الوقت- مع تنفيذ القرار الأمريكي بنشر مئات الوثائق المحجوبة المتعلقة باغتيال رئيس الولايات المتحدة الأسبق جون كينيدي، تتكشّف حقائق جديدة بشأن الحادث الذي ظلّ مثيرا للجدل، رغم مرور أكثر من نصف قرن على وقوعه.
فقد أعلن البيت الأبيض، يوم الجمعة، أنه سيتم الإفراج عن 2800 وثيقة سرية تخص اغتيال كينيدي عام 1963، فيما قرر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بناء على طلب مكتب التحقيقات الاتحادي (إف.بي.آي) ووكالة المخابرات المركزية (سي.آي.إيه)، حجب الوثائق المتبقية للمراجعة خلال ستة اشهر.
وجاء في بيان أصدره الأرشيف الوطني الأمريكي أنه "بناء على طلب" بعض فروع الإدارة والاستخبارات "إذن الرئيس أن يتم مؤقتا حجب بعض المعلومات التي يمكن أن تؤثر على الأمن القومي أو على حفظ النظام أو على الشؤون الخارجية."
من جهته أشار ترامب في هذا الصدد، إلى أن المجتمع يستحق أكثر المعلومات اكتمالا عن جريمة القتل، وفي الوقت نفسه، أوضح ترامب أنه لأسباب أمنية وطنية، لم يكن أمامه خيار سوى السماح بتحرير أجزاء معينة من النص.
تفاصيل حادث الاغتيال
في 22 تشرين الثاني 1963، اغتيل كينيدي برصاص بندقية أثناء مرور موكبه في مدينة دالاس. وكان يركب سيارة مكشوفة برفقة زوجته جاكلين وحاكم ولاية تكساس جون كونالي. وقد أصيب حاكم تكساس، الذي كان جالساً أمام الرئيس، بجروح. واعتقل لي هارفي أوزولد في دالاس يوم إطلاق النار، واتهم باغتيال الرئيس، لكنه نفى التهم التي وجهت له مدعيا أنه "مجرد شخص ساذج".
"لي هارفي أوزولد"
كان لي هارفي عنصرا سابقا في قوات مشاة البحرية الأمريكية، وحسب زعمه كان يتبنى الفكر الماركسي، وقد سافر إلى الاتحاد السوفياتي عام 1959 وعاش هناك حتى عام 1962.
وعمل أوزولد في مدينة مينسك في مصنع الراديو والتلفزيون، والتقى زوجته في المدينة. ووجدت لجنة وارن أنه زار السفارتين الكوبية والروسية في مكسيكو سيتي قبل شهرين من إطلاق النار على كينيدي.
في 24 تشرين الثاني، قُتل أوزولد بالرصاص في قبو قسم شرطة دالاس على يد جاك روبي، وهو صاحب ملهى ليلي محلي. وفي نفس اليوم الذي قام روبي بقتل هارفي أوزوالد، المنفذ الرئيسي لاغتيال الرئيس الأمريكي، أعرب مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي آنذاك إدجر هوفر عن تخوفه من أن قتله سيتسبب في شك الشعب الأمريكي في ضلوع أوزوالد في عملية الاغتيال.
ولذلك طالب هوفر بضرورة إيجاد أدلة قوية على اتهامه، قائلا: الشيء الذي أشعر بالقلق إزاءه هو التمكن من إقناع الجمهور بأن أوزوالد هو القاتل الحقيقي. وقد أظهرت الوثائق المفرج عنها أن جاك روبي قاتل منفذ اغتيال كينيدي كان لديه سجل إجرامي في شيكاغو، وذلك حسب ما كتبه مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي آنذاك إدجر هوفر.
وكتب هوفر:"ليس لدينا معلومات ثابته عن روبي، إلا أن هناك بعض الشائعات عن امتلاكه سجلا إجراميا في شيكاغو"، مشيرًا إلى أنه كان من المستحيل أن تسمح شرطة دالاس بقتل أوزوالد بالرغم من تحذيرات الحكومة الفيدرالية من احتمال القصاص من قاتل كينيدي.
الرواية الرسمية
قال تقرير لجنة وارن، الذي نشر في أيلول 1964، إن لي هارفي أوزولد أطلق النار على موكب الرئيس من مبنى مستودع الكتب المدرسية في تكساس. وقالت اللجنة إنه "لا يوجد دليل على أن لي هارفي أوزولد أو جاك روبي كانا جزءا من أي مؤامرة محلية أو أجنبية".
وخلص تقرير أعدته لجنة التحقيق في الاغتيالات التابعة لمجلس النواب عام 1979، إلى "احتمال كبير" بوجود مسلحين نفذا الاغتيال.
نظريات أخرى حول اغتيال كينيدي
يشير البعض إلى أنه قد يكون هناك شخص ثان قام بإطلاق النار أيضاً، في حين يقول آخرون إن من المرجح أن الرصاص الذي قتل كينيدي أُطلق من أمامه وليس من خلفه. وأظهر اختبار بمادة البارافين أجري على أوزولد بعد اعتقاله أنه لم يطلق رصاصاً من بندقيته، لكن شُكك لاحقا في مصداقية ذلك الاختبار.
كما قال حاكم ولاية تكساس إنه لم يصب بنفس العيار الناري الذي قتل كينيدي، ما يناقض كلياً النتائج التي خلصت إليها لجنة وارن.
مكالمة مجهولة
وقالت إحدى المذكرات إن صحيفة "كمبريدج نيوز" المحلية في بريطانيا تلقت اتصالا هاتفيا من شخص لم تحدد هويته، تحدث عن "خبر هام" في الولايات المتحدة، وذلك قبل 25 دقيقة من الاغتيال. وتضيف المذكرة أن "المتصل قال إنه على مراسل كمبريدج نيوز الاتصال بالسفارة الأمريكية في لندن لمعرفة خبر هام، ثم أغلق الخط."
الجدير ذكره أن إحدى الوثائق المنشورة كشفت عن مخطّط لـ" وكالة المخابرات المركزية" يقضي بافتعال تفجيرات في ميامي تستهدف الكوبيين الفارّين، بغية توجيه الاتهام لـ"فيدل كاسترو" وحكومته.