج والمشاركة في تلك المظاهرات ضد "إسرائيل" وتأتي كل هذه المستجدات، بالتزامن مع رفض كلٍّ من مصر والأردن وفلسطين كل الممارسات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني الأعزل وذلك لأن تلك الدول ترى بأن الشعب الفلسطيني يمارس حقه الشرعي والأخلاقي والقانوني في الدفاع عن أرضه وعرضه مقابل الكيان الغاصب الإسرائيلي.
وفي سياق متصل أكد وزراء خارجية الدول الثلاث ومديرو أجهزة الاستخبارات في بيان مشترك حق الشعب الفلسطيني في العيش بأمان وحرية وإقامة دولته المستقلّة وعاصمتها القدس الشرقية وحثّ وزراء خارجية الدول الثلاث، المجتمع الدولي على بذل جهد فاعل لحلّ الصراع بين الفلسطينيين والكيان الإسرائيلي على أساس حل الدولتين وفق مقررات الشرعية الدولية ومبادرات السلام العربية.
وفي ختام هذه المظاهرة الشعبية العارمة، أصدرت الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار، بياناً قالت فيه: "إن استمرار المسيرات في غزة بمشاركة القوى والقطاعات الشعبية كافة، كمسيرات جماهيرية شعبية بطابعها وأدواتها السلمية، يأتي لحماية حقنا في العودة وكسر الحصار".
وأعربت هذه الهيئة بأن الشعب الفلسطيني، الذي نزف الكثير من دمائه دفاعاً عن الأرض في العام 1967 وقدّم الكثير من الشهداء والجرحى، سيبقى أميناً وفياً لكل قطرة دم نزفت فوق هذه الأرض العزيزة وأعلنت أن الجمعة القادمة هي جمعة "مليونية القدس" وطالبت المجتمع الدولي باتخاذ العديد من القرارات الدولية لكبح جماح الاحتلال الإسرائيلي ووضع حد لغطرسته وعدوانه على الشعب الفلسطيني ومحاسبته على كل الجرائم التي ارتكبها بحق هذا الشعب المظلوم ولفتت إلى أنه يجب إنهاء الاحتلال ورفع الحصار فوراً على الشعب الفلسطيني.