الوقت- في ظل السباق الى التسلح والتوتر بين امريكا الصين قامت الأخيرة بتجربة ناجحة لصاروخ Wu-14 تبلغ سرعته 10 اضعاف سرعة الصوت، في خطوة تعد استفزازية للجانب الأمريكي، هذه التجربة جاءت رداً على تجربة امريكية سابقة لصاروخ مماثل اعتبرته الصين اختراقاً للتوازن. ولم يكن هذا الإختبار هو الاول بهذا الحجم، ففي شهر أغسطس المنصرم ذكرت تقارير إخبارية أن الصين أجرت تجارب غير ناجحة لإطلاق قذائف صواريخ أسرع من الصوت يقول مراقبون أنها يمكن أن تمثل نظاما جديداً لإطلاق الأسلحة النووية.
لذلك أثار هذا الخبر إهتماما عالميا خلال الأيام الأخيرة إذ لا يمكن لأنظمة الدفاع الصاروخية الأمريكية سوى مواجهة الصواريخ الباليستية والرؤوس الحربية التي لديها مسارات يمكن التنبؤ بها، أما الصاروخ Wu-14 فهو قادر على المناورة أثناء الطيران على ارتفاعات تكاد تقارب الفضاء الخارجي، وذلك أمر غاية في الصعوبة على أنظمة الدفاع الصاروخية، حتى تتمكن من اسقاطه أو حتى محاولة اكتشافه. والجدير ذكره ان الصين تعمدت اطلاق الصاروخ تزامنا مع مع زيارة ًفان شانغ لونغً، نائب رئيس اللجنة العسكرية المركزية الصينية لواشنطن من أجل زيادة ًالقدرة على المساومة على طاولة المفاوضات عند التعامل مع نظيره الأمريكيً، وفقا لما قاله المراقب العسكري ًأنتوني وونغً، من منطقة مكاو الصينية، لصحيفة ًساوث تشاينا بوستً.
وفي هذا السياق، أشارت وزارة الدفاع الصينية في 15 يناير الماضي، إلى أن التجربة قد تمت بطريقة عادية داخل الحدود وفقا للبرنامج المسطر، ولا تستهدف أي دولة أو هدف محدد.
اذا ً فالخلاف الصيني الأمريكي الصينية لم يعد مجرد خلافات على بحر الصين الجنوبي او غير ذلك، فالهجمات السايبرية المتبادلة والسباق الى التلسح يعطي صورة عن مدى الخلاف بينهما والى اي مدى وصل، لكنه حتما ً لن يصل الى حد المواجهة لأن كلفته على كلا الطرفين باهظة جدا ً، ولهذا يسعى الطرفين الى امتلاك اسلحة رادعة ذات قدرة تكنولوجية عالية تعدّل في ميزان القوة والردع.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو لماذا قامت الصين بهذا التجربة وفي هذا الوقت بتحديد؟؟
إن اختيار التوقيت كان له بالغ الاهيمة في الاجندة الصينية، فحاولت بكين ربطه وان بطريقة غير مباشرة بالملفات العالقة مع واشنطن، وان بشكل غير واضح لكن التحليلات ترده الى الاسباب لتالي:
اولاً: جاءت اطلاقة الصاروخ، رداً على قيام الجيش الأمريكي بتجربة سلاح يفوق سرعة الصوت بـ 20 مرة، ومحاولة واشنطن اختراق التوازن الاستراتيجي بهذة التجربة.
ثانياً: عدم رغبة أمريكا من أن تنضم الدول الأخرى إلى « النادي العالمي للضربات السريعة » وهي الاستراتيجية البديلة عن الهجمات النووية.
ثالثاً: سعي الصين الى تحقيق التوازن النوعي في الأسلحة للدخول في اللعبة الاستراتيجية بين الدول الكبرى القائمة على قاعدة هي « ما يملكه منافسي، يجب أن أملكه أنا أيضاً».
رابعاً : اعطاء المفاوض الصيني مساحة اكبر من المناورة في المفاوضات التي تجري في واشنطن خاصة ً فيما يتعلق بالجزر المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي .
خامسا ً: يذهب البعض الى اعتبار التجربة رداً على طيران طائرة تجسس أمريكية فوق بحر الصين الجنوبي الشهر الماضي.
علی إي حال، ان قيام الصين بثلاث تجارب لنفس المركبه خلال عام لا يعني فقط بأن المشروع على درجةٍ عاليةٍ من الأهمية و توليه اهتمام بالغ بل يعني ايضاً ان التحفظ التاريخي للولايات المتحدة تجاه الصين من سباق الصين للوصول الی تكافؤ كمي و نوعي في مجال الاسلحة النووية اصبح حقيقة و بالفعل توجد اسلحة اسرع من الصوت، لكن ما تقوم الولايات المتحده و الصين و اخرون بتطويره يعتبر فئة خاصة نظرا لتكنولوجيا الدفع الحديثة القادرة على اجتياز مسافات كبيرة وارتفاعات شاهقة مما يعيق عمل منظومات الدفاع الجوي الحالية من اعتراض هذه الرؤس الحربية.