الوقت- بعد زيارة الرئيس الفلسطيني "محمود عباس" إلى العاصمة السعودية "الرياض" يوم الثلاثاء، حيث أجرى محادثات مع الملك سلمان ومع ابنه محمد. كشفت صحيفة ميدل إيست آي البريطانية أن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، طلب من عباس دعم الخطة التي ترعاها أمريكا بذريعة إحلال السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وبحسب ما صرح به مسؤولون لموقع ميدل إيست آي، طلب ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، من الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، دعم الخطة التي ترعاها الولايات المتحدة لإحلال السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وكانت الدعوة التي وجّهت الى الرئيس الفلسطيني من الرياض قد جاءت بعد وقت قصير من مؤتمر قمة منظمة المؤتمر الإسلامي في إسطنبول، التي أعلن فيها عباس أنه ما عاد ليقبل بالولايات المتحدة وسيطا في عملية السلام.
وتابعت الصحيفة: يوم الثلاثاء قال محمد بن سلمان لعباس "إن الولايات المتحدة هي اللعبة الوحيدة في البلدة" حينما يتعلق الأمر بعملية السلام.
من جانبهم يرى مسؤولون فلسطينيون على إطلاع بما جرى في الاجتماع، قال محمد بن سلمان لعباس: إن الولايات المتحدة هي الجهة الوحيدة التي لديها نفوذ حقيقي على إسرائيل، وهي البلد الوحيد الذي بإمكانه أن يضغط على إسرائيل في أي عملية سلام، ولا يمكن لأي جهة أخرى القيام بذلك، لا الاتحاد الأوروبي ولا روسيا ولا الصين.
وفي وقت سابق قال محمد بن سلمان لعباس في زيارة سابقة، في وقت مبكر من هذا الشهر: إن الولايات المتحدة كانت تعد لصفقة سلام، وقد لا تبدو هذه الصفقة جيدة بادئ ذي بدء، لكنها في النهاية ستكون جيدة.
وأشارت الصحيفة الى طلب بن سلمان من عباس في حينها، حيث دعاه الى أن يحض الفلسطينيين في لبنان على الانحياز إلى المعسكر السعودي، والنأي بأنفسهم عن المعسكر المؤيد لإيران بقيادة حزب الله، كما قال المسؤولون.
وذكر أحد المسؤولين، في تصريح لموقع ميدل إيست آي، في إشارة إلى السياسي الفتحاوي المنشق: وأثناء اللقاء حذر محمد بن سلمان الرئيس عباس من أنه إذا لم يقم بالمهمة في لبنان فثمة من بإمكانه أن يقوم بها، مشيرا إلى محمد دحلان.
وكانت قد تعرضت خطة السلام التي يعكف عليها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لنقد على نطاق واسع الشهر الماضي، لاقتراحه بتأجيل مسألة القدس الشرقية، التي يريدها الفلسطينيون عاصمة لدولتهم المستقبلية، وكذلك موضوع عودة اللاجئين إلى مفاوضات لاحقة.
في الاجتماع الأخير مع محمود عباس، حاول محمد بن سلمان استخدام "الدبلوماسية الناعمة"، في سعي منه لإقناع الرئيس الفلسطيني بالعودة إلى عملية السلام التي ترعاها الولايات المتحدة الأمريكية، واستقبال نائب الرئيس الأمريكي مايك بينس خلال زيارته القادمة إلى المنطقة.
وصرّح المسؤول: إن عباس كان واضحا في تأكيده لمحمد بن سلمان بأنه ملتزم تماما بأي عملية سلام ذات معنى.
وتابع المسؤول الفلسطيني: لقد أبقى الرئيس على الباب مفتوحا، وأخبر ولي العهد بأنه إذا كانت الولايات المتحدة على استعداد لإعلان أن عملية السلام تقوم على حل الدولتين بناء على حدود عام 1967 -بما في ذلك اعتبار القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين- فنحن على استعداد للانضمام مباشرة إلى المشروع، ولكن إذا كانوا يريدون أن يجرونا إلى النسخة الإسرائيلية من السلام، فلن نستطيع.
ونقل موقع ميدل إيست آي عن المسؤولين: إن عباس كان على دراية بخطة السلام الجديدة التي تعرضها الولايات المتحدة، إلا أنه اعتبرها نسخة من رؤية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنجامين نتنياهو: أي إقامة دويلة في نصف أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة، من دون القدس، ومن دون اللاجئين، ومن دون الحدود، ومن دون المياه.