الوقت- أكد "محمد جواد ظريف" وزير الخارجية الإيراني استعداد طهران للتعاون مع الدول الأخرى لإعادة إعمار سوريا، مشيراً إلى أن الأولوية الرئيسة هي وقف إطلاق النار في هذا البلد.
واعتبر ظريف في كلمة ألقاها في المؤتمر الثاني حول "دعم سوريا والمنطقة" في بروكسل أن البت بالوضع الإنساني في سوريا يمثل إحدى الأولويات، وأكد ضرورة إرسال المساعدات الإنسانية من دون أي شروط مسبقة أو دوافع سياسية لأن هذه المساعدات لن تحسّن الوضع المعيشي للنازحين فحسب وإنما ستسهل الجهود المبذولة للتوصل إلى حل سلمي لهذه الأزمة.
وفيما يتعلق بالهدنة في سوريا، بيّن وزير الخارجية الإيراني: أن وقف إطلاق النار في سوريا يجب أن يكون أولوية رئيسية لنا كما في السابق، وإن إيران بالتعاون مع روسيا وتركيا باعتبارها الدول الضامنة لعملية آستانا، تسعى لتوسيع المناطق الخالية من التوتر، وهذه العملية تقوم على مفهوم أن الأزمة السورية يمكن حلّها سياسياً فقط وفي إطار عملية سياسية حقيقية شاملة من قبل الشعب السوري مع احترام كامل السيادة الوطنية ووحدة أراضي واستقلال سوريا.
وأشار وزير الخارجية الإيراني إلى الادعاءات الأخيرة المطروحة ضد سوريا بخصوص استخدام الأسلحة الكيمياوية وتأثير إجراءات التدخل الأحادية الجانب من قبل بعض الدول في سوريا، وقال: إن إيران التي تضررت بشكل كبير في عقد الثمانينيات جراء الهجمات الكيمياوية، تدين شن هذه الهجمات من قبل أي جهة وتحت أي ظروف كانت، وأكدنا دوماً ضرورة إجراء التحقيقات المحايدة، كما ندين العمل العسكري الأحادي الجانب واللا قانوني.
واعتبر ظريف التدخلات الخارجية بأنها تعوق فقط التوصل إلى السلام وتجعل الأوضاع أكثر سوءاً من ذي قبل.
واختتم ظريف قائلا: إن إيران قدّمت طوال السنوات الماضية وبشكل فعال المساعدات الإنسانية للشعب السوري ومن بينهم النازحين في أراضي هذا البلد والسكان المحاصرين، كما بدأنا قبل ذلك بالتعاون مع سوريا من أجل إعادة إعمار المناطق المتضررة، وفي هذا المجال فإن إيران على استعداد للتعاون مع الآخرين أيضاً.
وانعقد المؤتمر تحت شعار "دعم سوريا والمنطقة" بحضور مسؤولين من 80 دولة برعاية الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة في العاصمة البلجيكية بروكسل، وكان من بين المشاركين مسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي فيدريكا موغريني والأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش ووزير الخارجية السعودي عادل الجبير وممثل الأمم المتحدة في سوريا استيفان ديمستورا ووزراء خارجية النرويج والسويد وهولندا ورئيس وزراء لبنان سعد الحريري.