الوقت - جدد المسؤولون الاسرائيليون تحذيراتهم من التهديدات التي تشكلها ايران وحزب الله على بنية كيانهم فيما يتعلق بمجال أمن المعلومات في الحرب الناعمة المرتبطة بالهجوم السايبري.
اذ اعتبر رئيس الموساد سابقا، تمير فريدو، في اول لقاء علني له منذ استقالته، أن السايبر قد يؤدي إلى ضرر لا يمكن أن تحدثه أية طائرات حربية في العالم، مشيرا الى أن تهديدات السايبر مازالت غير واضحة تمامًا لدى الحكومات والجهات التجارية والصناعية، ولكن يجري الحديث عن سلاح جديد قد يؤدي إلى أضرار هائلة.
وأضاف المسوؤل الاسرائيلي الذي يعرف قوة محور المقاومة السايبرية الكبيرة، أن تهديدات السايبر لا تشكل تهديدات أمنية فحسب، بل هي تهديدات لسلاح رخيص وناجع، وتشكل جريمة منظمة وتجسسًا صناعيًا. ويمكنها أنْ تسقط أسواقًا وتدمر الصناعات، اذ دار الحديث في الماضي عن بنى تحتية هامة فقط، ولكن اليوم أصبحت كل البنى التحتيّة هامة ومتصلة معًا، وكذلك فإنّ البنى التحتية غير الهامة متصلة بتلك الهامة: صناعة الأغذية، المستشفيات، المصانع، البنوك، وغيرها. قد يكون الضرر غير قابل للإصلاح كليا.
وأشار المسؤول الاسرائيلي إلى أن تنظيم حزب الله يعرف قدرات سلاح السايبر قائلاً: "تتعامل كل الجهات مع السايبر بما في ذلك حزب الله، تكمن المشكلة أنه عندما تتعرض جهة معينة لهجمات السايبر فقد تحتاج إلى سنة حتى تعرف من هاجمها"، على حدّ تعبيره.
تشكيل قيادة السايبر في جيش الاحتلال
وفي سياق متصل كشف رئيس أركان الجيش الإسرائيليّ، الجنرال غادي ايزنكوت، ان جيش الاحتلال قرر تشكيل قيادة لـ"السايبر" وتنصيب جنرال في قيادته، وقرر الجيش في النهاية إقامة ذراع بصلاحيات متعددة، يقوده ضابط رفيع المستوى، يكون مسؤولاً عن مجالات السايبر كلها بما فيها مجال "حماية السايبر" الخاضع لوحدة التنصت، إضافة إلى ما أسمته المصادر العسكريّة الإسرائيليّة مجالات الهجوم، وجمع المعلومات وتخطيط العمليات ذات الصلة بالشبكة العنكبوتية. علاوة على ذلك، تابعت الصحيفة قائلةً، نقلاً عن المصادر عينها، إنّ الجيش الإسرائيليّ يعتزم استكمال إقامة هذه الذراع في السنتين المقبلتين، على أنْ يتم بعد نحو سنة البدء في استخلاص العبر، من أجل فحص البنية الجديدة ومدى تحسينها نشاط السايبر في الجيش.
صحيفة اسرائيلية: ايران تمكنت من تحقيق انجازات مذهلة في مجال الحرب الإلكترونيّة
في حين لفت مُحلّل الشؤون العسكريّة في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أليكس فيشمان، إلى أنّ الإيرانيين يملكون سجلاً حافلاً من الانجازات في مجال الحرب الإلكترونيّة، حيث تمكّنوا من تحقيق انجاز وصفه بالمذهل، تمثل في إبطال عمل هيئة القيادة التي تتحكم في تشغيل وتوجيه الطائرات بدون طيار الأمريكيّة العاملة في العراق، مع العلم أنّ مقر هذه الهيئة موجود في قاعدة عسكرية داخل أمريكا.
وكان كيان الاحتلال تعرض العام الماضي لهجوم الكتروني وصف بانه الأكبر في تاريخ البشرية حيث تمكن قراصنة الانترنت من اختراق عشرات آلاف الصفحات والمواقع الاسرائيلية على الانترنت، وأشارت معلومات الى أن حوالي تسعة آلاف هاكرز شاركوا في استهداف المواقع الإسرائيلية من ايران وسوريا ولبنان وجنوب افريقيا وتونس والمغرب والجزائر وفلسطين، وتم اخترق مواقع أمنية حساسة بينها موقع وزارة الحرب الاسرائيلية، وموقع الموساد، إضافة إلى مواقع كل من رئاسة الوزراء ووزارة التجارة والصناعة، ومواقع كل من سوق الأوراق المالية (البورصة) الإسرائيلية، وشؤون المحاكم التابع لما يسمى وزارة العدل الإسرائيلية، والمعني بالبنى التحتية، وشرطة حيفا، وشرطة تل أبيب، وموقع التعليم، إضافة الى بعض المواقع الاخبارية.
كما جرى نشر وثائق سرية تتضمن أسماء عملاء مجندين لصالح الموساد بينهم عرب، وبينات عن ضباط صهاينة ومستوطنين على مواقع الانترنت إضافة إلى بيانات بطاقات إئتمان وحسابات مصرفية. كما جرى سحب بيانات وزارة التجارة والصناعة، كما رُفعت تلاوات للقرآن الكريم على العديد من المواقع المخترقة، وصوراً لجرائم ارتكبها الكيان الاسرائيلي، إضافة إلى صورة الشهيد القائد عماد مغنية.
الاحتلال قام بانشاء وحدة عالية السرية لادارة الحرب الناعمة
في المقابل قام الكيان الاسرائيلي بانشاء "وحدة 8200" عالية السرية التي تتخذ مقراً لها في صحراء النقب، وتطورت تدريجياً من جهاز اشارة ملحق بالجيش الاسرائيلي إلى أبرز الأجهزة في مجال الحرب والقرصنة الإلكترونية، وقام ريس الأركان غادي ايزنكوت بتطوير الوضع الميداني لـ"وحدة 8200" إلى "قيادة سايبيرية،" بقرار أصدره مطلع الصيف الماضي، يخوّلها بموجبه "الإشراف على كافة الأنشطة العملياتية في الفضاء الإفتراضي".
وتمكنت ايران قبل سنوات من انزال طائرة التجسس الأميركية الكترونيا وهي سالمة، مما أدهش المخابرات المركزية الأمريكية والإسرائيلية، واعتبر انذاك بأنه كارثة عظمى للتكنولوجيا الأمريكية وتفوق كبير للقدرات الايرانية وتطور كبير لانظمتها الدفاعية التي تمكنت من التحكم في الطائرة الأمريكية وخرقها لنظام اتصال مركز التحكم بالطائرة وكسر شفراتها السرية.
ومن الجدير ذكره أن الفضاء الالكتروني (Cyberspace) مصطلح حديث، ظهر في العقود الأخيرة نتيجة ثورة تكنولوجيا المعلومات، وهو يشمل فيما يشمل، جميع الحواسيب والمعلومات التي في داخلها والأنظمة والبرامج والشبكات المفتوحة لاستعمال الجمهور العام أو تلك الشبكات التي صممت لاستعمال فئة محددة من المستعملين ومنفصلة عن شبكة الإنترنت العامة.