الوقت - لم تقتصر التظاهرات المندّدة بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس الشريف أرجاء العالم العربي والإسلامي فحسب، بل لاقى قرار ترامب تنديدا في كل أقطار العالم، وحتى تل أبيب نفسها. فقد تظاهر المئات، مساء أمس الثلاثاء، أمام السفارة الأمريكيّة في تل أبيب، بدعوة من لجنة المتابعة العليا للجماهير العربيّة.
إنطلقت التظاهرة، في تمام الساعة السادسة والنصف، أمام السفارة التي يعتزم الرئيس الأمريكي نقلها إلى مدينة القدس، بعد أن أعلن، الأربعاء 6 كانون الأول الجاري، القدس عاصمة لـ"إسرائيل"، الكيان الذي يحلم بأن يصبح دولة.
وتأتي هذه المظاهرة، ضمن سلسلة فعاليات أقرتها لجنة المتابعة العليا بهذا الصدد. وفي بيان صدر عن لجنة المتابعة، يوم الإثنين، جاء أنه "دعت في بيان مشترك إلى مقاطعة المؤسسات الأمريكية الرسمية وغير الرسمية وعدم التعامل معها على جميع المستويات، وكذلك إلى تكثيف المقاطعة الاقتصادية للمنتوجات الأمريكية".
وشارك في التظاهرة، قيادات سياسية ونواب من القائمة المشتركة، بالإضافة إلى المئات من الناشطين في جميع الأطياف السياسية والاجتماعية في المجتمع العربي في أراضي الـ48.
وقال رئيس المتابعة محمد بركة، إن هذه المشاركة الحاشدة، "إنما تؤكد على جاهزية جماهيرنا للمعارك الشعبية النضالية ضد سياسة الحرب والاستيطان"، داعيا للمشاركة الأوسع في المظاهرة القطرية يوم الجمعة المقبل، التي ستنطلق في تمام الساعة الثانية والنصف ظهرًا، في مدينة سخنين.
ورفع المشاركون وهتفوا بالشعارات المنددة للسياسات الأمريكية العدوانية، والداعمة بالمطلق للاحتلال الإسرائيلي، وأكدوا على أن القدس عاصمة الدولة الفلسطينية العتيدة، كما حمل المتظاهرون الأعلام الفلسطينية.
وهتف المشاركون بشعارات منددة بإعلان ترامب، مثل "ما في حل ما في حل... إلا بتقليع المحتل"، "حجار حجار حجار حجار... نحمي القدس ونحمي الدار" و"حرية حرية للقدس العربية".
وأشعل إعلان ترامب الأخير، موجة غضب في الشارع الفلسطيني، وسرعان ما امتدت لتجتاح التظاهرات مدناً وعواصم عربية وإسلامية.
مواجهات نصرة للقدس
على صعيد متّصل يتواصل الغضب الفلسطيني لليوم السابع على التوالي، في جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة، رفضا للقرار الأمريكي، وقصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية، فجر الأربعاء، بثلاثة صواريخ ما زعم الاحتلال أنه "مجمع عسكري"، يقع في غرب مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
وأكد أفيخاي أدرعي، في تغريدة له على "تويتر"، أن "سلاح الجو أغار الليلة الماضية على مجمع عسكري تابع لحركة حماس جنوب قطاع غزة". وزعم أدرعي، أن الاستهداف الإسرائيلي الجديد يأتي "ردا على إطلاق قذيفة صاروخية باتجاه الأراضي الإسرائيلية في وقت سابق من مساء أمس".
واندلعت طيلة الأيام الستة الماضية، مواجهات واسعة في العديد من مدن الضفة الغربية المحتلة، وعلى الحدود الشرقية لقطاع غزة المحاصر للعام الحادي عشر على التوالي، ما أدى إلى ارتقاء العديد من الشهداء والجرحى في صفوف المواطنين الفلسطينيين.
بدورها، أوضحت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان لها، أن حصيلة الشهداء منذ اندلاع موجة الغضب الفلسطيني، ارتقاء ستة شهداء جميعهم من قطاع غزة. وأفادت الوزارة، بأن الطواقم الطبية الفلسطينية تعاملت منذ صباح الخميس الماضي، مع أكثر من 1900 إصابة مختلفة خلال المواجهات التي اندلعت مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة ومختلف مدن الضفة الغربية المحتلة ومدينة القدس.
وشنت قوات الاحتلال الإسرائيلي حملة اعتقالات واسعة في الضفة الغربية ومدينة القدس المحتلة، طالت العشرات من الأسرى المحررين وقيادات وعناصر حركة حماس؛ عرف من بينهم القيادي البارز النائب حسن يوسف، وفق تأكيد كتلة "حماس" البرلمانية في بيان لها.
يذكر أن البعض في كيان الإحتلال بات مؤخّرا يحذر من الوقوع في فخ إحصاء أعداد المتظاهرين، مشيرين إلى أنّ هناك ساحة أخرى أشدّ تأثيراً وتحريضاً تتمثل في وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تتبلور قرارات بعض شبان وشابات الشعب الفلسطيني بتنفيذ عمليات استشهادية ضد المستوطنين والجنود، بما يتوافر من إمكانات الطعن والدهس. ويتخوفون في تل أبيب من أن استمرار هذا المسار وتصاعده سيؤديان إلى تغذية الشارع الفلسطيني بعوامل التعبئة نحو انتفاضة شاملة.