الوقت- لم يكن زعيم القاعدة في اليمن «ناصر الوحيشي» الاول الذي تقتله طائرات بدون طيار الامريكية، لكنه قد يكون الادسم من حيث الوزن العسكري للتنظيم في ظل الفوضى الحالية التي يعيشها اليمن، فيعد مقتل هذا الزعيم «الوحيشي» ضربة للتنظيم ليست قاضية لتجعله اكثر ضعفاً نظرا للايديولوجية التي يتبناها. وهذا ما تجلى في تعيين خلفاً له القائد العسكري في التنظيم قاسم الريمي المكنى بـ«ابي هريرة» هذا من جهة، ومن جهة اخرى تغاضي السعودية عن ضرب القاعدة بل ودعمه عبر المجموعات المناهضة لحركة انصار الله التي تخوض معارك شرسة مع القاعدة وانصار منصور هادي .
خبر مقتل الوحيشي جاء من خلال ما افادته صحيفة «واشنطن بوست»، مساء الاثنين، من ان طائرة امريكية من دون طيار استهدفت قائد فرع تنظيم القاعدة في اليمن الذي يشغل ايضاً منصب نائب زعيم التنظيم ايمن الظواهري، في غارة جرت الاسبوع الماضي، واسفرت عن مقتله.
وكان الوحيشي عُيّن في العام 2013 نائباً لزعيم تنظيم القاعدة ايمن الظواهري، فهو مدرج على اللائحة الامريكية للمنظمات «الارهابية الاجنبية»، وقد عرضت واشنطن 45 مليون دولار مكافأة لمن يرشدها الى ثمانية من قادته، وبينهم الوحيشي.
مقتل الوحيشي اتى ايضاً على لسان مسؤول يمني قال الأسبوع الماضي إن طائرة بدون طيار أطلقت في 9 يونيو 4 صواريخ على 3 عناصر في تنظيم القاعدة أحدهم "قيادي" في التنظيم وذلك في غارة استهدفتهم قرب مرفأ المكلا، عاصمة محافظة حضرموت، مؤكدا "مقتلهم على الفور".
وتزامن ذلك مع اعلان الحكومة الليبية مقتل القيادي الجهادي الجزائري المرتبط بتنظيم القاعدة مختار بلمختار، في غارة نفذتها طائرات حربية امريكية في شرق ليبيا، ليل السبت الماضي، بينما اكتفت واشنطن بتأكيد الغارة وهدفها، من دون ان تؤكد مقتل بلمختار.
هذه الضربة للتنظيم اتت ايضاً في ظل معارك الكر والفر بينه وبين انصار الله التي تخوض ايضا وعلى جبهة مشابة قتالاً مع انصار الرئيس الفار هادي المدعوم من السعودية، فتحولت تلك المعارك الى ساحة واحدة جمعت انصار الله من جهة والقاعدة مع انصار هادي في الجهة المقابلة، وقد استفاد التنظيم من ضربات السعودية لحرکة انصار الله ومن الدعم التي يتلقاه انصار هادي، لذا فان الامور في اليمن تتطور بشكل متناقض بين أمريکا والسعودية فالاولى تقوم بضرب القاعدة اما الثانية فتسعى الى اضعاف انصار الله العدو اللدود للقاعدة، في مشهد يعكس الازدواجية في المعايير، مع العلم ان الطائرات السعودية قادرة على ضرب القاعدة وهذا ما لا تريد فعله والذي تجلى بالحديث الصحفي للناطق باسم عاصفة الحزم العميد احمد العسيري الذي قال ان العسودية لا تريد ضرب القاعدة في اليمن وليست محددة كأهداف .
وعليه فان عدم رغبة السعودية بضرب القاعدة في اليمن بل ودعمه بشكل غير مباشر عبر انصار هادي تاتي في السياق الذي تسعى عبره الى اضعاف انصار الله وشل قدرتهم العسكرية والتضييق عليهم عبر الغارات المكثفة وخلق مجموعات عدائية لهم تستنزف تقدمهم في المدن اليمنية، وهذا اشار اليه السيد الحوثي الذي اتهم دولًا خليجية، بتقديم أسلحة وأموال إلى متشددين اسلاميين في محاولة لتوفير مناخ في الجزء الجنوبي من البلاد يمكن لتنظيم القاعدة أن يزدهر فيه، وفي الجهة المقابلة توعد قائد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب بتوجيه ضربات أقوى لحركة أنصار الله.
وتزايدت نقمة القاعدة على أنصار الله ورغبتهم في الانتقام منهم بعد هزيمتهم في محافظة البيضاء (رداع وقيفة)، وفي مديريات العدين الثلاث، واستيلاء أنصار الله على عدد من المحافظات، خصوصا محافظة إب.
اذاً كل عمليات التصفية التي تقوم بها امريكا في اليمن بحق قادة القاعدة لا تتوازى مع الدعم السعودي لتلك التنظيمات وكان لزاماً على امريكا اذا كانت تريد القضاء على الإرهاب ايضا محاربة مموليه لكن اللعب على التناقضات من سمات امريكا والسعودية وهذا ما ساعد العديد من التنظيمات الارهابية في التفشي والتوسع انطلاقاً من العراق مروراً باليمن ووصولاً الى سوريا.