الوقت- استجوب فريق المدعي روبرت مولر، الذي يحقق في التدخل الروسي بالانتخابات الأمريكية، خلال الأسابيع الأخيرة رجل الأعمال الأمريكي من أصل لبناني جورج نادر، الذي يعمل مستشاراً لولي عهد أبوظبي "محمد بن زايد" الأمر الذي يجعل الإمارات متورطة في ملف التدخل بالانتخابات الأمريكية.
وبحسب صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، اليوم الأحد، لقد طالب الفريق شهوداً آخرين بتقديم ما لديهم من معلومات عن أي محاولات بذلها الإماراتيون لشراء النفوذ السياسي بالمال لدعم ترامب خلال حملته الرئاسية.
وتكشف الصحيفة: إن نادر "بات الآن محور تحقيقات مولر، الذي يشكّ في أن نادر سعى إلى شراء النفوذ السياسي من خلال توجيه الأموال لدعم ترامب خلال حملته الرئاسية".
مولر، وخلال تحقيقه مع الشهود، سأل عن دور نادر في البيت الأبيض، ما يشير إلى أن التحقيق الذي أجراه المحامي الخاص قد توسع إلى ما بعد التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية، ليشمل أيضاً التأثير الإماراتي على إدارة ترامب، بحسب الصحيفة.
يشار إلى أن المحقق مولر يقوم بتحقيقات واسعة للكشف عن طبيعة التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية التي جرت في نوفمبر 2016، وأوصلت ترامب إلى البيت الأبيض.
أحد الأمثلة على اتصالات نادر المؤثرة، والتي لم يتم الإبلاغ عنها سابقاً، هو ما جرى في الخريف الماضي عندما استعان (نادر) بصديقه غليوت برويدي، مؤسس الشركة الأمنية التي وقّعت صفقات بمئات الملايين من الدولارات مع الإمارات، حيث يعدّ برويدي مؤسس أكبر صندوق لدعم دونالد ترامب خلال الانتخابات الرئاسية.
وقد عمل برويدي على عقد لقاء خاص غير رسمي بين ابن زايد وترامب لدعم سياسات الولايات المتحدة المتشددة في المنطقة.
وتتابع الصحيفة الأمريكية، إن ترامب أعلن عن تحالفه مع ابن زايد في دعم الوريث الجديد للعرش السعودي، محمد بن سلمان، فضلاً عن تصعيد المواجهة مع إيران وقطر.
وفي حالة قطر؛ التي تستضيف أكبر قاعدة عسكرية أمريكية، فإن تأييد ترامب للحصار الإماراتي السعودي على قطر، وضعه في مواجهة مع وزير خارجيته ريكس تيلرسون، والذي طالب ابن زايد خلال اجتماعه غير الرسمي بإقالته، حسب الصحيفة.
وتابعت الصحيفة: قام نادر (58 عاماً) برحلات متكررة إلى البيت الأبيض خلال الأشهر الأولى لتولي ترامب رئاسة الولايات المتحدة، حيث اجتمع مع ستيفن بانون (الذي كان يشغل منصب كبير مستشاري ترامب للشؤون الاستراتيجية)، وجاريد كوشنر (مستشار وصهر ترامب)، لمناقشة السياسة الأمريكية في الخليج الفارسي، وذلك قبل زيارة ترامب إلى السعودية في مايو 2017.
وبحسب بعض المطلعين، فإن بانون تلقّى دعماً مالياً من أجل السماح لمستشار ولي عهد أبوظبي بالوصول إلى صنّاع القرار في البيت الأبيض، وقال آخرون إن كوشنر أيّده في هذا.
من جهته، رفض السفير الإماراتي في واشنطن، يوسف العتيبة، التعليق على الأنباء التي تحدثت عن ضم مستشار ولي عهد أبوظبي إلى تحقيقات مولر.
إن نادر شخصية غامضة، ففي التسعينات ترأس مجلة الشرق الأوسط إنسايت، التي وفرّت منبراً للمسؤولين العرب والإسرائيليين للتعبير عن آرائهم لجمهور واشنطن.
كما عمل على تسهيل منح شركة "بلاك ووتر" الأمنية الأمريكية الخاصة عقوداً للعمل في العراق، ما حدا بمؤسس الشركة إيريك برينس إلى وصفه بأنه مستشار ناجح لتطوير الأعمال التي نفذتها شركته في العراق.
في العام 2016، اختير نادر ليكون مستشاراً لولي عهد أبوظبي، حيث نجح في عقد اجتماع مع إليوت برويدي، الذي أسس صندوقاً لدعم دونالد ترامب، ولديه شركة أمنية واسعة مقرها كاليفورنيا، حيث تقدم الشركة خدمات أمنية في الولايات المتحدة وأيضاً للحكومات الأجنبية، وتضم ضباطاً سابقين في الجيش الأمريكي.
جدير بالذكر أن جورج نادر رجل أعمال أمريكي من أصول لبنانية، ويعمل في مجال الدبلوماسية الدولية منذ ثلاثة عقود، وكان بمنزلة القناة الخلفية في التفاوض مع سوريا إبان فترة حكم الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، قبل أن يصبح مستشاراً لولي عهد أبوظبي، الحاكم الفعلي لدولة الإمارات، والذي كان زائراً متكرراً إلى البيت الأبيض خلال إدارة دونالد ترامب.