الوقت- لا أحد يستطيع أن ينكر حالة الدمار والخراب التي أصابت سوريا على مدار السنوات السبع الماضية، وكم من الشهداء والضحايا والمفقودين فقدت هذه الدولة الواقعة في قلب العالم، ومع ذلك لم يتوقف نبض الحياة فيها.
السوريون أظهروا للعالم أجمع قدرة هائلة في الصمود، نحن على يقين بأنها ستُدرس وتكون مضرب مثل في كل أنحاء العالم، وخلال سنوات الحرب خرج أبناء سوريا بالعديد من الأفكار وأنجزوا العديد من الفعاليات التي خففت من آلام الحرب عليهم وعلى أبناء وطنهم من خلال تفعيل دور المجتمع المدني والمساهمة في مساعدة أكبر عدد ممكن من المتضررين على كافة بقاع الأرض السورية.
واليوم يطل علينا بطل جديد من أبناء سوريا ليوصل صوته للجميع من تحت الأرض وبالتحديد من أنفاق جوبر في شمال شرق دمشق، لينحت حياة جديدة في الصخر ويبرز الجمال من بين الركام، هذا البطل هو "مهند معلا" عسكري سوري من محافظة طرطوس، مارس مهند هوايته في أنفاق جوبر ونحت في الصخر رسوماته المتقنة والمحفورة بحب وجمال وبأبسط الأدوات ليعيد الحياة والدفء إلى جدران النفق البارد والمظلم ويرسم لوحات ستبقى محفورة في الذاكرة، مخرجا الحياة من قلب الموت.
منحوتات مهند كانت أبلغ من الكلام وأبسط من كل التعقيدات السياسية التي تشهدها بلاده وأجمل حكاية تنسج من دون كلام، ونظرا لجمالية الفكرة وبساطتها وعمقها في نفس الوقت، ما إن انتشرت الصور التي أظهرت منحوتات مهند حتى تتداولتها وسائل التواصل الاجتماعي بكثرة، والجميع أبدى اعجابه وأثنى عليها.
ستبقى هذه المنحوتات عالقة في الذاكرة وسيبقى الفن والابداع أعظم رسالة وأبلغ كلام، تحية إلى مهند وأصدقائه المدافعين عن أرضهم ووحدتها، ويبقى الأمل موجودا لطالما أمثال مهند موجودون.