الوقت - ذكر موقع "الإنترسيبت" الاستقصائي أنه حصل على وثائق من بريد سفير الإمارات في امريكا "يوسف العتيبة" تكشف وجود خطة لدى دولة الإمارات لشن هجوم على النظام المالي في قطر ومحاولة سرقة استضافتها لكأس العالم 2022.
وبحسب الموقع، فإن الحرب الاقتصادية ضد قطر شملت هجوماً على العملة القطرية باستخدام أساليب للتلاعب بالسندات والمشتقات المالية، وزيادة ديون قطر عبر التحكم في منحنى العائدات وتقرير مستقبلها.
وتهدف الخطة الإماراتية التي وضعها "بنك هافيلاند الخاص" في لوكسمبورغ والمملوك لأسرة الممول البريطاني المثير للجدل "ديفيد رولاند" إلى دفع اقتصاد قطر للانهيار وتخفيض قيمة سنداتها المالية وزيادة تكلفتها الائتمانية، مما قد يتسبب في خلق أزمة تستنزف احتياطيات قطر النقدية.
وذكر الموقع أن أحد أهداف الخطة الإماراتية هو إجبار قطر على مشاركة استضافة كأس العالم 2022، وذلك من خلال شن حملة إعلامية للفت انتباه الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" إلى الوضع المالي لقطر بعد نجاح الشق المالي من الخطة، وبالتالي اتخاذ قرار بأن الدوحة لن تكون قادرة على بناء وتشييد المنشآت اللازمة للاستضافة.
وقال خبراء إن الخطة بعيدة المنال، ويبدو أنها قد وضعت من قبل شخص له خبرة قليلة أو لا خبرة له في الأسواق الائتمانية والعملات.
وبحسب موقع "الإنترسيبت" ، فإن "ديفيد رولاند" لطالما كانت لديه علاقات مع المسؤولين الإماراتيين، خاصة ولي عهد أبوظبي "محمد بن زايد آل نهيان" ، مشيراً إلى أن "بنك هافيلاند" يعمل حالياً على إنشاء مؤسسة مالية جديدة بالتعاون مع صندوق الثروة السيادية في دولة الإمارات .
ووفقاً للعقود والمراسلات التي حصل عليها "الإنترسيبت" التي تحدد شروط الصفقة، فإن هذا المشروع منفصل، لكنه يعكس العلاقة الوثيقة بين البنك ودولة الإمارات.
أما المرحلة الثالثة من الخطة فتتمثل في شن حملة ضد قطر لإظهارها في وضع مالي مترد، وذلك بمشاركة حلفاء الإمارات من دول الحصار خصوصاً السعودية.
وفي 20 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وبعد عدة أسابيع من حصول "الإنترسيبت" على الوثيقة التي تحدد الخطة، تم إطلاق حملة ذات تمويل كبير على تويتر بهدف انتزاع تنظيم بطولة كأس العالم من قطر، بجانب إطلاق نداء بأن دول مجلس التعاون يمكنها أن تطلب من الفيفا منح تنظيم البطولة للمنطقة ككل، وإذا رفضت قطر الفكرة، فستعتبر غير راغبة في العمل مع شركائها في مجلس التعاون ما يستدعي شن الهجوم عليها.
وتكشف التفاصيل المسربة أن خطة الإمارات تركز على ضرب اقتصاد قطر، حتى يتسنى لها سرقة استضافة كأس العالم وحرمان الدوحة من تنظيم الحدث العالمي وحدها.
ووفق الموقع تم تعميم وثائق "سرية" نهاية أيلول/سبتمبر الماضي، تحدد خطة الهجوم المالي على قطر بين البنك المذكور والسفارة الإماراتية في واشنطن.
ويعتقد المراقبون بأن الخطة كان هدفها إجبار قطر على اللجوء إلى احتياطياتها المالية، كما تقتضي التلاعب بالأسواق من جانب آخر، إلى درجة يمكن أن تتضرر قطر وتفقد حقها في استضافة كأس العالم 2022.
ومن المهم الإشارة هنا إلى أن تنفيذ الخطة الإماراتية يوجب على أبوظبي أن تبقيها سرية. وفي سياق الطريقة التي تعمل بها البنوك بشكل عام فإن الحفاظ على سرية تفاصيل الخطة قد يبدو أمراً منطقيا، لكن بعد أن نشر موقع "الإنترسيبت" تفاصيلها، بات يعتقد بأنه لن يتم الاستمرار فيها.
ولم يكن "بنك هافيلاند" صريحاً في التعامل مع موقع إنترسيبت، كما أن مؤسسه مقرب من شخصيات سياسية معروفة في أبوظبي، وبالتالي فإن البنك هو من وضع تلك الخطة بإشراف إماراتي كامل، علماً بأن الخطة كانت موجودة في البريد الإلكتروني لسفير الإمارات في أمريكا "يوسف العتيبة".
وتجدر الإشارة إلى أن العتيبة يتمتع بعلاقات واسعة في أوساط القرار السياسي الأمريكي، ومن جملة أصدقائه "جاريد كوشنر" صهر الرئيس دونالد ترمب، وهو على اتصال به بشكل شبه دائم.