الوقت- أكد المرشد الأعلى للثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي، صباح اليوم الاربعاء، على ضرورة التصدي لنفوذ الأعداء في الداخل الإيراني والحؤول دون تنفيذ مخططاته عبر بث اليأس في نفوس الشعب.
وصرّح سماحته خلال استقباله لأعضاء المجلس التنسيقي للدعاية الإسلامية: نحن على أعتاب ذكرى انتصار الثورة الإسلامية الأربعين التي استطاعت تشتيت نظام الغطرسة في العالم، وأثبتت أنّه بالإمكان وجود شعب غير متسلّط ورافض للسلطة.
وتابع سماحة آية الله خامنئي نقلا عن تسنيم: لذلك نشط أعداء إيران حيال الثورة الإسلامية، ومارسوا أنواع العداء على مدى الأعوام الأربعين الماضية التي لو مارسوا عُشرها على أيّ بلد لأدّى ذلك إلى انهياره؛ منوّها الى ان الشعب الإيراني تخطّى مراحل عجزت الشعوب الأخرى عن تخطّي مرحلة واحدة منها؛ متسائلا بالقول : لقد أرادت الشعوب التحرّك خلال الصحوة الإسلامية، ماذا كان مصيرها؟! انتهى بفتنة داخليّة لا يزالون عالقين فيها.
وحذر المرشد الأعلى للثورة الاسلامية من محاولات البعض في الداخل التي تصب في محاولات الاعداء؛ مصرحا: بث اليأس في نفوس الشعب وتوجيه الاتهامات وإطلاق أكاذيب الأعداء هي جملة من الأعمال التي يمارسها البعض.
واستطرد قائد الثورة: هؤلاء لا يملكون التقوى، فالأشخاص الذين يواصلون عمل الأعداء في الداخل لا يملكون التقوى؛ هؤلاء دينهم سياسي بدل أن تكون سياستهم دينية يدأبون على تسييس الدين؛ البعض من أصحاب وسائل الإعلام والمنابر الدعائية يستطيعون الكلام ولا يراعون في ذلك الباري تعالى ولا الدين ولا العدل.
وأضاف قائلا: هؤلاء يسرون الأعداء بثمن دب اليأس في نفوس الشعب وجيل الشباب، ويجب أن يُقدموا إجابات واضحة حول تصرّفاتهم.
كما لفت قائد الثورة الاسلامية الى انه في زمن الحرب يجب التنبّؤ بأفعال العدو لكن اليوم لاحاجة لتخمين (ما سيقوم به العدو)؛ فهناك آلاف المدافع التي تُطلق الأكاذيب باتجاه الشعب من أجل بث اليأس في نفوسهم ونزع الثقة منهم.
وشدّد آية الله السيد خامنئي على أهمية النقد؛ مشيرا إلى ضرورة أن يكون هذا النقد عادلا ومسؤولا وليس نقدا مرفقا بتوجيه الاتهامات؛ وقال سماحته: النقد واستقبال النقد هو أمر مهم، لكن الإتهام والإفتراء هو حرام.
ولفت قائد الثورة الى أن السياسة لا تكمن في التقاط الحجارة ورميها على هذا وذاك؛ وتابع بالقول: يجب أن ينتبه الجميع لأنفسهم، فالإمام الخميني الراحل (ره) قال: إن معيار الشخص هو تصرّفاته الحالية؛ لقد كان الامام حكيما وكلامه كان بمعنى أنه لا يوجد شخص يستطيع أن يضمن تصرّفاته حتى الموت، حيث أن الجميع محكوم بعاقبتهم.
وبشأن موقف ايران من أمريكا قال قائد الثورة: إن عدو إيران الأساسيّ هو الولايات المتحدة الأمريكية التي تعتبر من أفسد وأظلم حكومات العالم، وأضاف: لقد دعموا الإرهابيين وداعش الى أبعد الحدود، ولا يزالون يقدمون الدعم للتكفيريين مثل داعش وغيرهم بالخفاء. لقد دعموا أيضا الديكتاتوريين كشاه إيران، والعائلة السعودية الحاكمة والسلسلة الظالمة في المنطقة؛ لقد دعموا أيضا المجرمين الذين يرتكبون الجرائم في فلسطين واليمن.
وأضاف سماحته: حتى داخل الولايات المتحدة تعمد الشرطة الأمريكية بدون أي عذر وجيه الى قتل النساء والأطفال والشباب من ذوي البشرة السوداء ثم يُبرء القاتل في المحكمة. هذه هي سلطتهم القضائية، ثم يأتوا ليتهموا السلطات القضائية في البلاد الأخرى لا سيّما السلطة القضائية المؤمنة لبلدنا.
وحذّر قائد الثورة الإسلامية من نفوذ الأعداء في الأجهزة التي تملك القرار في البلاد، وقال: لا تأخذوا تملق الأعداء على محمل الجد؛ لا تأخذوا عبارات "المحبة" و"الجلوس سويًّا" و"المصافحة" التي يطلقها الأعداء، على محمل الجد.
وفي الختام نوّه السيد الخامنئي الى قدرات الجمهورية الإسلامية الايرانية في مواصلة السير نحو الامام وحل المشاكل الاقتصادية التي يعاني منها الشعب بهمة المسؤولين؛ سائلا الباري تعالى ان يجزي هذه الجهود ويحل هذه المعضلات.