الوقت- أثنى آية الله السيد علي خامنئي، الثلاثاء، على حركة الشعب الإيراني الأخيرة في مواجهة مؤامرة العدو وثالوث الفتنة، مؤكدة أن ضرورة الفصل بين المطالب الصادقة والمحقة للشعب وبين الحركات الوحشية والتخريبية لفئة معينة.
وأضاف سماحته خلال استقباله الآلاف من أهالي مدينة قم المقدسة بمناسبة الذكرى السنوية لانتفاضة التاسع من كانون الثاني/ يناير من العام 1978، أن الاعتراضات الصادقة والمحقة لا يمكن ربطها بأن يلجأ أشخاص الى حرق علم البلاد أو أن يستغل البعض تجمعات الناس من اجل إطلاق شعارات ضد القرآن، ضد الإسلام، ضد نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية والتي تمس اعتقادات الشعب، مؤكداً ان أن المسألة ليست مسألة عام أو اثنين أو خمسة أعوام، بل هي مسألة معركة الشعب مع المعادين له، هي معركة الإسلام مع اعدائه المستمرة.
الشعب الايراني افشل المخطط الأمريكي والبريطاني
وأشاد قائد الثورة الإسلامية بنزول الشعب الايراني الى الشارع تعبيرا عن رفضه لاعمال التخريب، معتبرا ان الايرانيين انتبهوا الى ان الجواسيس والمخربين ، ونزلوا في مسيرات على مدى الأيام الماضية، قائلا:" أن حركة الشعب الإيراني الأخيرة في مواجهة مؤامرة العدو هي حركة فريدة من نوعها في العالم على مدى الأربعين سنة الماضية وهي مستمرة في هذا الاتجاه"، وأضاف ان "كل تحركات الأعداء على مدى الأربعين عاما الماضية في مواجهتنا كانت بمثابة هجمات مضادة على الثورة الإسلامية. فلقد تم اقتلاع جذور العدو من الناحية السياسية من البلاد، وهو يعمد بشكل متكرر الى تنفيذ هجمات مضادة لكنّه يُهزم في كل مرّة؛ لقد تجرّأ على المبادرة لكنّه لم يستطع أن يواصل عمله بفضل الوقوف في وجهه، بفضل هذا السد الشعبي والوطني المنيع. قال الشعب هذه المرة أيضا بكل قوة واقتدار لأمريكا وبريطانيا لقد فشلتم هذه المرة أيضا، وستفشلون لاحقا".
وأضاف سماحته أن البعض نادوا بأن روحي فداء لإيران من جهة، ومن جهة أخرى أحرقوا العلم الإيراني!، قائلاً:" لم يستطع عديمو العقل أن يدركوا أن هذين الأمرين لا ينسجمان". وتساءل سماحته عن هؤلاء المدعين أنّه كم مرة الى الآن وقفوا في مواجهة الأعداء؟. قد وقف في مقابل الأعداء هذا الشاب الثوري. من هم الثلاثمئة ألف شهيد من شهداء الدفاع المقدس؟ لقد كانوا هؤلاء الفتية المؤمنين والثوريين الذين دافعوا عن بلدهم؟ أنتم وفي أي مناسبة ضحيتم في سبيل إيران لكي تقولوا روحي فداء لإيران"، لافتا الى أن المسؤولين الأمريكيين يشعرون بالغضب من الشعب الايراني ومن الثورة الإيرانية. لأنها هُزمت في مواجهة هذه الحركة العظيمة.
ثالوث الفتنة
وأكد آية الله خامنئي وجود ثالوث منظم لاحداث الفتنة في الايران: وفي توضيحه لأضلاع هذا الثالوث، قال سماحته:
اولاً: المخططات الامريكية الصهيونية التي عملت على اطلاق شرارت الفتنة في المدن الصغيرة ثم نقلها الى مراكز المدن الكبرى، حيث عمد الأمريكيون الى استخدام أشخاص في الداخل ليساعدوهم على تأليب الناس وتحريضهم أن استخدموا شعار كلا للغلاء وهو شعار يرحّب به الجميع لجذب عدد من الأشخاص، ثم ليدخلوا الميدان هم بأهدافهم المشؤومة ويقودوا بعدها الشعب.
ثانياً: التمويل من دول غنية في منطقة الخليج الفارس لمثيري الفتنة، اي ان التخطيط مسؤولية امريكا والكيان الاسرائيلي والتمويل من هذه الدولة.
ثالثا: المنفذين لاعمال الشغب والذين يرتبطون بمنظمة المنافقين "خلق" والتي أولكت لهم تنفيذ هذا المخطط الذي وبفضل حكمة الشعب الايراني فشل مرة أخرى.
الحكومة الإيرانية هي نتاج هذا الشعب
وأكد سماحته أن الحكومة الإيرانية هي نتاج هذا الشعب، ومن أجل هذا الشعب وبواسطة هذا الشعب وتستند الى هذا الشعب، فلو لم يكن هذا الشعب لما كانت هذه الحكومة، واضاف "مطالب الشعب واحتجاجه لطالما كان موجود في إيران ولا يزال الى اليوم، بعض المؤسسات المالية والأجهزة التي عانت من المشاكل سبب إزعاجا لبعض المواطنين. لقد كانت تصلنا باستمرار هذه الأخبار أنه تم تنظيم تجمع في هذه المدينة، أو أمام مؤسسة فلانية، أو مبنى محافظة أو مجلس الشورى الإسلامي؛ لم يكن أحد يخالف أو يعترض على هذه التجمعات. ويجب الاستماع الى هذه المطالب ومعالجة المشاكل".
حق الناس في الاعتراض على حق حرموا منه
وأكد آية الله خامنئي أن اعتراض الانسان على حق حُرم منه ويتجمع في سبيل هذا الأمر مئة من الأشخاص أو خمسمئة ليعبروا عن آرائهم فهذا شيء، وأن يستغل عدد من الافراد هذا التجمع للإساءة الى القرآن والإسلام والعلم الوطني، وأن يحرقوا المساجد ويخربوها ويشعلوا النيران فهذا شيء آخر"، وأضاف "لقد سمعنا تحليلات عديدة خلال هذه الأيام. وفي هذه التحليلات كان هناك شيء مشترك تقريبا وهي نقطة صحيحة وهي وجوب الفصل بين المطالبات المحقة للشعب والتصرفات الوحشية والتخريبية لمجموعة ما. يجب الفصل بين هذين الأمرين".