الوقت – بلباسه العسكري الكامل؛ ومن بوابة فاطمة على الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة؛ وتزامناً مع إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القدس عاصمة للكيان الإسرائيلي؛ أعلن زعيم حركة "عصائب أهل الحق" العراقية الشيخ قيس الخزعلي عن جهوزية قواته لمواجهة قوات الإحتلال الإسرائيلي ونصرة القضيّة الفلسطينية.
على أبواب فلسطين..
الخزعلي وحسب الشريط المصور الذي بُثّ لزيارته أعلن "الجهوزيّة الكاملة للوقوف صفاً واحداً مع الشعب اللبناني، والقضية الفلسطينية أمام الإحتلال الإسرائيلي الغاشم، المعادي للإسلام والعرب والإنسانية، في قضية العرب والمسلمين المصيرية".
الأحداث التي تشهدها المنطقة خلال الأيام القليلة الماضية أعادت للأذهان اللاءات العربية الثلاث التي أطلقها جمال عبد الناصر من الخرطوم إبّان نكسة حزيران، "لا مفاوضة، لا صلح، لا اعتراف"، حيث اعتبر مراقبون هذه الزيارة استمراراً لتلك اللاءات، خصوصاً ما يرافقها من حراك شعبي كبير تشهده المنطقة رفضاً للاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة للكيان الإسرائيلي، وهو ما كانت عليه الأوضاع بعد نكسة حزيران واحتلال إسرائيل للقدس الشريف.
وعلى خلاف المواقف الرسميّة اللبنانية التي عبّرت عن رفضها للزيارة.. يؤكد مراقبون أنّ زيارة الخزعلي تحظى بقبول واجماع كافة اللبنانيين خصوصاً أنّها تأتي في سياق تعزيز صمود المقاومة الإسلامية في مواجهة العدو الإسرائيلي؛ ومن ناحية اخرى في ظل استمرار قوات الإحتلال الإسرائيلي بتهديد كافة اللبنانيين بطلعات طيرانه اليومية فوق مدنهم وقراهم، ناهيك عن استمراره بإذلال العرب جميعاً عبر سعيه لتهويد مدينة القدس من جهة، واضطهاد الشعب الفلسطيني من جهةٍ أخرى، حيث يرى عدد كبير من اللبنانيين أنّه لابدّ من التجهيز لمعركةٍ مقبلةٍ مع الإحتلال الاسرائيلي.
ويقول خبراء إنّ حديث الخزعلي من بلدة "كفركلا" المحررة ومن بوابة فاطمة بالتحديد التي تُعدُّ الفاصل مع الحدود الشمالية لفسطين المحتلة يحمل أكثر من زيارةٍ عاديّة للحدود، خصوصاً مع تأكيده على جهوزية المقاومة الإسلامية للوقوف بجانب المقاومة الفلسطينية، من ناحية، ومن ناحية أخرى تلبيّة "نداء الإسلام" أينما وجد، حيث يقول الخزعلي: "إن شاء الله كل الخير والبركة في الشباب المجاهدين، في كل مكان على أرض المعمورة، والخير والبركة في المقاومة الإسلامية التي على مستوى الجهوزية في تلبية نداء الإسلام".
احتياط إسرائيلي
زيارة الخزعلي للحدود أثارت جدلاً واسعة في أروقة جهاز الموساد في إسرائيل حسب مراقبون، وخصوصاً على جبهته الشمالية، حيث نقلت تقارير إعلامية أنّ جيش الإحتلال الإسرائيلي أوقف كافة الأشغال والحفريات قرب الحدود مع لبنان وسحب آلياته وجرافاته وسط انكفاءٍ كامل لجنوده إلى الدشم والتحصينات.
وفي السياق ذاته؛ أنهت قوات الإحتلال الاسرائيلي مناورات عسكرية لم تحدث منذ خمسٍ وعشرين عاما؛ وذلك لـ:"مجابهة هجوم حربي مفاجئ في الجبهة الشمالية تمتد من سوريا وحتى لبنان" حسبما نقلت وسائل إعلام عبرية، حيث تمّ خلال تلك المناورات استدعاء مئات الجنود من جيش الاحتياط واستخراج كميّات ضخمة من الأسلحة والعتاد والذخيرة من المخازن، وتم شحن 60 آلية ثقيلة إلى الجبهة وخاضت هذه القوات سيناريو حربي مع قوات جيش المدرعات السوري وحزب الله اللبناني.
وللمرة الثانية خلال عام؛ تبدو حكومة الكيان الإسرائيلي وأكثر من أيِّ وقتٍ مضى تتحضر لحرب كبيرة؛ حيث نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية أنّ عناصراً من قوات جيش الإحتلال الخاصة عادت بعد قضائها أسبوعاً شاقاً من التدريبات السرية في قبرص، تضمنت محاكاة للحرب في لبنان.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ التدريبات تمّت بالتعاون مع القوات المحلية في قبرص، في منطقة جبلية مرتفعة ومعقدة يمكن أن تحاكي جبال لبنان، منوّهةً بأنّ جيش الإحتلال يدرّب قواته ليس فقط على الوصول إلى أرض أجنبية وغير معروفة بالنسبة لهم، وإنما أيضاً على التحرك بحرية فيها، وإدارة الأمور اللوجستية بشكل مستقل دون الحصول على إمدادات، والقتال دون قوات احتياط في مكان قريب، كما أنّه وبحسب تأكيد الصحيفة فإنّ عملية التدريبات الحالية تضمنت معظم التحديات التي يعتقد جيش الإحتلال أنه قد يواجهها في الحرب القادمة مع حزب الله اللبناني، والتي يقول خبراء إنها باتت وشيكة.
تجدر الإشارة إلى أنّ قوات الإحتلال الإسرائيلي دأبت ومنذ مدّة على اختراق الأجواء اللبنانية أو حتى مياهه الإقليمية، ناهيك عن الاعتداءات المتكررة على سوريا والمنشأت العسكرية فيها، الأمر الذي ردّه خبراء إلى أنّ إسرائيل تحاول عرقلة أي تقدمٍ يحرزه الجيش السوري أو القوات المتحالفة معه، وذلك من خلال ضرب المنشأت العلمية، أو الصواريخ المتوجهة إلى حزب الله.