الوقت- قبل أيام من الآن أثار ضامرو السوء ضجّة مفتعلة حول تصريحات نسبوها إلى الأستاذ الإيراني البارز رحيم بور، وبدأت الأبواق الإعلامية في العالم بنقل تصريحات تم تحريفها في محاولة للنيل من إيران عبر نشر الأكاذيب حول الغايات والنوايا السياسية والعسكرية الإيرانية في غرب آسيا.
وردّاً على هذه الضجّة أجرى مسؤولو مكتب الأستاذ رحيم بور مقابلة معه لشرح الموقف ودحض الادعاءات الكاذبة التي تناقلتها بعض وسائل الإعلام الإقليمية والعالمية، وفيما يلي نص هذه المقابلة:
سؤال: خلال الأسبوع المنصرم قامت وسائل إعلام في العراق وبعض البلدان العربية بنقل تصريحات نسبت إليكم ونحن الآن بصدد معرفة الحقيقة والوقوف على موقفكم الصريح.
الأستاذ رحيم بور: ماذا نسبوا لي هذه المرة؟ لقد رأينا في السابق أيضاً تلفيقاً للأخبار والأكاذيب الإعلامية دون أي ملاحقة قانونية أو مساءلة أخلاقية، للأسف لا وجود للأخلاق والصدق في بعض وسائل الإعلام، يبدو أن موعد الانتخابات العراقية بات قريباً، ولذلك بدؤوا ببث السموم عبر وسائل الإعلام.
سؤال: لقد نشروا 4 مواقف نقلاً عنكم، أولها أن الإيرانيين هم من أعدموا صدام حسين وليس العراقيين، وثانيها أن آية الله الخامنئي يسيطر على 6 بلدان عربية، وثالثها أننا (أي الايرانيون) نتدخل في شؤون الدول الحليفة لأمريكا في المنطقة ونسقط الأنظمة لكي يصبحوا تحت سيطرتنا، ورابعها أن الوقت قد حان لإعلان الامبراطورية الفارسية في المنطقة بشكل علني. للأسف تم تأجيج الأجواء بسبب هذ التحريف وتمّ كيل التهم لإيران فهل من توضيح؟
الأستاذ رحيم بور: يا للعجب! إنهم نسبوا لي مواقف وتصريحات أطلقها هنري كيسنجر وبرجينسكي والمسؤولون الصهاينة والسعوديون وأنا كنت قد نقلتها ودحضتها، حتى لو لم نكن في عصر الانترنت والاتصالات لم تكن هذه الأكاذيب ناجحة وكانت ستفتضح في النهاية.
إن حسني مبارك والملك الأردني والمسؤولين الصهاينة هم من روّجوا لتعابير مثل خطر الهلال الشيعي، وإن تعابير كخطر الامبراطورية الفارسية أو الشيعية قد اخترعتها أفواه المسؤولين الأمريكيين والبريطانيين وآل سعود في عهد الإمام الخميني(ره) وكان الهدف من خلق هذه المصطلحات، أولاً تحريض الأخوة من أهل السنة وإخواننا الثوريين المؤمنين في الدول العربية ضدّ إخوانهم الإيرانيين، وثانياً تحقير مجاهدي جبهة المقاومة في العالم العربي، وثالثاً تحريف نهضة الصحوة الإسلامية في غرب آسيا وشمال إفريقيا.
فیما یخصّ الاتهام الأول یجب القول؛ نعم إن إخواننا في العراق هم من عاقبوا صدام. الحكومة العراقية والمجاهدون العراقيون وتلاميذ الشهيد السيد محمد باقر الصدر أعدموا ذلك المجرم الذي سفك دماء ملايين المسلمين من السنة والشيعة والأكراد والعرب والفرس في العراق وإيران وغيرهم، بأمر من محكمة قانونية وشرعية وذلك رغم دعم أمريكا، وأزلام صدام، والسعوديين لصدام حسين. نعم هذا الفخر يعود لإخواننا. كما أن الجواب والرّد على باقي التهم هو واضح أيضاً.عندما انتصرت الثورة الإسلامية في إيران وتمّ طرد الأمريكيين والإسرائيليين والبريطانيين من البلاد، تشكّلت بداية حركة صحوة إسلامية في المنطقة والعالم.
إن هذه الحركة لم تكن إيرانية وشيعية فقط بل حركة إسلامية وإنسانية وعالمية، إن ما قلته هو العبارات التي استخدمها الإمام الخميني الراحل قبل 3 عقود والذي ردّ على تهم وسائل الإعلام المعادية للإسلام حينما طرحوا تهمة الامبراطورية الفارسية أو الشيعية، وقد أكد بأننا نناهض الامبراطورية ونناهض الاستكبار الغربي والشرقي أي أمريكا والاتحاد السوفيتي، ونريد محو الكيان الصهيوني، وتحرير فلسطين ونعارض الأنظمة العميلة لبريطانيا وأمريكا والاتحاد السوفيتي والمتحالفة مع الصهيونية، إن الإمام الخميني الراحل قد طلب من الشباب المسلم أن يثوروا ضدّ الظلم، إن إيران الإسلامية هي الوطن الثاني لكل المجاهدين الإسلاميين من الشيعة والسنة والعرب والفرس والأتراك والأفغانيين وغيرهم.
إن ما قلته كان إعادة قراءة في كلام الإمام الخميني الراحل الذي كان يقف ضد كل نزعة طائفية وفئوية وقومية وعرقية. وإن تصدير الثورة يعني الدعوة الإسلامية والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على صعيد العالم وسعياً لإقامة العدل في العالم الإسلامي. إن هذا تصدير أزمة للمستبدين والمستكبرين ودفاع عن أمن واستقرار الدول الإسلامية.
نعم لقد تحدّث الإمام الخميني الراحل عن امبراطورية المستضعفين ضدّ المستكبرين وعن القوة العظمى للإسلام أمام القوتين العظميين في الغرب والشرق، ونحن أيضا نتكلم عن ذلك، وهذه هي صرخة كل المجاهدين العرب من العراق وسوريا ولبنان وفلسطين وصولاً إلى مصر والمغرب وليبيا والبحرين البطلة واليمن المظلوم والمجاهدين المقموعين في داخل السعودية والإمارات. الإسلام كقوة عظمى يقف أمام أمريكا وعملائها. نعم إن إيران هي ملاذ كل ثوار العالم وخاصة مجاهدي الإسلام من أي مذهب وجنسية وقومية وعرق.
أما العراق الحبيب، الذي يعتبر أول بلد عربي طرد الجيوش الاستكبارية والمحتلين من أرضه، العراق المجاهد الذي هو أول بلد عربي هزم ودحر الإرهاب الوحشي الوهابي رغم دعم الغرب ونظام آل سعود والصهاينة لهذا الإرهاب، وهو أول بلد عربي لم يسمح للأجانب بتقسيم أراضيه رغم أشدّ وأقسى الحروب، فيه شعب لا يمكن تحقيره. إن قيمة كل شعب هي بمقدار إنجازاته. وبالنسبة للإيرانيين فإن العراق لم يكن أبداً بلداً أجنبياً، وحتى صدام الذي سفك دماء الشعبين العراقي والإيراني لم يستطع إيجاد التباعد وخلق الأحقاد بين هذين الشعبين، إن زيارة مرقد الإمام علي (ع) في النجف وكذلك الكربلاء الحسينية والكاظمية وسامراء هي أمنية لكل أسرة شيعية وسنية إيرانية منذ أكثر من ألف عام وستبقى.
في القرن السابق حرمت كل الشعوب المسلمة في المنطقة من حقوقها على يد الاستكبار العالمي وبنفس المقدار، إن مطلبنا جميعاً هو واحد وديننا جميعاً واحد وعدونا واحد وطريق خلاصنا أيضاً واحد، علينا أن نحمل فؤوسنا، ونضع يداً بيد ونتجه لاجتثاث شجرة الصهيونية من الجذور ونطرد جيوش أمريكا والناتو المحتلين من العالم الإسلامي. عليكم أن تستجيبوا لنداء قلبكم وليس للنداءات المشؤومة لوسائل الإعلام الكاذبة التابعة لآل سعود والصهاينة وخطابات المسؤولين الأمريكيين والبريطانيين.
إن الشعب الإيراني وقيادة الثورة الإسلامية يفتخرون بأنهم وقفوا وسيقفون حسب واجبهم الشرعي إلى جانب الشعوب العربية من العراق المجاهد إلى سوريا المقاومة والبحرين المظلومة واليمن الشريف ولبنان الضحية والشعوب المناضلة في شمال إفريقيا وفلسطين الأسيرة وشعب الحجاز وجزيرة العرب المقموعة.
ألم يكن احتلال أمريكا والناتو للعراق وافغانستان وسوريا وليبيا وغيرهم، تدخلاً مشؤوماً في الشؤون الداخلية للدول الإسلامية والعربية؟ ألم تكن التدخلات الإرهابية لآل سعود والإمارات وقطر وغيرهم، في الدول العربية وقتل وتشريد ملايين الأسر المظلومة العربية السنية والشيعية تدخلاً يخلق التفرقة والإرهاب وتصديراً للأزمة؟
إذا لبّت إيران الإسلامية دعوة الحكومات الشرعية والشعوب المظلومة التي تتعرض للهجوم في العراق وسوريا وافغانستان، وإذا كانت إيران البلد الوحيد الذي يوصل السلاح إلى يد الفلسطينيين، فهل يعتبر ذلك تدخلاً في شؤون الآخرين وتصديراً للأزمة وتهديداً لسيادة الآخرين؟
نعم إذا كان كلام الإمام الخميني الراحل وقائد الثورة الإسلامية آية الله الخامنئي تهديداً فهو يهدد فقط سيادة الاستكبار العالمي والاستبداد الإقليمي، وهو نقطة أمل وضّاء للعالم الإسلامي. إن نسور العالم العربي سيحلقون قريباً فوق المسجد الأقصى، وإن الأمة الإسلامية من شبه القارة الهندية وشرقي آسيا حتى آسيا الوسطى وقلب البلقان ومن اليمن والبحرين والحجاز حتى مصر وليبيا والمغرب ومن إيران حتى فلسطين، ستعود إلى عزتها ووحدتها المحمدية بشرط أن نتكلم مع بعضنا البعض ونستمع لكلام بعضنا البعض بصدق وشفافية ومن دون واسطة، لا عن طريق وسائل الإعلام الكاذبة والتابعة لآل سعود والصهاينة.