الوقت- أكدت صحيفة "رأي اليوم" أن الأمراء الكبار المعتقلين في السعودية لم يتعرضوا للتعذيب، ولكن يتعرضون لضغط نفسي رهيب في الاستنطاقات من طرف مرتزقة أجانب لكي يكشفوا عن الحسابات المصرفية التي يمتلكونها خارج المملكة السعودية، كما يتعرض للتعذيب مساعدوا الأمراء ورجال الأعمال.
وقالت مصادر عليمة بوضع الأمراء للصحيفة أنه بخلاف ما نشرته مقالات أجنبية في الخارج حول تعذيب أمراء مثل متعب بن عبد الله ومحاولة الأمير الوليد بن طلال الانتحار لم تسجل هذه الأحداث.
وأكدت أن الأمراء خضعوا لاستنطاقات رهيبة ومكلفة نفسيا بدون نوم لساعات طوال لكي ينهاروا ويكشفون عن حساباتهم المصرفية في الخارج وبعض الشركات المسجلة بأسماء آخرين في المملكة العربية والخارج، وخضعوا للاستنطاق حول رفضهم للأمير محمد بن سلمان كولي للعهد، وهل كانت هناك مؤامرة ضده.
وتقول هذه المصادر أن التعذيب العنيف كان من نصيب أمراء آخرين ورجال أعمال، وتعرض مساعدوا الأمراء الذين يتكلفون بحساباتهم المصرفية وأسرارهم لعنف خطير.
وتحدثت الصحافة السعودية والدولية عن اعتقال الأمراء ورجال الأعمال، لكن لا أحد تحدث عن المساعدين وبعضهم من جنسيات أجنبية من لبنان ومصر وباكستان وفلسطين.
وباسم لجنة مكافحة الفساد، شن ولي العهد محمد بن سلمان منذ أسبوعين حملة اعتقالات لا سابقة لها في تاريخ السعودية الحديث شملت أمراء كبار كان بعضهم مرشحا لمنصب الملك ورجال أعمال ووزراء ومئات من المساعدين لهؤلاء كلهم.
ما قالته الصحف الأجنبية
هذا وقد تحدّث موقع "ميدل ايست اي" البريطانيّ، عن أنّ الأمير متعب بن عبد الله، وزير الحرس الوطنيّ، المحتجز في فندق "الريتز كارلتون"، كان من بين 6 أمراء محتجزين، نقلوا إلى المستشفيات بعد اعتقالهم، ضمن الحملة التي بدأها ولي العهد محمد بن سلمان.
وذكر الموقع أن الأمير متعب، والأمراء المحتجزين، تعرّضوا للضرب المبرح والتعذيب من قبل المحققين في مكان احجازهم، مشيراً إلى أنّه تم نقل جميع الأمراء الستة إلى المستشفى خلال الـ24 ساعة التالية لإلقاء القبض عليهم.
وقال الموقع إن أحد الأمراء كان في حالة سيئة للغاية، حيث تم إدخاله إلى وحدة العناية المركزة بأحد المستشفيات.
وتابع "ميدل ايست اي" أن الجميع تعرّضوا للضرب المبرح، لكن لم يُصب أي منهم بكسور، بينما تركت الأحذية العسكرية للمحققين علامات ظاهرة على أجسادهم.
الملك سلمان مسلوب الإرادة
ويرى مهتمّون بالشأن السعودي، أن لا مؤشرات تلوح في الأفق حول الإفراج عن الأمراء المعتقلين وقد تجري محاكمتهم بداية السنة المقبلة بعد تنازل سلمان بن عبد العزيز عن العرش لصالح ولده، ولي العهد. ويوجد سخط وسط عائلات الأمراء بسبب الأخبار التي تروج حول تولي أجانب اعتقال واستنطاق الأمراء.
وكانت السلطات السعودية قد قالت أن الاعتقالات جاءت على خلفية ملفات فساد جرى التحقيق فيها لمدة طويلة، وكان يفترض تقديم المعتقلين أمام النيابة العامة وقاضي التحقيق وتوفير محاميين لهم. لكن هذا لم يحدث ولم تحدد السلطات القضائية تاريخا للمحاكمة أو على الأقل لقاء المعتقلين بمحاميهم بل لم يسمح حتى لأفراد عائلاتهم بزيارتهم.
وتوصلت "رأي اليوم" أيضا من مصادر عليمة بالعائلة الملكية السعودية بأخبار تفيد بسخط عارم وسط عائلات الأمراء المعتقلين، فهي لم تستيقظ من كابوس الاعتقال حتى تفاجأت بأن الذين اعتقلوا الأمراء هم من قوات خاصة أجنبية كان يتزعم كل مجموعة اعتقال ضابط سعودي، ولم تكذّب السلطات السعودية خبر اعتقال قوات أجنبية للأمراء.
ولم يؤشر ولي العهد محمد بن سلمان على زيارة أقارب الأمراء للمعتقلين، ويكتفي مبعوثون من ولي العهد بالقول أن العدل سيأخذ مجراه الطبيعي في هذه النازلة وأن الأمراء محتجزين في فنادق فاخرة وليس في السجون مع عامة الناس.
وفضلت عائلات أمراء نافذين تجنب الحديث مع الملك سلمان في الملف لأنهم يعتبرونه مسلوب الإرادة وأن ابنه ولي العهد هو صاحب الكلمة الأولى والأخيرة.
وتفيد التكهنات بأن ولي العهد قد يفرج عن الأمراء المعتقلين بشروط ومع تقييد حريتهم مثل الإقامة الإجبارية بعد توليه العرش نهاية الشهر المقبل أو بداية السنة الجديدة، إن لم يحدث من قبل. وبهذا سيكون قد ضمن غياب أي معارضة وسط العائلة الملكية.