الوقت-الذكرى السنوية الأولى لتولي دونالد ترامب سدّة الحكم أثرت ألا تمر دون أن تحمل له المزيد من مُقوّضات الحكم، حيث حل ترامب وعن جدارة بالمرتبة الأخيرة بين ترتيب الرؤساء الأمريكيين الأكثر قبولاً من قبل الأمريكيين وذلك طبقا لاستطلاعٍ للرأي أجرته كل من شبكة "ان بي سي" وصحيفة "وول ستريت جورنال"، حيث بلغت نسبة شعبية ترامب 39 في المئة وتعتبر بعيدة جداً عن نسب شعبية أسلافه في الفترة نفسها.
هديّة!
صباح الذكرى السنوية الأولى لتولي ترامب رئاسة البيت الأبيض اتهم ترامب خصومه الديموقراطيين بالتسبب بالإغلاق الجزئي للإدارات الفدرالية بسبب حسابات سياسية ضيقة حسب قوله، حيث قال الرئيس الأمريكي في سلسلة تغريدات صباحية: "إنها الذكرى السنوية الأولى لولايتي الرئاسية والديموقراطيون أرادوا أن يقدموا لي هدية جميلة".
هديّة الديموقراطيين لم تكن كباقي الهدايا؛ إذ دخل الإغلاق الجزئي للإدارات الفدرالية الأمريكية حيز التنفيذ يوم أمس السبت (20 يناير/ كانون الثاني 2018) للمرة الأولى منذ 2013، ونتج هذا الإغلاق بعد فشل محاولة التوصل إلى تسوية حول موازنة البلاد في مجلس الشيوخ، رغم المفاوضات المكثفة بين الجمهوريين والديمقراطيين وتدخل ترامب شخصياً في محاولة لإيجاد حلٍ لهذه المشكلة.
ويؤكد مراقبون أنّه لا يمكن التكهن بمدة إغلاق الإدارات الفدرالية غير الرئيسية الذي يأتي في ذكرى مرور عام على تولي ترامب الرئاسة، بينما يفترض أن تستأنف المناقشات بين الطرفين اللذين يتبادلان الاتهامات بالتسبب بهذا الإغلاق، لمحاولة التوصل إلى اتفاقٍ ولو مؤقت.
وفي السياق ذاته قالت الناطقة باسم ترامب ساره ساندرز :"هذا المساء، وضعوا –الديمقراطيون- السياسة فوق أمننا الوطني، لن نتفاوض حول وضع المهاجرين غير الشرعيين بينما يجعل الديمقراطيون مواطنينا رهائن مطالبهم غير المسؤولة".
موظفون بلا أجور
الإغلاق الجزئي للإدارات الفدرالية الأمريكية وكما يقول مراقبون من شأنه أن يجرّ عواقب وخيمة على الموظفين الأمريكيين، حيث سينجم عن هذا الإغلاق توقف دفع الرواتب لأكثر من 850 ألف موظف فدرالي يعتبرون "غير أساسيين" لعمل الإدارة، حيث أنّ نشاطات العديد من الوكالات الفدرالية كإدارات الضرائب ستصبح محدودة لكن الأجهزة الأمنية لن تتأثر بشكل عام، وسيواصل العسكريون الأمريكيون البالغ عددهم 1,4 ملايين عنصر عملياتهم، لكن من دون أن يتلقوا أجورهم!.
وبالرغم من استمرار عمل بعض الإدارات الضرورية والمطارات والجيش، غير أنّ عدم إقرار الميزانية سينتج عنه تعطيل القسم الأكبر من الإدارات الفدرالية الأخرى حيث ستغلق مصلحة الضرائب والتأمين الاجتماعي وهيئات الاسكان والتنمية المدنية والتعليم والتجارة والعمل وحماية البيئة أبوابها أمام الأمريكيين، الأمر الذي سينتج عنه عدم مراجعة الوثائق والتراخيص للأفراد والاشغال وسيواجه المقاولون صعوبة في المضي قُدماً في مشاريعهم كما أن أـجهزة الإغاثة ستتباطأ.
أما القطاع الصحي سيشهد وبحسب صحيفة "واشنطن بوست" تباطؤا كبير، إذ سيدخل ما نسبته 61% من موظفي مراكز الوقاية من الأمراض في إجازة مؤقتة، كما سيتوقف العمل في قسم كبير من المعاهد الوطنية للصحة التي تركز على الأبحاث.
تظاهرات نسائية
وفي الذكرى الأولى لتنصيب ترامب أيضاً قادت نساء أمريكيات مظاهرات في عدد من الولايات الأمريكية، حيث طغت على كافة المظاهرات الشعارات المنددة بالتحرش الجنسي وتعامل ترامب مع النساء والمهاجرين واللاجئين، وكذلك التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية واحتمال تورط حملة ترامب في هذه الجريمة.
المظاهرات التي نُظمت بدعوة من جمعيات وهيئات ومبادرات نسائية أمريكية وعالمية عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي لقيت استجابة تخطت حدود الولايات المتحدة لتشمل العديد من المدن الكبرى حول العالم، وستبلغ هذه المظاهرات ذروتها في واشنطن التي من المنتظر أن يتجمع فيها نحو 200 ألف شخص، حيث تعكس المسيرات النسائية بحسب مراقبين الانقسام داخل المجتمع الأمريكي.
تجدر الإشارة إلى أنّ إغلاق الإدارات الفدرالية بالإضافة إلى المظاهرات النسائية تأتي في وقتٍ يعاني فيه ترامب من أزمات سياسية شديدة، إذ لم يتمكن حتى اليوم من تنفيذ أهم وعوده الانتخابية، كما أنّ إغلاق الإدارات الفدرالية بسبب عدم المصادقة على الميزانية، من شأنه إحراج ترامب بشكل غير مسبوق، بحسب مراقبون، ناهيك عن عدد من المشاكل الخارجية التي تواجه ترامب خاصةً فيما يخص موضوع اللاجئين، وفي موضوع اتخاذ القدس مقرّاً للسفارة الأمريكية وما عقبه من تصويت ضد واشنطن بأغلبية ساحقة في الجمعية العامة للأمم المتحدة.