الوقت- كثير من الأمراض المزعجة التي تعرقل حياة الفرد تصيبه مع بدء تغيّر الطقس من دافئ إلى بارد وبالعكس، وهذه الأمراض متعددة منها الزكام والتهاب اللوزتين والرشح والحساسية، وهذه الأمراض قد تؤذي الفرد وتعطله عن عمله ودراسته، وخاصة عندما لا تأتي فرادة.
قد يعتبر بعض الناس أن الإصابة بهذه الإلتهابات أمر إعتيادي وطبيعي، إلا أن واقع الأمر أن الإصابة بهذه الأمراض بشكل متكرر خلال الموسم الواحد يخرج عن كونه مسألة عادية، وهنا نشير إلى مرض بعينه وهو التهاب اللوزتين. إذ أن هذه الإلتهابات تنهك الجسد وتحتاج إلى العلاج المستمر وإلى الأدوية، هذا ناهيكم عن ما تسببه من أعراض وأوجاع، فمتى يجب التخلص من هذه المشكلة نهائياً؟ وكيف يمكن ذلك، لتعرفوا أكثر عن الموعد المناسب لإستئصال اللوزتين تابعونا في التقرير التالي:
تعتبر الجراحة في هذا النوع من الأمراض آخر الخيارات المطروحة عند المريض، وخصوصاً عندما تختص المسألة بإصابة الأطفال بها، إذ يلجأ الأهل إلى كافة الوسائل المتاحة من علاجات خوفاً من الجراحة وتفادياً لها.
ولكن في واقع الأمر الأهل مخطئون بهذه المسألة، وخوفهم لا مبرر له، إذ أن المشاكل الصحية والأعراض التي تسببها الإصابة المتكررة بهذا النوع من الإلتهابات أخطر بكثير من إجراء الجراحة على أطفالهم، ومنها مسائل خطيرة جداً كتأخير نمو الطفل والتشوه في عضة الفم وغيرها. لذا في هذه الحالة الجراحة هي الحل الأنسب للتخلص نهائياً من هذا المرض، وطبعاً ذلك يكون بالإستناد إلى تشخيص الطبيب المختص. هذا التشخص يستند عادة إلى نسبة تكرار الإصابة بالتهابات اللوزتين من جهة فضلاً عن عدد مرات الإصابة من جهة أخرى إلى جانب عوامل أخرى.
فعندما يجد الطبيب أن ضرر هاتين اللوزتين بات أكبر من منفعتهما يتخذ القرار بالإستئصال، فاللجوء إلى المضادات الحيوية والعلاج التقليدي بات خياراً غير مجدي لا بل مؤذي، إذ أن الالتهابات المتكررة التي تتعرض لها اللوزتين تسبب تضخماً في حجمها وهذا بدوره يسبب مشاكل في التنفس فضلاً عن تسببه بالشخير المرتفع اثناء النوم، كما قد تتطور المسألة للإصابة بالإختناقات الليلة أو ما يعرف بالـ sleep apnea وهذه مسألة خطيرة خصوصاً بالنسبة للأطفال.
وفي حال إصابة الفرد بهذه العوارض يصبح عمر المريض غير مهم لأن اللوزتين باتتا عبئاً على الجسد، لذا المضاعفات التي يتعرض لها المريض هي التي تحكم عملية العلاج عادة.
وفي دراسة علمية تم التوصل إلى أن تكرار الإصابة بالتهابات اللوزتين أكثر من خمس مرات سنوياً يعد أمراً خطير والجراحة هي الحل المناسب. إذ تبين أن الاصابة بالتهابات اللوزتين بشكل متكرر يسبب بتجمع البكتيريا والجراثيم في حلق المريض، ما يجعلها علّة على الجسد ومركزاً لانتشار هذه الجرائيم في كافة أنحاء البدن.
وعن هذه المسألة علّق أخصائي الجراحة العامة أندرياس يدتز قائلاً: "مع تكرار الإصابة بهذه الالتهابات تصبح اللوزتين قاذفتين حقيقيتين للجراثيم في الجسم كله، والهدف الأول لهاتين القاذفتين هو القلب أو الرئتين أو الكليتين."
وفي هذا الإطار لا بد من الإشارة إلى أن الكثير منا يختلط عليه الأمر بين التهابات اللوزتين وبين كل ما يصيب منطقة الحلق من أوجاع وعوارض، رغم أن الطب يفرق بين هذه الامور بشكل كلي، فلكلٌ منها عوارضه ولكل منها مضاعفاته رغم اشتراكها في بعض الأعراض. وهنا لا بد من الإشارة إلى عدد من الأعراض والمشاكل التي يخلط الناس بينها وبين التهابات اللوزتين وهي كالتالي:
■ التهابات الحلق تختلف عن التهابات الحنجرة وكذلك عن التهابات اللوزتين.
■ جرح أوتار الصوت الناجم عن الصراخ يختلف كلياً عن التهابات اللوزتين رغم تشابه الوجع.
■ الإحمرار في منطقة اللوزتين أو إحمرار اللوزتين ليس دلالة على التهابها، بل هو لونهما الطبيعي.
■ وأخيراً لا بد من تفنيد شائعة أن اللوزتين تحميان الجسم من الأمراض، لأن هذا إعتقاد خاطئ.