الوقت- يتساءل العديدون عن موقف الرئيس السوري بشار الأسد من مطامح الأكراد الانفصالية في المنطقة، وهل سيتفاوض مع أكراد سوريا بعد سيطرتهم على مدينة الرقة وتلويحهم بإعلان حكم ذاتي على المناطق التي سيطروا عليها، لاسيما بعد المشروع الانفصالي الذي حاكه أكراد العراق ضد الحكومة المركزية والذي عدّته بغداد بمثابة طعنة ثانية في الظهر بعد تنظيم داعش.
موقف الرئيس الأسد سيكون صارما في حال حاول حزب الأكراد في سوريا التفكير بالإنفصال، حيث أكد الرئيس السوري لجريدة "الأخبار" اللبنانية رفضه كل محاولة من جانب أي جهة في العالم لطرح حلول سياسية تستند الى تخلّي السلطة المركزية، ولو بصورة مؤقتة، عن سلطتها الكاملة والمطلقة على كامل الأراضي السورية.
ولن يتهاون الجيش السوري بقيادة الرئيس الأسد مع أي مساع للأكراد للحصول على حكم ذاتي خاص بهم.
وكان قد أكد الأسد لوفد أمريكي قام بزيارة سرّية لدمشق بحسب ما ذكرته مصادر إعلامية لصحيفة الأخبار اللبنانية، أنه ليس في وارد القبول بأي طروحات ترد ضمن مساعي الحل السياسي، تقضي بترك مناطق سورية تحت وصاية تركيا أو الولايات المتحدة أو الاردن.
وبشأن التفاوض مع أكراد سوريا قال الرئيس السوري: إن دمشق لا تفاوض الأكراد على إدارة مناطق بصورة مستقلة، وأنه لن تكون هناك كردستان أخرى في سوريا.
وتمسك الرئيس الأسد بوحدة أراضيه مؤكدا أن المناطق التي ينتشر فيها الأكراد هي مناطق سورية، ولا خصوصية لها تسمح بتحويلها الى مناطق حكم ذاتي. ملفتا الى أن الحكومة السورية ستواصل العمل لاستعادة السيطرة على كامل الاراضي السورية، سواء من خلال التفاوض والمصالحات أو من خلال المعارك العسكرية.
كما أكد الرئيس السوري أن دمشق لن تقبل بأي محاولة لتغيير الأوضاع الديموغرافية أو السياسية في أي منطقة سورية.
أعداء سوريا يعملون جاهدين لإبقاء النار مشتعلة
وكان قد أشار زوار دمشق الى أن الأسد الذي يشرح، مع كثير من الراحة، واقع الميدان، والإنهيار النهائي القريب لتنظيم "داعش"، لا يتصرف على أساس أن الحرب انتهت، بل هو يعتقد أن أعداء سوريا يعملون جاهدين لإبقاء النار مشتعلة.
وعبّر الرئيس الأسد لزواره عن موقفه الحاسم من أي تواجد أمريكي على أراضي سوريا، مؤكدا أنه لا يمكن له أو لأي عاقل أن يثق بالإدارة الامريكية، مهما صدر عن واشنطن من مواقف أو بعثت موفدين.
والملفت في موقف الرئيس السوري بحسب زواره أنه يتصرف على أساس استمرار المعركة، ويعمل على تعزيز الوضع العسكري والامني والإجراءات التي تساعد الناس على الصمود.
وبشأن التفاوض على أي محاولة انفصال لأحزاب أو ميليشيات في سوريا، جدّد الرئيس السوري رفضه بحزم أي محاولة لتكريس خطوط تماس أو مناطق متنازع عليها تكون محل تفاوض.
ونقل زوار الرئيس السوري عنه قائلين: الأسد لا يقف عند خاطر أحد عندما يتعلق الأمر بهذا الجانب، وهو أبلغ موسكو احتجاجاً مباشراً على مشروع موسكو لتنظيم مؤتمر حوار للشعوب السورية. وأكد للقيادة الروسية أن هناك شعباً سورياً واحداً لا شعوباً، ودمشق ترحب بالحوار، لكنها ترفض عقده في القاعدة الروسية في حميميم.
ومايشير الى تماسك الرئيس السوري أن الزوار أكدو أن موسكو نزلت عند رغبة الأسد، وعمدت الى إلغاء تسمية الشعوب السورية، ونقلت مكان الاجتماع الى سوتشي في روسيا.
وعن موقف دمشق من سيطرة الأكراد على مدينة الرقة السورية، أكدت مصادر أن قوات الجيش السوري مرفقة بالحلفاء سوف تتقدم قريبا للسيطرة على مدينة الرقة التي انتزعت الشهر الماضي قوات سوريا الديمقراطية بدعم أمريكي السيطرة عليها من تنظيم داعش الارهابي.
وكانت الحكومة السورية قد اتهمت أمريكا بالسعي لتقسيم سوريا إلى قسمين بنشر قوات أمريكية إلى الشرق من نهر الفرات، داعية هذه القوات المحتلة للخروج بأسرع وقت من الأراضي السورية.
ومايؤكده الخبراء أننا سنشهد في القريب العاجل تقدم القوات السورية شرق الفرات وتحرير مدينة الرقة، وإرغام حزب سوريا الديمقراطية على الانضمام الى الجيش السوري.
جدير بالذكر أن قوات سوريا الديمقراطية التي يغلب عليها الأكراد والمدعومة من واشنطن، أعلنت في الشهر الماضي النصر في الرقة، المعقل الرئيسي السابق لتنظيم داعش في سوريا، وذلك بعد شهور من القتال بمساعدة التحالف الامريكي الذي أودت غارات طائراته بحياة آلاف المدنيين.