الوقت- منذ وصول "ابن سلمان" إلى سدّة الحكم حاول الأخير تجسيد نفسه على أنه رجل الإصلاحات الفذّ الذي يتغنّى بحقوق المرأة في السعودية، لكن وإن حاولنا أن نقنع أنفسنا بتصديق أن المدعوّ "ابن سلمان" يمتلك مشروعاً إصلاحيّاً للرياض، فهل نستطيع أن نرى بأنّ ما يتم نشره، وبثّه في وسائل الإعلام عن حقوق المرأة في السعودية أمر صحيح؟.
ففي هذا الصدد قالت منظمات حقوقية دولية، إن السعودية اعتقلت ما لا يقل عن ثلاثة نشطاء حقوقيين مناصرين لحقوق المرأة.
وأفادت وكالة رويترز، بأن جماعات حقوق الإنسان أعلنت الأسبوع الماضي اعتقال سبعة نشطاء، معظمهم من النساء اللواتي سبق لهن تنظيم حملات من أجل المطالبة بالحق في قيادة السيارات، وإنهاء نظام ولاية الذكور في السعودية، الأمر الذي يتطلّب من النساء الحصول على موافقة قريب ذكر من أجل اتخاذ القرارات الرئيسية.
وأعلنت الحكومة في وقت لاحق أن سبعة أشخاص اعتقلوا بسبب اتصالاتهم المشبوهة مع كيانات أجنبية، وتلقّيهم دعماً مالياً لـ "أعداء في الخارج"، وقالوا إن السلطات ستحدّد هوية المتورطين الباقين.
وادّعت وسائل الإعلام المدعومة من الدولة، أن هؤلاء المحتجزين هم خونة و "عملاء سفارات"، ما أثار قلق الدبلوماسيين في السعودية، وهي حليف رئيسي لأمريكا، وقالوا إن حكوماتهم ستناقش الأمر سرّاً مع السلطات السعودية.
وقال أحد الدبلوماسيين: "هذه الإجراءات لا تتماشى مع رسائل الإصلاح التي يستند إليها الدعم الغربي لرؤية 2030"، في إشارة إلى برنامج الإصلاح الاجتماعي والاقتصادي الطموح في السعودية، مبيناً أن هذه الإجراءات سيكون لها عواقب وخيمة".
وحسبما بيّن موقع ميدل ايست مينيتور، فقد توصّل ولي العهد محمد بن سلمان إلى حلفاء غربيين لدعم إصلاحاته، وتمّ إنفاق مئات المليارات من الدولارات على الاستثمارات خلال رحلاته الأخيرة إلى أمريكا وأوروبا.
وفي هذا الصدد صرّحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية هيذر نوايرت، إنها تدعم أجندة الإصلاح السعودية، لكنها قلقة بشأن الاعتقالات، حيث قالت إن بلادها تدعم وجود مساحة للمجتمع المدني، وكذلك حرية التعبير، لكن -وبحسب تعبيرها- بشكل عام، نحن قلقون بشأن ذلك، ونراقب الأمور عن كثب".
وقالت منظمة العفو الدولية، إن هناك سبع نساء، ورجلين محتجزين الآن، بالإضافة إلى "ناشط مجهول الهوية"، وذكرت هيومن رايتس ووتش نفس العدد، وقال أحد النشطاء إن سبع نساء وأربعة رجال محتجزين من قبل السلطات السعودية.
وقالت سماح حديد، مديرة حملات الشرق الأوسط في منظمة العفو الدولية: "تشعر منظمة العفو الدولية بالقلق من أنباء الاعتقالات الإضافية للأفراد... وندعو السلطات إلى الكشف عن أماكن وجود هؤلاء الأفراد وكشف التهم الموجّهة إليهم".
ومن بين المعتقلين العشرة، لم تحدد منظمة العفو علناً سوى أربع نساء - إيمان النفجان، جوجين الهذلول، عزيزة اليوسف، وعائشة المانع، ورجلين هما إبراهيم موديميغ، ومحمد الربيع.